مراسلة محمد العزوزي وحسن الحماوي: نظمت مؤسسة أطلس ماروك للعمل السوسيوثقافي حفلا فنيا موسيقيا الجمعة 2 دجنبر 2016 وذلك بمناسبة الإعلان الرسمي عن تأسيس فرقة أطلس ماروك للأغنية المغربية بالمركز الثقافي سلاالجديدة. ويأتي هذا الحدث الفني في إطار سعي مؤسسة أطلس ماروك للعمل السوسيوثقافي لتعزيز الساحة الفنية المغربية بمولود جديد يضم مواهب موسيقية وأصوات شجية تحرص على الحفاظ على الموروث الفني الأصيل واستحضار روائع الأغنية المغربية للزمن الذهبي ،حيث كانت هذه الأخيرة شعرا ولحنا وأداءا معلمة للنحو والقوافي ،مربية للعواطف ومؤدبة للذوق والتعلق بالجمال. وفي السياق ذاته عرف الحفل تكريم هرمين موسيقيين شامخيين، ويتعلق الأمر بفقيد الموسيقى المغربية الملحن والموسيقي الفنان المرحوم محمد عزام رئيس جوق أضواء المدينة، ومكتشف العديد من ألمع أصوات الفن ببلادنا كلطيفة رأفت وفاطمة مقدادي وسمية قيصر وأخرين… أما التكريم الثاني فقد خصت به المؤسسة الفنان الطاهر وقادة الذي يعد من قيدومي الموسيقيين المغاربة، فهو من مواليد الرباط 1944 أب لثلاثة أطفال، تعلم أصول الموسيقى بالمعهد الوطني للموسيقى بالرباط سنة 1964 على يد كبار الأساتذة المغاربة والأجانب تحت إشراف الفنان عبد الوهاب أكومي ،التحق بالجوق الملكي بنفس السنة وظل يشتغل به إلى غاية 2004 حيث أحيل على التقاعد،،، كان عازفا على الآلة النحاسية بفرقة 55 تحت قيادة محمد الترتوش وكذلك بالفرقة الوترية برئاسة الطاهر الزمراني، كما إندمج في الجوق السمفوني الذي كان يرأسه الكومندارعبد القادر رتبي من بداية الستينات إلى منتصف الثمانينيات، بصحبة الفنان المرحوم العربي الكواكبي وعبد السلام خشان واخرين… عايش الفنان الطاهر وقادة جيلا من كبار فناني الأغنية المغربية في سبعينيات القرن الماضي من بينهم على سبيل الذكر: أحمد البيضاوي ،عبد الوهاب الدكالي ،محمد الغاوي ،عبد الهادي بلخياط ،عبد القادر الراشدي. وعزف خلف الفنانة أم كلثوم، فايزة أحمد ،عبد الحليم حافظ ،محمد عبد الوهاب ،فريد الأطرش، شادية ، وديع الصافي، شريفة فاضل ، محرم فؤاد. وإعترافا بالمسار الفني لهذين الهرمين سلمت شواهد تكريمية وجوائز تحفيزية وباقات من الورود لكل من الفنان الطاهر وقادة وأبناء الفنان المرحوم محمد عزام من طرف الأستاذة فاطمة الزهراء الطائي والأستاذ محمد العزعوزي عضوين بالمكتب التنفيذي للمؤسسة ،والأستاذ الشاعر الغنائي محمد وهبي أمين مال النقابة الحرة للموسيقيين ومبدعي الأغنية المغربية، في جو سادته لحظات سعادة إمتزجت بدموع من شدة الفرح، عجز اللسان حينها عن الكلام والتعبير بما يخالج النفس. وفي كلمة للسيد عبد العزيز الرابحي الرئيس المؤسس لفرقة أطلس ماروك للأغنية المغربية قال " فرقة أطلس ماروك للأغنية المغربية هي وليد جديد لم يكتمل شهره السابع وقد أتى في ظروف جد صعبة وعسيرة ،رغبة منا في استحضار زمن الرواد الذين أسسوا صرح أغنيتنا المغربية الجميلة السهلة الممتنعة ، وطبعوها بإبداعاتهم الرائعة، شخصيات وطنية فذة ذات هامات عالية تحمل روح الغناء المغربي الأصيل ، أسماء مخضرمة تألقت في صنع كيان خاص لهذا الموروث الثقافي الفني والأدبي ، عبر سنين طويلة من العطاء،،، ليحلق عاليا في سماء الفن العربي ، شخصيات سافرت بالأغنية المغربية خارج الحدود في عقود الستينيات والسبعينيات والثمانينيات، بكلمات وألحان وأصوات من قبيل عبد الرحيم السقاط ،أحمد الطيب العلج ،عبد السلام عامر، علي الحداني ، عبد النبي الجراري أحمد الشجعي ،أحمد جبران ، عبد الوهاب الدكالي، عبد الواحد التطواني ، وعبد الهادي بلخياط، مولاي أحمد العلوي ،محمد الحياني ، نعيمة سميح ، محمد بنعبد السلام ، عبد القادر الراشدي،محمود الإدريسي ، محمد علي، أحمد الغرباوي ، عبد الوهاب اكومي ، فتح الله المغاري ، أحمد البيضاوي محمد الإدريسي .... كل أولئك الوطنيين الغيورين الأوفياء ساهموا بالشكل الكبير في نشر الأغنية المغربية بكلماتها وإيقاعاتها الغنية في الداخل كما في الخارج. وأضاف قائلا " إن حفلنا هذا هو بمثابة إعلان رسمي عن تأسيس فرقة أطلس ماروك للأغنية المغربية ولا شئ غير تامغرابيت ،وذلك لترسيخ معالم الأغنية المغربية واسترجاع أمجادها التي لن تهزمها الشوائب ولايطمسها دخيل. ونشرها بين أوساط الشباب لحمله مشعل الأجيال السابقة ودعوته للإستمرارية في الحفاظ على كيان هذه الأغنية التي نعشقها ومن خلالها نتنفس السعادة المغربية الحقة ، وهي مناسبة لحث المسؤولين على الوقوف إلى جنب مثل هذه المبادرات التي تخدم مصلحة هويتنا وموروثنا الثقافي وأصالتنا المغربية الجميلة والتربية على المواطنة ، ولا داعي لبناء الجدارات باسم القوانين التي تحبط ولا تخلق إلا النفور ولا تخدم المصلحة المتوخاة ثقافيا إشعاعيا واجتماعيا.." وفي تصريح خص به جريدة الملاحظ جورنال الفنان المسرحي محمد حسن الجندي بالمناسبة قال " هذه خطوة جميلة ومبادرة طيبة من المؤسسة لإحياء الأغنية المغربية وللمساهمة في البحث عن المواهب وإعطائهم الفرصة من جديد وهي بذلك تستحق كل التشجيع والتقدير. " الحفل أفتتح بأيات بينات من الذكر الحكيم رتلها المقرئ محمد أمين بلحاج، تلاها ترديد جماعي للنشيد الوطني، وأستهل الحفل الموسيقى بمعزوفات موسيقية ثلاث "صوامت" سماعي نهوند، للمرحوم أحمد البيضاوي ، فرحة ورزازات للقيدوم الجيلالي بلمهدي ثم رقصة الأطلس للملحن المرحوم عبد القادر الراشدي. وذي صلة بالموضوع فقد إستمتع الجمهور بطبق فني دسم ومتنوع من روائع الأغنية المغربية لثلاث ساعات تعود للزمن الجميل، أداها ثلة من المواهب الفنية من الأجيال الثلاثة عزفا وغناء ، المكونة لفرقة أطلس ماروك للأغنية المغربية برئاسة الفنان فيصل الدكالي على الشكل التالي : يارسول الله خذ بيدي (أداء جماعي) للملحن صالح الشرقي،راجع لي ثاني بالأفراح (معاد أمانو) الخاتم (سليمة بنعيش) ملهمتي (سمير الجيد) كاس البلار (فتاح السلاوي) أمري لله (مريم هلال) الشاطئ (عبد الهادي بوضلفة) علاش يا عيوني (محمد حمدي) حبيبي لما عاد (محمد الزغداني) خويا خويا (بدر مرو) مرسول الحب (كريم الزاهي). الحفل الفني الذي عرف حضورا متميزا للعديد من الوجوه الفنية والأدبية والإعلامية وممثلي النقابات الفنية وفعاليات المجتمع المدني ،قام بتنشيطه كل من الأستاذة الشاعرة سميرة المنصوري العزوزي والأستاذ الصحفي حسن الحماوي ،أما الثوثيق فقد أنجزه الأستاذ الصحفي عبد الستار الشرقاوي والأستاذ الصحفي عمر الشرقاوي والمصور الصحفي الأستاذ خالد الحنصالي…. وأختتم هذا الحدث الفني بمشاركة متميزة للفنانة ماجدة بالمعطي التي شاركت بأغنية " البحارة "الى جانب الأستاذ الفنان عمر أجبون ممزوجة بصوت أوبرالي أدهش وأمتع الحاضرين ،ومشاركة جماعية لقطعة "صوت الحسن ينادي" المحبوبة لدى الجميع…