نددت دول أمريكا اللاتينية بشدة بقصف إسرائيل لمبنى تابع لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) ولأحد المستشفيات في مدينة غزة، مما "عرض حياة المدنيين الأبرياء للخطر". وذكّر بيان صادر عن وزارة الخارجية الأرجنتينية إسرائيل بالتزاماتها من حيث احترام القوانين الإنسانية الدولية واتخاذ الإجراءات الضرورية لتقليص عدد الإصابات بين المدنيين.
وقد أرسلت الأرجنتين التي تضم أكبر جالية يهودية في أمريكا اللاتينية شحنة من المعونات لإغاثة سكان غزة.
ومن جانبه أعلن وزير خارجية البرازيل الحاجة إلى تحقيق مفصل في القصف الإسرائيلي، كما أكدت وزارة الخارجية المكسيكية على ضرورة التمييز بين الأهداف المدنية والعسكرية.
كما دعا عدد زعماء دول أمريكا الوسطى إسرائيل إلى سحب قواتها فورا من غزة.
وطالب زعماء كل من جواتيمالا وهوندوراس والسلفادور وبنما ونيكاراجوا بوضع اتفاق وقف إطلاق نار دائم يتفق والإطار الذي وضعه مجلس الأمن الدولي.
وجاءت دعوة الرؤساء على هامش اجتماعات المؤتمر الرابع والثلاثين لنظام تكامل دول أمريكا اللاتينية المنعقد في نيكاراجوا.
"ممارسات غير قانونية" وفي الأممالمتحدة أحبط ميجيل دي إسكوتو بروكمان رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة محاولة إسرائيل منع الجمعية من مناقشة "ممارسات إسرائيل غير القانونية" في الجلسة الخاصة التي عقدت لهذا الغرض.
ورد دي إسكوتو بغضب على محاولات البعثة الإسرائيلية باستخدام مسائل إجرائية لإلغاء الجلسة التي وصفتها بالجلسة المليئة بالكراهية.
وجادل رئيس الجمعية بأن الجمعية "التي هي أكثر مؤسسات الأممالمتحدة تمثيلا وديمقراطية" عليها واجب التقدم وإسماع صوتها لأن الدعوة العاجلة لمجلس الأمن قبل أسبوع بوقف إطلاق النار قد "تم تجاهلها تماما" من قبل إسرائيل وحماس.
وقد طلب الكلمة في الجلسة أكثر من 60 عضوا من أعضاء الجمعية البالغ عددهم 192 عضوا.
ودي إسكوتو المعروف بيساريته وتأييده للفلسطينيين قس كاثوليكي مولود في الولاياتالمتحدة، وعمل كوزير لخارجية بلاده نيكاراجوا في الثمانينات من القرن الماضي، وكثيرا ما انتقد الولاياتالمتحدة ومعاملة إسرائيل للفلسطينيين.
وكان الدبلوماسي الإسرائيلي إيلان فلاس قد جادل بأن الجلسة "غير ضرورية" لأن مجلس الأمن لا يزال "منشغلا" بنزاع غزة، مستشهدا بالمادة 12 من الميثاق الدولي.
وقال فلاس إن المادة 12 تنص على ألا تقدم الجمعية العامة أي توصيات حول نزاع أو وضع قبل مجلس الأمن ما لم يطلب منها ذلك، وهذا ما لم يحدث هنا.
ورد دي إسكوتو بأن قرار مجلس الأمن دعا إلى الانسحاب التام للقوات الإسرائيلية من غزة، وبدلا من ذلك "تم تحويل غزة إلى جحيم ملتهب بالفعل"، مضيفا أن إسرائيل تعاملت مع القرار بمنتهى الازدراء.
وإزاء ذلك تراجع المندوب الإسرائيلي عن طلبه.
إلا أن دي إسكوتو وبصوت مرتفع طرح ما حدث الشهر الماضي حين أعلن مكتبه تلقيه رسائل تهديد إلكترونية بالقتل.
وقال رئيس الجمعية "تم اتهامي بمحاولة إسكات صوت إسرائيل، وكانت تلك كذبة كبيرة وصارخة، والآن وللمفارقة تحاول إسرائيل إسكات صوت الجمعية العامة".
ويحاول دي إسكوتو تمكين الجمعية العامة من لعب دور رئيسي في قضية غزة، إلا أن قرارات الجمعية غير ملزمة، وبالتالي ليس لها سلطة كالتي يتمتع بها مجلس الأمن.
وقد أعلن إنريكو إيفز الناطق باسم الأممالمتحدة بأنه قد قد يتم طرح مشروع قرار بشأن غزة على الجمعية العامة.
وتشكو إسرائيل وحليفتها الرئيسية "الولاياتالمتحدة" والتي تتمتع بحق النقض في مجلس الأمن مما تراه "انحياز الجمعية العامة ضد إسرائيل".
وقد استمع مجلس الأمن أثناء انعقاد الجمعية العامة إلى تقرير حول الأوضاع في غزة، وأعرب عن "قلقه العميق" إزاء قصف إسرائيل لمبنى وكالة غوث وتشغيل اللاجئين في غزة.
كما دعا المجلس جميع الأطراف إلى ضمان حماية المدنيين والتطبيق الفوري لقرار الأسبوع الماضي بوقف إطلاق النار.
وبعد انعقاد الجلسة بساعات هاجمت جابرييلا شاليف مندوبة إسرائيل لدى الأممالمتحدة جلسة الجمعية "الحقود والمليئة بالكره والشكوك".
فيما رحب رياض منصور الممثل الفلسطيني بصفة مراقب لدى الأممالمتحدة بالجلسة الخاصة للجمعية العامة.
وقال منصور" إذا عجزت الأممالمتحدة عن تحقيق السلام في غزة فلا خيار أمام الفلسطينيين "سوى العودة إلى مجلس الأمن" سعيا وراء إصدار قرار أشد بتفويض استخدام القوة ضد إسرائيل" المصدر : بي بي سي