الدكتور توزان محمد نجيب هذا هو الاسم الذي يقدمه الدكتور المزيف للذين يتعرفون عليه من زوار المستشفى الجامعي ابن سينا أو المستشفى الجامعي ابن رشد، حيث يقدم نفسه لهم على أنه طبيب جراح بهذه المستشفيات ويسلم لهم بطاقات دعوة تقدمه على أنه طبيب مبرز في الجراحة وأستاذ بكلية الطب بالرباط . كان وجهه الأبيض المكسو بلحية سوداء يغطي البياض بعضا من جنباتها، وهندامه الأنيق ولباقته في الكلام وعلمه ببعض الأمراض، وبالضبط الأمراض ذات العلاقة بالقلب والشرايين، تمكنه من اكتساب ثقة كل الذين يتعرف عليهم. فقد كان الدكتور المزيف يتداول باستمرار على الأجنحة الخاصة بمعالجة المرضى بالقلب والشرايين ، ويتربص لأحدهم حتى يتأكد له أنه مريض في حاجة إلى عملية جراحية ثم ينفرد به في يتداول باستمرار على الأجنحة الخاصة بمعالجة المرضى بالقلب والشرايين، ويتربص بأحدهم حتى يتأكد له أنه مريض في حاجة إلى عملية جراحية ثم ينفرد به في إحدى رداهات المستشفى ليقوم بإخباره أنه يريد مساعدته والتوسط له من أجل إجراء عمليته الجراحية بأقل الأثمان وأنه هو من سيقوم بتلك العملية . ويمنح لضحاياه بطاقته ثم ينصرف إلى حال سبيله وهو على يقين أن ضحيته ستسقط في شباك مكيدته . ومن بين الضحايا الذين نصب لهم كمينه محامية قدمت من مدينة خنيفرة إلى المستشفى الجامعي بالرباط من أجل العلاج ، حيث انفرد بها في المرحلة الأولى وأقنعها أنه سيعمل على علاجه وإجراء عملية جراحية لها بأقل الأثمان . ومن أجل أن يطمئنها وينال ثقته طلب منها أن تجري فحصا طبيا وفحصا بالأشعة وبناء عليه قام بمنحها بعضا من الأدوية الباهظة الثمن وطلب منها أن تشتري أخرى . وحدد معها لقاء قبل موعد إجراء العملية وطلب منها أن تسلمه مبلغ 70 مليون درهم خلال ذلك اللقاء . وبالفعل تم اللقاء والتقى الدكتور المزيف بضحيته المحامية ، وسلمته المبلغ المتفق عليه فيما سلمها هو وصولا تؤكد تسليمها له المبلغ المذكور، وقام بطمأنتها وتأكيده لها على أن العملية الجراحية ستكلل بالنجاح وأنه سيشرف بنفسه على هذه الأخيرة ثم افترقا بعد أن سلمها وثيقة مختومة بطابع خاص به يحدد من خلاله موعد العملية الجراحية . ولما حان الوقت الذي حدده الجراح المزيف لضحيته، اتضح لهذه الأخيرة أنها كانت ضحية نصب واحتيال كلفتها 70 مليون درهم ، فلم تستسغ الأمر وانهارت مغمى عليها لتلقى حتفها إثر أزمة قلبية قبل أن يتمكن الأطباء من إنقاذها. وعلى إثر هذا الحادث المحزن تحركت آلة الشرطة القضائية لتتقصى تفاصيل هذه القضية . فاتضح لها أن المحامية المتوفاة كانت ضحية نصب واحتيال ، يقوم بها طبيب نصاب يبلغ من العمر 51 سنة - مستواه الدراسي السنة الثانية علوم بكلية العلوم بالدارالبيضاء و كان معروفا في أوساط ضحاياه باسم »الدكتور توزان محمد نجيب«. كما تأكد للشرطة أن المشتبه فيه موضوع شكاية العديد من الضحايا المرضى القادمين من مدن مختلفة للاستشفاء بالرباط والدارالبيضاء وأنه تمكن من التحايل على مجموعة من الضحايا والاستيلاء على مبالغ ماليةجد مهمة خاصة بهم ، فقامت بتحرياتها اللازمة وتمكنت من التعرف على الشخص المبحوث عنه وإلقاء القبض عليه بمدينة الدارالبيضاء وبحوزته مجموعة من الأدوات الطبية والأدوية والوصفات الطبية وأسماء عدد من الضحايا وبطاقات تحمل صفته. وقد قامت المصالح الأمنية بتقديم المتهم إلى القضاء ليقول كلمته الفصل فيه .