أكد الأمين العام لاتحاد المغرب العربي السيد الحبيب بن يحيى، اليوم الاثنين بمراكش، أن تحقيق اندماج اقتصادي مغاربي يقتضي تفعيل كل الطاقات الحية للارتقاء بالمغرب العربي الى قطب تنموي في محيطه الجهوي والدولي. وأوضح السيد بن يحيى، خلال افتتاح أشغال الندوة التي تنظمها الأمانة العامة لاتحاد المغرب العربي على مدى يومين حول موضوع " دور المرأة المقاولة في تنمية اقتصاديات دول اتحاد المغرب العربي "، أن من شأن ذلك أن يساعد على التصدي للتحديات المشتركة العابرة للحدود. وبعدما أشار إلى أن المنطقة تزخر بطاقات كبيرة، أكد السيد بن يحيى أن المرأة بالمغرب العربي حققت نقلة نوعية على كافة المستويات، إلا أن التحديات تبقى جسيمة لبلوغ طموحاتها وتفعيل دورها ومساهمتها في كل قطاعات التنمية وتوسيع دائرة مشاركتها في الحياة الاقتصادية. وأبرز أن تنظيم المرأة المقاولة المغاربية لمثل هذه اللقاءات يفصح عن مسعى متجدد للتعاون بين النساء المقاولات من منطلق أن إرساء أسس اندماج شامل ليس موكولا الى الدول وحدها ولا إلى رجال الأعمال، وإنما الى الفاعلين الاقتصاديين لكونهم المحرك الأساسي لعجلة الاقتصاد. وأوضح أن مشاركة النساء المقاولات في هذا اللقاء يعتبر فرصة لاستكشاف سبل المساهمة في تقوية شراكة مغاربية متطلعة نحو المستقبل، وتشجيع الاستثمار المشترك لإعطاء الاستثمارات البينية بعدا جديدا يكون في مستوى التطلعات لكسب رهانات العولمة. من جهتها، أكدت مديرة مكتب شمال افريقيا التابع للجنة الأممية الاقتصادية لإفريقيا السيدة كريمة بونمرة بن سلطان أن المساواة بين الجنسين واستقلالية المرأة أساس لتحقيق التنمية المستدامة، مشيرة الى أن من شأن تشجيع التربية والتكوين لفائدة النساء وتمكينهن من آليات الانتاج، مساعدة البلدان المغاربية على تحسين معدل النمو السنوي لبلوغ أهداف الالفية للتنمية. ودعت في هذا السياق الى التفكير في سبل تعزيز مشاركة المرأة المغاربية في التنمية الاقتصادية، مبرزة الجهود الكبيرة التي تقوم بها الدول المغاربية من أجل تمكين النساء من اقتحام المجال الاقتصادي. وبعد أن أشارت الى أن الدراسات المنجزة خلال السنوات الخمس الماضية أبرزت أن المغرب العربي يعد من بين المناطق الأقل انخراطا في العالم، لاحظت السيدة بونمرة بن سلطان أنه لتسجيل تقدم في المساواة في القدرات، خاصة في المجال التربوي، فإنه ينبغي القيام بالكثير من الأعمال وعلى الخصوص في مجال تكافؤ الفرص في الميادين الاقتصادية. أما ممثل البنك الاسلامي للتنمية السيد أحمد بن علي، فأبرز أن المرأة أضحت تلعب في السنوات الأخيرة دورا هاما في دعم التنمية الاقتصادية في الدول المغاربية، مشيرا الى أن توفير المناخ المناسب والظروف المواتية يتيح للمرأة إمكانية بلوغ درجات عالية من المهنية في مجال الأعمال. وقال السيد بن علي إن البنك الاسلامي للتنمية يعتبر مساهمة المرأة أساسية لبلوغ الاهداف المتعلقة بمحاربة الفقر وتعزيز التنمية المستدامة في المنطقة المغاربية، مذكرا بإنشاء مؤسسته قسما خاصا يعنى بالمشاريع الانمائية للمرأة وتمويله للعديد من المشاريع التنموية المدرة للدخل. من جهته، ذكر السيد يونس موحيي باسم الاتحاد المغاربي لأرباب العمل أن هذه الندوة تنعقد في إطار تخليد الذكرى ال21 لتأسيس الاتحاد دول المغرب العربي، ملاحظا أن المرأة بفضل مواقفها الانسانية وقدرتها على التواصل، تعتبر عنصر توحيد سواء في المجتمع أو في عالم الأعمال، داعيا إلى ضرورة اعتماد مقاربات واقعية في مجال الاستثمارات. من جانبه، أبرز والي جهة مراكش تانسيفت الحوز بالنيابة السيد بوشعيب المتوكل، في كلمة ألقاها نيابة عنه السيد عبد اللطيف العزوزي رئيس القسم الاقتصادي بالولاية، الدور الكبير الذي تضطلع به المرأة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، موضحا أنها استطاعت أن تخترق عدة مجالات كانت الى وقت قريب حكرا على الرجال ومنها عالم المقاولة، وذلك بفضل عزيمتها ورغبتها في تكريس وجودها ولإظهار كفاءتها وكذا نظرا للمكاسب التي حققتها في العديد من الميادين الاقتصادية والاجتماعية وخاصة في ما يتعلق بمدونة الأسرة. وسيتناول المشاركون في هذه الندوة، المنظمة بتعاون مع مكتب شمال افريقيا للجنة الأممية الاقتصادية لافريقيا وبدعم من البنك الاسلامي للتنمية وصندوق الأممالمتحدة الإنمائي للمرأة، مواضيع تهم على الخصوص " دور المرأة المقاولة في تنمية اقتصاديات دول اتحاد المغرب العربي"، و" المرأة المقاولة المغاربية.. التحديات والآفاق"، و" دورة المرأة المقاولة في تعزيز عملية الاندماج المغاربي"، و"المقاولة النسوية والأزمة المالية .. أي دور للمؤسسات المالية"، و" التشبيك وفضاء التبادل وتقوية القدرات".