أبرز الأمين العام لاتحاد المغرب العربي السيد الحبيب بن يحيى، الدور المحوري الذي يضطلع به القطاع الزراعي في اقتصاديات البلدان المغاربية، باعتباره أحد القطاعات "التي يعول عليها في رفع التحديات التي تواجه هذه البلدان، وفي مقدمتها تحقيق الأمن الغذائي، الذي هو أساس الأمن العام". وقال بن يحيى، في كلمة خلال الملتقى المغاربي حول نظام مراقبة الصحة النباتية ومواجهة مخاطر استعمال المبيدات، الذي انطلقت أشغاله اليوم بالعاصمة التونسي، بمشاركة خبراء من البلدان المغاربية والمنظمة العالمية للتغذية والزراعة(فاو)، إن أهمية القطاع الزراعي بالمنطقة تتمثل في الدور الذي يضطلع به في تأمين الأمن الغذائي للسكان وإسهامه في الدخل القومي والتشغيل والتجارة الخارجية والصناعات الغذائية. وأضاف أن هذا القطاع على أهميته يتعرض لتحد كبير، يتمثل، من جهة في المنافسة الخارجية من جراء تحرير المبادلات التجارية على الصعيد العالمي، ومن جهة أخرى في تزايد الطلب الداخلي على المواد الفلاحية، نتيجة تزايد النمو الديمغرافي وتغير النمط الاستهلاكي، مشيرا إلى أن الزيادة في الإنتاج التي هي السبيل الوحيد لرفع هذه التحديات تبقى مرهونة بما تتعرض له المحاصيل الزراعية من إتلاف بسبب الكائنات الضارة من حشرات وأمراض نباتية. وشدد بن يحيى في هذا السياق، على أهمية وقاية النباتات، كعنصر أساسي في إستراتيجية الأمن الغذائي من خطر تسرب الأمراض النباتية ، من أجل تأمين المحصول الزراعي وتقليص الخسائر الناجمة عن مختلف الكائنات الضارة وتفادي الخسائر على مستوى الانتاج. وأشار الى أن أجهزة الاتحاد المغاربي، إدراكا منها لما لوقاية النباتات من دور محوري في تحسين الإنتاج الفلاحي، أولت هذا الموضوع عناية كبيرة تمثلت في اعتماد مجلس الاتحاد سنة 1990 لاتفاقية خاصة بالحجر الزراعي بين الدول الأعضاء بهدف وضع إطار قانوني لتضافر الجهود وتطوير العمل المشترك من أجل حماية المحاصيل الزراعية والثروات النباتية والغابوية من تسرب الأمراض والآفات الضارة وانتشارها. وقال الأمين العام للاتحاد إنه على الرغم من المجهودات المبذولة في هذا المضمار من أجل إرساء نظم لوقاية النباتات ومراقبة الصحة النباتية، فإنه ما يزال يتعين بذل المزيد من الجهد من أجل توفير الكفاءات والخبرات المتميزة للحصول على المعدات الضرورية الملائمة للقيام بالمراقبة والتفتيش. وبعد أن أشار الى أن الاستعمال المفرط للمواد الكيماوية يحتم التفكير في إرساء آلية على الصعيد المغاربي للسهر على السلامة الصحية للمنتوجات الغذائية بهدف حماية المستهلك، خلص إلى التأكيد على أن هذا الملتقى المغاربي يشكل فرصة مناسبة لتحديد محاور مشروع جهوي متكامل يمكن في نفس الوقت من صيانة المحاصيل الزراعية في المنطقة المغاربية والمحافظة على مواردها الطبيعية من ماء وتربة وأشجار وجعلها تواكب ما هو معمول به على الصعيد الدولي.