أكد الأمين العام لاتحاد المغرب العربي السيد الحبيب بن يحيى،اليوم الخميس بوجدة،أن تأسيس اتحاد المغرب العربي يعد مكسبا تاريخيا يتعين الحفاظ عليه ,وخيارا استراتيجيا لا بديل عنه في المنطقة المغاربية. وأوضح السيد بن يحيى،في افتتاح الدورة الثانية للمنتدى العلمي المغاربي حول موضوع "دينامية الإصلاحات في بلدان المغرب العربي"،أن بناء هذا الاتحاد يعد خيارا استراتيجيا لا بديل عنه في المنطقة المغاربية التي تربط بين أوروبا وإفريقيا،ولها واجهتان بحريتان وسوق واسعة وموارد اقتصادية متكاملة. وجدد السيد بن يحيى ,في كلمة ألقيت بالنيابة عنه،التأكيد على أن الشعوب المغاربية كانت،ولا تزال،تتطلع إلى تحقيق حلم الوحدة المغاربية،مدفوعة إلى ذلك بعوامل أساسية،من بينها التجانس البشري والانسجام الحضاري والتواصل الجغرافي والمصالح المتبادلة بين بلدان المغرب العربي. وأشار إلى أن كلفة عدم قيام الإندماج الاقتصادي المغاربي،من خلال خسارة 2 بالمائة من معدل نمو الناتج الداخلي الخام ،ستكون "باهظة بالنسبة لبلدان المغرب العربي"،معتبرا أن الإندماج الاقتصادي سيمكن دول الاتحاد من تعزيز قدرتها على التفاوض مع المجموعات الدولية الأخرى،من أجل تشجيع الاستثمارات الأجنبية و تطوير الإنتاج والتسويق. كما أكد وجود " قناعة راسخة في هذا الاتجاه،وعلى جميع المستويات،بضرورة خلق فضاء مغاربي يجسد التضامن الفعلي بين أقطاره ويضمن تنميتها الاقتصادية والاجتماعية،بحيث يتحول هذا الفضاء تدريجيا إلى قطب للتنمية والأمن والاستقرار في شمال إفريقيا وفي حوض غرب المتوسط". وأبرز،من جهة أخرى،الجهود التي تبذلها بلدان اتحاد المغرب العربي،وعلى الخصوص،في مجالات التربية والتعليم والتكوين والتشغيل والصحة،بغية تمكين المواطن المغاربي من الاستفادة من مختلف الخدمات الأساسية في فضاء مغاربي آمن ومستقر تصان فيه كرامته وهويته الحضارية وتجنبه مخاطر الفقر والبطالة والتطرف والإرهاب والهجرة السرية والجريمة المنظمة. من جانبه،أوضح الممثل الإقليمي لمؤسسة (هانس سايدل) السيد يورغن ثيريس أن كل بلد من بلدان المغرب العربي قام،على مدى العقدين الماضيين،وبدرجات متفاوتة،بمجموعة من الإصلاحات في مجالات متعددة لبلوغ المعايير الدولية،والانخراط في منطق التحديث والتطوير. وأضاف أن كل هذه الإصلاحات تروم،بالأساس،تعزيز قيم دولة القانون والديمقراطية ،مبرزا بالخصوص،التقدم الذي حققه المغرب في مجال مشاركة في المرأة في الحياة السياسية. وأعرب عن أسفه لضعف مستوى المبادلات التجارية بين الدول المغاربية التي تقدر بأقل من 2 بالمائة من مبادلاتها الخارجية،مشيرا إلى أن " تأسيس اتحاد المغرب العربي،قبل 21 عاما،خلف آمالا عريضة لم يتحقق منها الكثير . وقال " إنه في ظل تجمع إقليمي يتقاسم عددا من الخصائص المشتركة،فإن هذا الوضع يبدو مفارقة"،مشيرا إلى أن المشاركة القوية لممثلي البلدان الخمسة لاتحاد المغرب العربي بمنتدى وجدة يظهر أن "وجود اتحاد مغاربي هو فكرة حية تحتاج فقط إلى تجسيدها بشكل كامل ". ومن جهته،أكد مدير معهد البحوث الأفريقية السيد يحيى أبو الفرح أن هذا المنتدى الدولي،في دورته الثانية،يشكل فضاء للحوار والنقاش بين جامعيين ومثقفين حول مواضيع ذات أولوية كبرى،مشيرا إلى أن هذه الدورة تجمع أربعين مشاركا،حوالي عشرين منهم من الجزائر. وأضاف أن "هذه المشاركة المهمة تعكس تشبث الجامعيين المغاربيين بإقامة اتحاد المغرب العربي باعتباره فضاء حيويا واستراتيجيا لمستقبل هذه المنطقة"،مؤكدا أن عدم قيام اتحاد المغرب العربي يعد خسارة على المستوى الاقتصادي،كما أنه يشكل عائقا أمام تعزيز العلاقات بين الجامعات،والمساهمة في البحث العلمي والتنمية الاجتماعية والاقتصادية للمغرب العربي. ويقارب هذا الملتقى العلمي المغاربي الثاني (15- 16 أبريل الجاري)،الذي تنظمه كل من كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بجامعة محمد الأول -وجدة ومعهد الدراسات الإفريقية بجامعة محمد الخامس الرباط-السويسي،بشراكة مع مؤسسة (هانس سايدل)،الإصلاحات التي قامت بها البلدان المغاربية خلال العقود الأخيرة،ولاسيما في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وتتمحور المناقشات خلال هذه المنتدى حول "دينامية الاصلاحات في بلدان الاتحاد المغاربي في أبعادها القطرية والمغاربية والعالمية"،و"دور الاتحاد المغاربي في دينامية الإصلاحات"،و" إدماج واندماج المجتمع المدني في دينامية الاصلاحات". كما يناقش المنتدى مواضيع "السند التوثيقي والبحثي للاصلاحات في البلدان المغاربية "و" الاصلاحات في البلدان المغاربية من خلال الأبحاث العلمية والجامعية"،و"تمويل الاصلاحات بين القدرات الذاتية والتعاون الدولي الثنائي ومتعدد الأطراف"،و"الاصلاحات وعامل الظرفية الدولية".