مثل ينطبق على بنكيران بالتمام والكمال…رفع يد الدولة عن صندوق المقاصة، فترك الأسعار تأكل جيوب الناس جيبا جيبا…كان يزعم أن تحرير سوق المحروقات سيفضي حتما إلى انخفاض في أسعارها، فإذا بها تلتهب تحت وطأة فاعلين جشعين، لا سبيل للمنافسة إليهم بالمرة…ثم كرس التعاقد في التعليم بسوء تقدير منه، فترك الشارع يغلي ومستقبل التلاميذ في كف عفريت… ها هو اليوم يتابع احتجاجات الأساتذة عن قرب، من شرفة فيلة زوجته بحي الليمون، حيث يسمع صوت الاحتجاجات وضجيج مكبرات الصوت…ثم تجند للتقاعد، فمدد سنين العمل ورفع من الاقتطاعات، ليقلص ظلما وعدوانا، من رصيد ما سيحصل عليه المتقاعد وقد أضحى مريضا منهكا…ثم تواطأ مع شركات تدبير الماء والكهرباء، حتى بتنا نفضل الظلام على أداء فواتير ترهقنا وتصادر جزءا معتبرا من دخولنا…ثم ميع السياسة، ناهلا من خطاب شعبوي فج، يقدم الكلام السوقي الساقط على خاصية اختيار الألفاظ التي يستوجبها المنصب…ثم مكن لبني طائفته، في المناصب، حتى بات الحفاة العراة أسياد قوم…ثم لهف، تحت جنح الظلام، كاللص المحتال، سبعة مليون تقاعد من المال العام، دون موجب حق ودون إسهام منه في الصندوق بقرش واحد…من يقول إنه كان مجرد منفذ، هو واهم …الرجل تجاوز كثيرا في التنفيذ…استل سيفه البتار، وبدأ يقطع في الأرزاق، ولكأن له مع المغاربة ثأر لا بد أن يأخذه…ها هو خربها وجلس على تلها يتفرج…أقصد يتمتع بتقاعد حرام، سيسأل عنه يوم القيامة قرشا قرشا…