لم تتأكد بعد صحة معلومات صحفية تحدثت عن تسرب حشرة طائرة للمغرب تدعى السوسة الحمراء charançon rouge تفتك بالنخيل عبر بوابة طنجة و احتلالها لعشرات أشجار نخيل الزينة المنصوبة على طول شوارع رئيسية للمضيق. و كانت مصالح وقاية النباتات بالاتحاد الأوروبي قد أطلقت قبل سنة إنذارات عديدة حول استفحال الداء الفتاك بالساحل المتوسطي الجنوبي الشرقي لأوروبا ، و أحصت مئات البؤر المتضررة من تنقل الحشرة الفتاكة التي تنخر من الداخل جذوع أشجار النخيل متسببة في تيبسها و موتها في ظرف أسابيع. و أكدت تقارير مراكز البحث النباتي التابعة لفرنسا و إسبانيا عدم وجود أي إجراء وقائي أو علاجي للحيلولة دون الاضرار بالنخيل المصاب ، و اكتفت بتعميم تدابير جذرية تتلخص بمراقبة الوضع عبر نصب آلاف الفخاخ لتتبع مسارات الحشرة الأسيوية المصدر و التعجيل باجتثاث الأشجار المصابة و إحراقها تحسبا لانتشار العدوى الى النخلات المجاورة . وإذا صحت التقارير التي تتحدث عن انتقال الحشرة الطائرة التي يمكنها التحليق لمسافات متوسطة ، و تتوفر على قدرة هائلة للتوالد و التكيف مع التغيرات المناخية ، فإن قطاع النخيل و إنتاج التمور بالمغرب أضحى مهددا بكارثة تفوق في ضراوتها آفة البيوض التي ظلت لعقود تؤرق بال المزارعين و الوزارة العمومية على السواء . و تتخذ أعراض الاصابة التي تتخذ طابعا صامتا لعدة أسابيع تغلغل يرقات الحشرة الحمراء أو الصهباء اللون الى داخل جذع النخلة و دخولها في دورة تكاثر سريعة تعجل بنخر الشجرة من الوسط و اصفرار زعانفها بالخارج و سقوطها لتستحيل الى مجرد حطام بدون حياة .