انطلقت اليوم الاثنين بالعاصمة التونسية، أشغال الملتقى المغاربي حول نظام مراقبة الصحة النباتية ومواجهة مخاطر استعمال المبيدات الحشرية، بمشاركة وفد مغربي من الخبراء في مجال الفلاحة والبحث الزراعي، إضافة إلى وفود من البلدان المغاربية والأمانة العامة لاتحاد المغرب العربي والمنظمة العالمية للتغذية والزراعة (فاو). وخلال هذا اللقاء، استعرض الوفد المغربي، الذي يضم كلا من المكي الشويباني، ومحمد أمل الراحل، المسؤولان بالمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتوجات الغذائية، وفؤاد عباد أندلسي رئيس قسم وقاية النباتات بالمعهد الوطني للبحث الزراعي، تجربة المغرب في مجال مراقبة الصحة النباتية وتدبير مخاطر المبيدات. وأبرز في هذا الإطار، أن الخطة التي ينهجها المغرب في هذا المضمار، ترمي الى منع دخول وانتشار مختلف الآفات المضرة بالنباتات، ووضع وترويج التدابير الملائمة لمكافحتها، مع وضع رهن إشارة الفلاح المغربي المواد الفعالة ذات الجودة العالية والمتطابقة مع المعايير الدولية، وكذا الحرص على الاستعمال السليم والمعقلن للمبيدات المرخص بها، مع العمل على تفادي التأثيرات السلبية لهذه المبيدات، من قبيل البقايا وظهور السلالات المقاومة وتلوث البيئة خاصة بالنسبة للمياه والتربة. وبخصوص الآليات والميكانزمات المتبعة في مجال المراقبة الصحية للنباتات، أبرز الوفد مختلف التدابير التي تتوفر عليها المصالح المختصة في هذا المجال ، خاصة ما يتعلق بمنظومة حماية النباتات والنصوص التشريعية المطبقة ومساطر التفتيش والمراقبة المطابقة للمعايير الدولية، فضلا عن المختبرات ومساطر الترخيص لاستيراد المبيدات وتتبع ومراقبة استعمالها، وكذا البحث العلمي والتكوين المستمر لدعم ومسايرة التقنيات الجديدة في هذا المجال. من جهة أخرى، تطرق الوفد المغربي لعدد من الآفات الزراعية التي تهدد الصحة النباتية في بلدان المغربي، وخاصة ما يتعلق ب(سوسة النخيل الحمراء)، التي اكتشفت بأشجار نخيل الزينة في أواخر 2008 بمدينة طنجة، و كذا (لاغمة أوراق الطماطم) المعروفة (توتا أبسولوتا) التي تتميز بسرعة تكاثرها، سواء في بلدان المغرب العربي أو في مناطق أخرى من العالم. فبخصوص الآفة الأولى، أبرز الوفد المغربي أن (سوسة النخيل الحمراء) تعد من أهم وأخطر الآفات التي تهدد قطاع النخيل في المنطقة المغاربية، وذلك بالنظر للاهمية السوسيو-اقتصادية والبيئية للنخيل في هذه المنطقة. ودعا الوفد المغربي في هذا الصدد الى ضرورة تضافر الجهود بين المصالح المختصة لمحاصرة بؤر هذه الآفة والقضاء عليها في المغرب ومنع انتشارها بالمنطقة، مشيرا الى أن المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتوجات الغذائية التابع لوزارة الفلاحة والصيد البحري ، وضع استراتيجية في هذا الاتجاه ترتكز على القيام بجولات استكشافية لرصد ومراقبة نخيل الزينة واللجوء الى المعالجة الكيماوية للقضاء على هذه الآفة. أما في ما يخص الآفة الثاني (لاغمة أوراق الطماطم)، فقد شدد الوفد المغربي على الأهمية التي يكتسيها انتاج الخضروات في البلدان المغاربية وفي مقدمتها الطماطم والبطاطس، مشيرا الى أن خطورة حشرة (توتا أبسولوتا) تكمن في سرعة تكاثرها وانتشارها وحجم الاضرار الناجمة عنها وصعوبة مكافحتها، إضافة إلى السلبيات الناجمة عن استعمال المواد الكيماوية لمكافحتها. ودعا في هذا السياق إلى القيام بالتنسيق المحكم بين الجهات المختصة في البلدان المغاربية في اطار من المكافحة الجماعية والمتكاملة لهذه الآفة. وبالنسبة لتدبير المخاطر المترتبة عن استعمال المبيدات، فقد أوضح الوفد المغربي أن المملكة تتوفر على مجموعة من القوانين، أهمها قانون (95-42) الخاص بمراقبة مبيدات الآفات الزراعية وتنظيم الاتجار فيها، بالاضافة الى توفرها على برنامج متكامل للقيام بمكافحة مندمجة لمخاطر هذه المبيدات في الحوامض والخضروات وأشجار الزيتون.