جددت الخرطوم تأكيد عدم الاعتراف بالمحكمة الجنائية الدولية وعدم التعاون معها، بعد إعلان الأخيرة أنها ستعلن في الرابع من الشهر المقبل، قرارها بشأن ما إذا كانت ستصدر مذكرة توقيف بحق الرئيس عمر حسن البشير. وقال مندوب السودان لدى الأممالمتحدة، عبد المحمود عبد الحليم، "إن المحكمة ستلد في كل الأحوال مولودا ميتا" ووصفها بأنها مسيسة وتسيئ للعدالة. وأوضح أن موقف حكومته أن الجنائية لا ينعقد لها اختصاص على السودان، وأنها تخالف القواعد المستقرة بالقانون الدولي والمعاهدات بشأن حصانة رؤساء الدول التي أكدت عليها محكمة العدل الدولية بعدة حالات. ونفى عبد الحليم أن تكون الخرطوم قد سعت لتأجيل القرار، قائلا "إن موقف السودان هو الإلغاء الكامل لهذا الكيد السياسي" ، مشيرا إلى أن المنظمات التي تنتمي إليها بلاده هي التي بادرت وطلبت تأجيل القرار حسب ما ينص عليه ميثاق روما لتأسيس المحكمة. وأكد أيضا أن السودان يتحرك في عدد من المستويات ; وأهمها الجبهة الداخلية، قائلا إن تحركات المحكمة خلقت التفافا سودانيا حول قيادته وتأكيدات من القوى السياسية بالمضي قدما في عملية السلام والتحول الديمقراطي. من جهته قال سليمان صندل، القيادي في «حركة العدل والمساواة»، المتمردة بدارفور، إنه يتوقع أن تصدر الجنائية أمر اعتقال، وإن حركته تريد تقديم المساعدة في اعتقال البشير من أجل مساعدة المجتمع الدولي على تجنب "سقوط ضحايا". وكانت الجنائية الدولية أعلنت أنها ستعلن، في الرابع من مارس المقبل، قرارها حول ما إذا كانت ستصدر مذكرة توقيف بحق البشير بتهمة المسؤولية عن ارتكاب جرائم إبادة جماعية وجرائم حرب في إقليم دارفور. وقالت المحكمة إنها أعلنت عن تاريخ إصدار قرارها بسبب تردد شائعات حول المحتمل للقرار ونتائجه. وطلب مدعي الجنائية ، لويس مورينو أوكامبو، إصدار مذكرة اعتقال البشير في يوليوز الماضي، وسيكون الأخير في حال تحقق ذلك ثالث حاكم تصدر بحقه مذكرة اعتقال، وهو بالحكم بعد الرئيسين الليبيري، تشارلز تيلور، واليوغسلافي سلوبودان ميلوسيفتش. وقد أكدت كل من الصين والاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية، أن توجيه اتهامات للبشير من شأنه أن يزعزع استقرار المنطقة، ويزيد تدهور الصراع بدارفور ويهدد اتفاق السلام بين شمال السودان وجنوبه. وجدد مطرف صديق ، وكيل وزارة الخارجية السودانية ، رفض حكومة بلاده التام للتعامل مع المحكمة الجنائية الدولية ، باعتبار ان السودان ليس عضوا فيها ، لذلك لا ينعقد لها اختصاص بشأن السودان ، مؤكدا قدرة القضاء السوداني على احقاق الحق ، ومحاكمة كل من يخالف القانون. ونقلت وكالات الانباء عن تصريح لصديق قوله ان السودان لايؤمن بسياسة الافلات من العقاب ، مشيرا الي الاستقلالية التي ظل يتمتع بها القضاء السوداني عبر تاريخه الطويل. واوضح ان التسريبات الاعلامية الخاصة بصدور قرار وشيك من المحكمة الجنائية الدولية ضد السودان ، ما هي الا محاولة لزعزعة الاستقرار في البلاد ، مؤكدا أن مساعي حكومة الوحدة الوطنية نحو تحقيق السلام بالبلاد، لن تتزعزع جراء هذه التسريبات المغرضة