شكل انعقاد الدورة الثامنة للجنة العليا المغربية الليبية المشتركة بالرباط مناسبة جديدة للتأكيد على عمق الروابط التاريخية الصلبة والراسخة التي تجمع البلدين الشقيقين بقيادة جلالة الملك محمد السادس وشقيقه العقيد معمر القذافي، وتجعل منها نموذجا لعلاقات التعاون العربية العربية ولتجديد تطابق مواقف البلدين في العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك وفي مقدمتها مستقبل مسيرة الاتحاد المغاربي المتعثرة. وبالقدر الذي كان فيه اللقاء فرصة جديدة عبر خلالها الوزير الأول المغربي السيد عباس الفاسي، ونظيره السيد البغدادي علي المحمودي أمين اللجنة الشعبية العامة بالجماهيرية الليبية الشقيقة عن إرادة البلدين في مواصلة تعزيز صرح التعاون البناء بينهما واستكمال مسيرة تدعيم العلاقات الوطيدة الكفيلة بتحقيق طموحات الشعبين الشقيقين في المزيد من التكامل والاندماج والنماء، ولم يفت مسؤولي البلدين المشاركين في اللقاء التأكيد على ما يشكله من دعامة بالنسبة للاندماج الاقتصادي على المستوى الاقليمي. وقد جدد الوزير الأول السيد عباس الفاسي في افتتاح أشغال الدورة تمسك المملكة المغربية باتحاد المغرب العربي واستعدادها الكامل للمساهمة في تنشيط هياكله وتفعيل مؤسساته في ظل الاحترام التام لسيادة الدول الأعضاء ووحدتها الترابية وعملا بمقتضيات معاهدة مراكش التاريخية. وبهذا الموقف المبدئي يؤكد المغرب مرة أخرى إيمانه الراسخ بانتمائه المغاربي مستجيباً لطموحات وآمال شعوب دول الاتحاد باعتباره خيارا إستراتيجيا لامحيد عنه وأداة فعالة للتعاون والتضامن والتكامل بين دوله الخمس ووسيلة لمواجهة التحديات التي تفرضها التحولات الاقتصادية المتسارعة وتحقيق تطلعات الشعوب المغاربية. ويعتبر المغرب أن دول الاتحاد مطالبة اليوم وأكثر من أي وقت مضى بالعمل سويا في إطار من التفاهم والحوار الجاد لتخطي كل العقبات التي تعوق مسيرة الاتحاد ومنحه شحنة جديدة تترجم بانطلاقة جديدة من شأنها تعزيز العلاقات الأخوية بين دوله وتقوية موقعها ككيان مندمج. كما شدد أمين اللجنة الشعبية العامة السيد البغدادي علي المحمودي على ضرورة المضي قدما في دعم مسيرة اتحاد المغرب العربي وتحقيق أهدافه النبيلة باعتباره خيارا استراتيجيا ومكسبا حضاريا لكافة شعوب المنطقة.. وأكد أن المسؤولين في البلدين يحاولون قدر الإمكان تفعيل ماهو معطل وتنشيط عمل كل اللجان الخاصة باتحاد المغرب العربي. إن المغرب والجماهيرية الليبية وهما يؤسسان للبنة جديدة في مسار علاقات التعاون الثنائية المتينة و يقيمان نتائج العمل المشترك الإيجابية على مستوى القطاعات الاقتصادية والثقافية بالبلدين ويبحثان سبل تعزيزها في مجالات إضافية لايفوتهما بمناسبة هذا الانجاز الحضاري الجديد أن يستحضرا إنشغالات شعوب المنطقة المغاربية من نواكشوط إلى طرابلس وآمالها المتجددة في أن تتوفق النيات الحسنة في أطراف هذا المشروع الوحدوي المصيري لتعيد قاطرة الاتحاد المغاربي إلى سكته الصحيحة، بما يخدم حاضر ومستقبل شعوب المنطقة ويلغي الحواجز الوهمية التي تنتصب في طريق تمازجها وترابطها.