« الأمر في غاية الخطورة، وإذا لم يتم التعاطي مع الموضوع بكامل الحزم والجدية ستقع الكارثة؟ « التصريح لمصدر مطلع بالمديرية الإقليمية لوزارة الفلاحة بطنجة. يتعلق الأمر بحشرة تدعى la charançon rouge أو السوسة الحمراء وهي حشرة شديدة الفتك بكل أنواع شجر النخيل حجمها يترواح بين 4 سنتم طولا وعرضها 1 سنتم،منتشرة بأغلب دول البحر الأبيض المتوسط . كل القرائن تؤكد أن هذه الحشرة دخلت من إسبانيا وقد ظهرت أول الحالات بفندق المنزه بطنجة حيث فتكت هذه الحشرة اللعينة بجميع أشجار النخيل الموجودة بالفندق وخلال بضعة أشهر فقط تم اجتثاث حوالي 300 نخلة بمدينة طنجة. خطورة هذه الحشرة أنها تستوطن أعلى النخلة حيث تضع بيضها بين سعف النخل وبمجرد خروج اليرقات إلى الوجود تبدأ في قضم الأنسجة الحية بداخل جدع الشجرة محدثة تجاويف عميقة بحيث لا يمكن رؤيتها من خارج الجذع وبالتالي لا يمكن مشاهدة الأضرار إلا بعد خروج الإفرازات الصمغية لهذه اليرقات وبعد تساقط الأنسجة المقروضة والتي تشبه إلى حد ما نشارة الخشب، ويبدأ سعف النخيل بالاصفرار بعد أن تكون النخلة قد فقدت أي قدرة على المقاومة لتموت. ولحد الآن التعامل الوحيد مع هذه الحشرة هو اجتثاث النخلة وتقطيعها إلى قطع صغيرة وحرقها. لكن أمام خطورة هذه الآفة والخوف من انتقالها إلى الجنوب حيث واحات النخيل،ولنا أن نتخيل حجم الدمار الذي ستحدثه، يبدو أن هناك تقاعسا غير مفهوم من طرف المسؤولين الإقليميين في التعاطي مع الموضوع، فعوض أن تعمد وزارة الفلاحة على توفير الوسائل البشرية واللوجستيكية لمحاصرة هذه الحشرة الفتاكة ومنعها من الانتشار تم الاستنجاد بعمال الإنعاش الذين تنحصر مهمتهم في اجتثاث النخلة وتقطيعها ونقلها إلى الفرن، فكيف يمكن الاعتماد على عمال الإنعاش في هذا الموضوع الخطير علما أن أغلبهم لا يتقاضون أجورهم بصفة منتظمة؟؟. نفس المصدر أكد للجريدة أن هذه الحشرة موجودة بمدينة سبتة، ومن الوارد جدا أن تنتقل إلى مدينة تطوان خاصة بعد أن حذفت وزارة الفلاحة الإدارة المختصة بمراقبة الحدود من الناحية الفلاحية. وهنا يطرح تساؤل عريض حول الدور الذي تلعبه إدارة مراقبة الحدود في حماية أمننا الفلاحي وهل الوزارة الوصية فعلا واعية بضرورة تمكين هذه الإدارة من جميع الوسائل التقنية والبشرية والقانونية للاضطلاع بمهامها على الوجه الأكمل؟؟. ويبقى لساكنة طنجة التوجه بالدعاء لله سبحانه أن يتم التدخل بكامل الحزم حتى لا يستفيقوا ذات صباح على مدينتهم من دون نخيل؟؟