"نساء كسرن جدار الصمت" إصدار جديد للمجلس الاستشاري لحقوق الإنسان بالتعاون مع صندوق الأممالمتحدة الإنمائي للمرأة، الإصدار تضمن خمس مرويات لنساء سنوات الرصاص والجمر، ويهدف المجلس من خلاله التعريف بالعنف السياسي الموجه ضد النساء، وحفظ الذاكرة، والتعريف بها، دون قصد إيقاظ المواجع بل لخلق فهم أفضل لمعاناة ظل الكثيرون لا يعرفونها. شهادات خمس نساء أثرنا حكي سيرتهن الذاتية التي كاد النسيان أن يطويها، وكشفن في هذه الشهادات لهيئة الإنصاف والمصالحة العنف المباشر الذي طالهن والتهجير والإقصاء من الحياة والمعاناة والتعذيب والإقصاء وسوء المعاملة، باعتبارهن زوجات خصوم الدولة. وقد حكين عملية احتجازهن واستجوابهن وتعذيبهن ومضايقتهن وإذلالهن بدون احترام لكرامتهن كنساء مغربيات لهن خصوصياتهن، بل وجدن أنفسهن فجأة مرغمات لإعالة أطفال وشيوخ أضحوا فجأة دون أي مورد للرزق. وقصت حفيظة المرأة التي خذلت مرتين خيانة الوطن، والزوج الذي طلقها فور الإفراج عنه، وبتعويضات الدولة رماها في الشارع وخان وفاءها له أزيد من 10 سنوات، سهرت فيها على تربية أطفالها وانتظار عودته من السجن. احتجز زوجها مدة طويلة ثم علمت بعدها أن حملة الاعتقالات قد تمت في عدد كبير من قرى مدينة الناظور، واستجوبت أكثر من مرة حول أنشطة زوجها خارج المنزل، كما ضربت واعتقلت ووضعت في السجن معصوبة العينين. وحوكم زوجها مدى الحياة واقترح عليها الطلاق لكنها رفضت وكرست حياتها لتربية لأطفال ومخلصة لزوجها. ثم عرضت معاناتها بعد الإفراج عن زوجها من السجن واستفادته من تعويضات الدولة التي استعملها لتطليقها ويتزوج بامرأة أخرى. وروت ايزة من الخميسات معاناتها كضحية لتازممرت اعتقل زوجها سنة 1971 بعد انقلاب الصخيرات، فاعتقل زوجها ووضع بيتها قيد الحراسة المستمرة، فاشتغلت في المقاهي وكان المشغلون يفصلونها عقب علمهم بقصتها. لكنها تحملت في تربية الأبناء انتظار عودة الزوج لمدة 22 سنة بإخلاص، وحين أفرج عنه شتمها وضربها ثم تزوج بأخرى. خديجة ضحية العقاب الجماعي أيام سنوات الجمر، اتهمت بمساعدة الثوار فسجنت رفقة أمها، ثم اعتقلت مرة ثانية سنة 1973 على خلفيات أحداث كلميمة ودار بوعزة. وتعرضت لاغتصاب جماعي، حيث كان الجنود يتسللون تباعا إلى زنزانتها لمضاجعتها بالقوة مدة أسبوعين. وحكت أمي حليمية بدورها حكاية الأم الشجاعة التي روت اعتقال ابنها البكر، دون أن تعرف عنه شيئا مدة من الزمن إلى أن تمكنت من معرفة مكان اعتقاله بالمعتقل السري درب مولاي الشريف، وحوكم بمدة 32 سنة سجنا، وبعد الإفراج عنها ظل مراقبا ومستجوبا، واختطف أسبوعا كاملا، وحين قرر مغادرة المدينة بعثوه لها في نعش مسجى. وتابعت تودة سرد كوابيس قصة طفلة تعلق من قدمها لتعترف الأم بما تعرفه عن الأب، ولكن لسوء حظ الطفلة فإن الأم لا تعرف شيئا عن الأب، فتبقى الطفلة معلقة مدة من الزمان، حتى تشكلت لها عاهة مستديمة تمنعها من المشي بطريقة طبيعية.وروت قصة تعذيب الأم بالصعق الكهربائي والخنق بخرقة مبللة، حتى انتهى الحليب من ثديها، فكانت ترضع أختها الصغرى دما.