تفاعلت رابطة أساتذة التعليم العالي الاستقلاليين بشكل ايجابي من خلال مواكبتها الدائمة للقاءات التقنية والبيداغوجية الوطنية المهمة المنظمة من طرف الوزارة الوصية مع مخرجات الإصلاح البيداغوجي المتمثلة في هندسة مضامين الوحدات المعرفية والمهارات اللغوية والحياتية ومواد الانفتاح وكذا إدماج مقاربات بيداغوجية جديدة تمكن الطالب من آليات التكوين الذاتي الكفيلة بتمكين الخريجين من التأقلم مع المتغيرات السريعة للمهن وذلك من خلال بيان يبرز قناعتها المبدئية بضرورة وعي المعادلة التربوية لمستقبل المنظومة التعليمية ببلادنا، انطلاقا من اللقاء البيداغوجي الوطني المنظم بمراكش يومي 02 و03 أكتوبر 2018 تحت شعار “الجامعة المتجددة: الإجازة، رهان للتأهيل الأكاديمي والاندماج المهني“. ويأتي موقف رابطةأساتذة التعليم العالي الاستقلاليين من خلال تبنيها لنموذج الباشلور كمشروع جديد للتعليم العالي من رغبتها الكبيرة في مسايرة التطور السوسيو-اقتصادي مع مراعاة التطور الدولي على صعيد نظم التعليم العالي، وضرورة اعتماد نظام بيداغوجي متطور يستجيب لمتطلبات التنمية الوطنية، وينفتح على التجارب الدولية، بعد تسجيل قصور النموذج القديم ومنها الشرخ اللغوي الحاصل بين التعليم الثانوي والعالي، وعدم تملك الطلبة لعدد من الكفايات الأفقية المتعلقة بالمهارات الحياتية والذاتية وغياب نظام توجيهي فعال. وسجلت الرابطة بإن إنجاح هذه المنظومة البيداغوجية الجديدة يقتضي توفير الشروط الموضوعية الضرورية، وفي مقدمتها الوضع الاعتباري للأستاذ الباحث الذي ينبغي وضعه في قلب اهتمامات الوزارة الوصية؛ لأن العملية ليست تقنية أو إجرائية، بل هي عملية مركبة ومعقدة، وأهم عنصر فاعل فيها ومؤطر ومنظر لها هو الأستاذ الباحث، كما دعت الى الرجوع مرة أخرى إلى الهياكل التربوية بإحالة الهندسة البيداغوجية لسلك الإجازة على المؤسسات الشعب من أجل دراستها واقتراح سبل أجرأتها خصوصا ما يتعلق بآليات تطوير الكفايات الحياتية والذاتية الكفيلة بتمكين الطلبة من تجاوز تعثرات المسار الجامعي، وتيسير الاندماج في الحياة العملية، وتوفير الموارد المالية والمادية لإنجاح الإصلاح من أجل تفويج الطلبة إلى مجموعات صغيرة، مع توفير ما يستلزم ذلك من إمكانات مالية وبشرية، إضافة إلى الاحتياجات المالية الأخرى للإصلاح المتعلقة بالبنية التحتية، والاستجابة للمطالب المالية والمهنية للأساتذة الباحثين وإرساء نظام تكوين متكامل ومستمر لكل الفاعلين داخل الجامعات وبالخصوص للمسؤولين على المؤسسات الجامعية في مجال التدبير البيداغوجي والإداري والمالي، وكذلك للمختصين في التوجيه التربوي الذي ينبغي تطويره وتخصيص مصلحة له تعنى بالإرشاد والمصاحبة وكذلك التدقيق أكثر في آليات تقييم المعارف، ودعم التكوينات التطبيقية وإبتكار التحفيزات والتدابير التي من شأنها أن تؤدي إلى إنخراط الفاعلين الاقتصاديين في هذا الإصلاح وتحيين الترسانة القانونية للمنظومة، وعلى رأسها القانون 00-01، بما يضمن ملائمتها مع الرؤية الجديدة للمنظومة.