بدموع الحزن و الاسى و الاحساس بالحكرة و الاقصاء يواصل يوسف فرحات اعتصاما مفتوحا امام مقر عمالة اقليمقلعة السراغنة ، بعد ان اغلقت في وجهه كل الابواب لكسب لقمة العيش لابنائه الصغار وهم في سن التمدرس و زوجته المعطلة والحاملة لاجازة في القانون وهي الاخرى ممن ذاقوا مرارة البطالة المزمنة و الاقصاء من ايجاد ولو حلولا ترقيعية على شكل امتيازات تقيها قلة دات اليد ومواجهة مطالب الحياة . يوسف فرحات الذي ذاق جميع صنوف الاقصاء وهو الخريج الجامعي من كلية الحقوق بميزة ، و هب الشهادة التي رمت به كي يعيش الالم و الاحزان بدور الكراء رفقة زوجة داقت من نفس الكاس ، وضع يوسف الشاب الذي فقد كل الامال وهو يستجدي اصدقاءه لاستخلاص واجبات كراء المنزل المتراكمة و متطلبات ابناء رمى بهم حظهم العاثر ليجدوا انفسهم تحت سقف بارد يضم ابوين حكم عليهم الزمن الرذيء ليكونوا لقمة سائغة لمخالب العطالة المزمنة . وضعية اسرة فرحات تخاطب في كل مسؤول او فاعل كيفما كانت مسؤوليته ،الضمير الحي كي ينظر بعين الرحمة لاسرة تتقطع اربا اربا بين رحى وانياب الزمن الغادر ، يوسف لم يعشق ان يكون يوما ان يكون من سكان الشارع يلتحف السماء و يفترش الارض في معتصمه الذي اختاره دون يختاره ، بعد ان جرب كل الطرق لاستجداء شغل او امتياز كي يعيش كسائر الناس بكرامة رفقة ابنائه و زوجته التي تبكي في صمت بعد ان افنت زهرة شبابها في المدرجات ، فيوسف للتصحيح هو الرجل العفوي العاطفي ،الاب الحنون ، الزوج الصادق و المناضل الحر ،دون اقحامه في اي ملف يمكن ان نحكم عليه من جرائه وفق احكام حاهزة قيمية شوفينية و نمطية لايرددها الا من لم يكتوي بمثل ما يعيشه من محن ، يوسف لا يطالب سوى برغيف و خبز و شغل بسيط ينجيه محنة مد اليد و استجداء الاخرين وان كان هو الاول من يستحق بعد عمليات اقصاء متعددة لاسباب غير معلومة و غير معلنة . ايها الناس ،اسرة يوسف فرحات حالة خاصة تستدعي التضامن و التذخل العاجل بعيدا من غير تماطل لايجاد الصيغة المناسبة لحل اشكال خبزي سهل التحقق دون التفرج في تعذيبه عن طريق الاقصاء و التماطل و التشفي ……