أولت النهار الجزائرية حدث تزامن فتح الحدود من الجانب الجزائري بصفة استثنائية للسماح بعبور قافلة إنسانية قادمة من بريطانيا في إتجاه غزة و دعوة وزير الاتصال المغربي في حوار خص به جريدة الخبر ّ الجزائرية لفتح صفحة جديدة، ومن أجل أن نتجاوز نهائيا الحزازات التي شابت العلاقات الثنائية " بأنه " استعطاف ّ مغربي للجزائر بكل الطرق من أجل ما وصفته صحافة الجنرالات بضمان مداخيل إضافية للاقتصاد المغربي في إشارة الى السياح الجزائريين المحتمل توافدهم الى المغرب في حالة إعادة فتح الحدود البرية المغلقة بين البلدين منذ 15 سنة . ويبدو أن الصحف التابعة لجهاز المخابرات العسكرية الجزائري تتناقض مع ذاتها مجددا في محاولة فاشلة للمزيد من إشعال فتيل الخلافات بين البلدين الشقيقين لأهداف و نوايا لا تخفى على أحد . و كان حريا بأقلام الحقد و الضغينة أن يطالعوا آخر تقرير تقرير لمكتب لندن التابع لمجموعة خبراء مجموعة أكسفورد الاقتصادية للأعمال حول آداء قطاع السياحة ببلدان شمال إفريقيا لسنة 2008 و الذي وضع المغرب في صدارة أكثر البلدان اجتذابا للسياح بالمنطقة بثمانية ملايين سائح سنويا تليه تونس بسبعة ملايين ثم الجزائر في ذيل الترتيب ب 1,2 مليون سائح . و إذا كانت الأقلام النافثة لسموم الحقد قد تجردت من كل معاني الوحدة و التضامن و التكامل بين الشعبين الشقيقين ،فلعل الأرقام أعلاه تسعف ذاكرتها " المعتلة " بأن المغرب لما وضع ضمن استراتيجية نموه الاقتصادي المراهنة على عشرة ملايين سائح بمتم السنة المقبلة فلم يكن ينتظر من حدود الجيران أو غيرهم أن يتصدقوا عليه ب"السياح " أو بعملاتهم ، أما إذا كانت ذات الأطراف ما زالت متوهمة بأن شرق المغرب الحدودي يعيش تحت ضغط الفاقة و الكساد و العطالة كما تسعى دائبة لتصويره الجهات المعلومة ، فقد تسعفهم رحلة مدفوعة التكاليف لجهة وجدة لعقد مجال المقارنة و معاينة واقع الحال بعيدا عن "أحلام اليقظة الواهمة ".