شاءت الأقدار الربانية، ولارد لقضاء الله، أن تغيّب عنا وجها عزيزا، بصم حياته العامة ومسيرته الكشفية، خصوصاً بمنظمة الكشاف المغربي، بجليل الأعمال ونبل المهام إنه الفقيد العزيز، الكشاف والقائد النموذج المرحوم رشيد الشريفي تغمده الله بواسع رحمته. والحديث عن هذا الرجل العصامي متعدد الجوانب بتعدد المهام والخدمات الفاعلة التي قام بها فأحسن أداءها، والمصحوبة بخصاله ومناقبه الجليلة التي ميزت شخصيته ومن أبرزها، نكران الذات والتواضع النبيل المقرون بالابتسامة الرقيقة المرسومة دوما على شفتيه والتي تعكس باستمرار إشراقة محياه، المصحوبة بالكلمة الطيبة والعبارات الجميلة والأسلوب المرح المعبر عن خفة روحه ورشاقة جواره. وكأنه رحمه الله يجسد أحد بنود قانون «الكشاف الذي يقول «الكشاف يبتسم في وجه الشدائد». كما كان يوظف كل هذه المواصفات النبيلة وغيرها كثير في مختلف المهام والأعمال المتعددة التي أنيطت به بحكم تجربته الثرية وكفاءته الجديرة ومؤهلاته القيادية المتقدمة. بل كان رحمه الله سباقا لتحمل مشاق المهام التدبيرية الصعبة والتي تتم في الخفاء البعيدة عن الأضواء الكاشفة أو تمظهرات الصدارة العابرة، مما يفرض عليها التواجد القبلي لمختلف التظاهرات الكشفية تكوينية كانت أو إشعاعية، وكذا الحضور المتواصل لمتابعة أطوار الحدث، وحتى حين يركن المشاركون إلى الراحة بعد انتهاء التظاهرة تراه مرابطا ساهراً على إتمام كل الأعمال والمتطلبات في أدق جزئياتها. ولعله بهذه الروح وهذا السلوك المتميز يكون فقيدنا، قد جسّد عمليا أهمّ عناصر السياسة العالمية لتنمية القيادات قبل أن يتفطن لها المنتظم الكشفي العالمي في مؤتمراته الأخيرة حين دعا بكل إلحاح إلى ضرورة توسيع المهام الكشفية مع الاهتمام بمختلف مجالاتها الادارية منها والاقتصادية والاعلامية والعلاقات العامة، عوض التركيز فقط على محيط المراحل أو التداريب التكوينية المرتبطة بها. وذلكم ما أعطى المرحوم النموذج المحتدى. إنه زخم تراكمي هائل في حياة فقيدنا الراحل رشيد الشريفي، رغم قصر مدتها، والذي يعتبر نموذجا للقائد الكشاف المدبر والتي امتدت إلى حياته العامة سواء في المجال العملي أو التربوي أو عند التحاقه بالمركز العام لحزب الاستقلال فنعم الرجل ونعم الأداء وعند الله أحسن الجزاء متوسلين عنده تعالى أن يمطر روحه بشآبيب رحمته وأن يثيبه أحسن التواب، ومن جديد عزاؤنا إلى جميع أفراد أسرتيه الصغيرة والكبيرة ومن ضمنها العائلة الكشفية. إنا لله وإنا إليه راجعون.