رجحت دراسة طبية حديثة فعالية هرمون الأنسولين -الذي يعمل على ضبط معدل السكر في الدم- في تأخير أو منع فقدان الذاكرة الذي يترافق مع الإصابة بمرض ألزهايمر، وذلك اعتمادا على أبحاث سريرية وجدت أن هذا الهرمون قادر على حماية الخلايا المسؤولة عن تشكيل الذاكرة. وتشير الدراسة التي نشرت في محاضر الأكاديمية الوطنية للعلوم الأميركية إلى أن الأنسولين قد يساهم في إبطاء أو وقف فقدان الذاكرة الناجم عن بروتينات سامة تهاجم دماغ المصاب بمرض ألزهايمر. وجاءت هذه النتائج في إطار الأبحاث التي قام بها فريق من الباحثين من جامعة نورث ويسترن في ولاية إلينوي الأميركية، بالتعاون مع الجامعة الفدرالية البرازيلية في ريو دي جانيرو على معالجة عصبونات مأخوذة من مركز الذاكرة في الدماغ والمعروف باسم قرن آمون بواسطة الأنسولين ودواء السكري المعروف باسم "روزيغليتازون". فكرة الدراسة فكما هو معروف أن الخلايا في قرن آمون -وهو ارتفاع مطول دائري يظهر في القرن الصدغي للبطين الوحشي للدماغ- عادة ما تكون عرضة للتلف الناجم عن رابطات الأميلويد وهو مركب بروتيني من الألبومين وكندروئيتين حمض السلفوريك، الذي يخزن بشكل غير عادي في أنسجة معينة ويشبه النشأ في مظهره. وتعتبر هذه البروتينات مركبات سامة تزداد نسبتها لدى المصابين بألزهايمر حيث تقوم بمهاجمة الوصلات بين الخلايا العصبية التي تمر من عبرها النبضات، والتي تساهم في تشكل الذاكرة. وبعد تراكم هذه البروتينات تفقد الوصلات العصبية قدرتها على الاستجابة للمعلومات الواردة مما يؤدي إلى فقدان الذاكرة. وبعد عدة تجارب مخبرية، لاحظ الباحثون أن هرمون الأنسولين يعرقل أو يوقف التلف الذي قد يصيب الخلايا العصبية التي تتعرض لرابطات الأميلويد عبر منع هذه الأخيرة من الالتصاق والتراكم على الخلايا. وفي هذا السياق يقول البروفيسور ويليام كلاين -استاذ علم الأعصاب والوظائف الفسيولوجية في جامعة واينبرغ، وأحد أعضاء فريق البحث في جامعة نورث ويسترن- "إن العلاجات المعدة لزيادة حساسية الأنسولين في الدفاع قد تساهم في توفير بدائل جديدة لعلاج مرض ألزهايمر على أساس أن الحساسية للأنسولين قد تتراجع مع تقدم العمر، الأمر الذي يشكل أحد العوامل للإصابة بألزهايمر". وتشكل هذه الدراسة مستندا جديدا يدعم النظرية التي تقول إن الإصابة بألزهايمر قد ترتبط ببعض أنواع مرض السكري على خلفية عجز الجسم عن إفراز أو معالجة الأنسولين بشكل فعال، كما تزيد الأمل في إمكانية علاج أنواع جديدة من المرض الفتاك.