سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
زلة قدم في درج المنزل مزقت أوتار وأعصاب وشرايين يدها كادت تقضي على مسارها في ألعاب القوى عملية جراحية معقدة على اليد اليمنى أعادت العداءة مريم السلسولي لمزاولة نشاطها الرياضي
مراكش: عبد الرزاق موحد شفيت العداءة والبطلة الواعدة مريم العلوي السلسولي إبنة عاصمة النخيل وحي سيدي يوسف بن علي، واستأنفت تداريبها بمدينة الرباط لاسترجاع لياقتها البدنية وكل مؤهلاتها بعد فترة توقف إجبارية بسبب تعرضها لإصابة بليغة بمقدمة يدها اليمنى إثر سقوطها من درج المنزل. الحادث فرض استدعاء وتدخل طبيب أخصائي في جراحة العظام والمفاصيل لتكلل بالنجاح التام، وساهم إيمان البطلة الواعدة بالقضاء والقدر في تحقيق التوازن النفسي لتخطي هذا المصاب وتحقيق العلاج. تفاصيل الحادث ووقائعه جرت في ساعة متأخرة من ليالي شتنبر الساخنة المفعمة بالأجواء الروحانية لشهر رمضان الأبرك عندما كانت مريم تنزل كعادتها بحركية من درج منزل الأسرة بحي سيدي يوسف بن علي، غير أن زلة قدم أسهمت في فقدان التوازن لتمتد يدها اليمنى نحو زجاج سميك لنافذة بجنبات الدرج في محاولة لتفادي السقوط، إلا أن قوة الحركة وثقل الجسم أدى إلى كسر الزجاج الذي لعبت بعض أجزائه دورها السلبي في قطع جميع الأجزاء الأساسية والضرورية لحياة اليد اليمنى من عروق وشرايين وأوتار وأعصاب. فجأة وجد أفراد الأسرة أنفسهم أمام مصاب جلل، ومريم غارقة في الدماء التي تنساب بشكل غزير وسريع من مقدمة اليد اليمنى، ولتدارك الأمر تم وضع «حَصَّار» لوضع حد للنزيف الدموي، ولعله إجراء أفقد مريم تحسس يدها، وسرب الهلع والخوف في أوساط كل أفراد العائلة. وفي خضم أجواء من التوتر والقلق تم نقل المصابة مريم إلى مستشفى محمد الخامس رفقة أفراد الأسرة وزوجها. ومن سوء الطالع أنها صادفت خلال المداومة الليلية أطرا طبية في طور التدريب لا تمتلك الخبرة اللازمة للتعامل مع مثل هذه الإصابات والحالات الخطيرة، فكان التدخل سلبيا مع إزالة «الحصار» مما زاد في مضاعفة فقدان مريم حصة أخرى كبيرة من الدم كانت ستؤدي إلى ما لا تحمد عقباه. ومع ملاحظة استمرار تدهور الحالة الصحية للمصابة مريم قرر أهلها وزوجها نقلها وتحويلها إلى مصحة خاصة، هذه الأخيرة اتصلت على عجل بالدكتور مصطفى الشرايبي القعدود الاختصاصي في جراحة العظام والمفاصيل بالنظر لخبرته وكفاءته في هذا المجال بعد نجاحه المشهود في أربع حالات عويصة وعمليات خاصة بزراعة اليد المبتورة. وأكد الدكتور الشرايبي القعدود الذي أشرف على العملية بأنها كانت معقدة ودقيقة تطلبت استعمال المجهر لمدة طويلة لأن كل عروق وأعصاب اليد اليمنى كانت مقطوعة تماما جراء الحادث. واستعرض تفاصيل العملية الجراحية التي استغرقت أزيد من 4 ساعات مشيرا إلى أن الجهد انصب على توصيل الأوعية الدموية، وهو أمر غاية في الصعوبة لأنه عادة في مثل هذه الحالات تكون حالة اليد سيئة جدا مما يعيق عملية التوصيل كما أن الجهد انصب لربط الأوتار والأعصاب. وعن مراحل المتابعة بعد نجاح العملية الجراحية أكد الدكتور القعدود أنه تم إجراء وبعد اليوم الرابع واليوم الحادي عشر للعملية الفحص المعروف (Echo-doppeler) للتأكد من مدى درجة نجاح العملية على مستوى إيصال العروق والشرايين ليتم الارتياح بعد بلوغ الهدف ونجاح العملية بشكل تام مائة بالمائة. وأوضح بأن عملية الترويض وتحريك الأصابع انطلقت وفق برنامج مضبوط انطلاقا من اليوم الثالث لتستمر مدة ثلاثة أشهر. وحاليا استعادت يد البطلة عافيتها الكاملة لتوظفها بشكل عادي وطبيعي في حياتها اليومية، ليزول بذلك العائق الذي أجبر البطلة مكرهة على الانقطاع عن مزاولة نشاطها الرياضي والمشاركة في مختلف الملتقيات. وجدير بالذكر أن مريم السلسولي العلوي تعد من بين أبرز العداءات الواعدات التي برز نجمها أخيرا وأظهرت مقومات فنية وبدنية لبطلة ونجم سيسطع قريبا، والعداءة سبق لها أن حققت نتائج حسنة في عدد من الملتقيات والتظاهرات الدولية نذكر منها الظفر ببطولة العالم المدرسية والمرتبة الثالثة في المسابقة النهائية الخاصة ب 3000 متر في بطولة العالم داخل القاعة بفالنسيا.