المغرب يصدر الحشرات إلى إنجلترا، وهولندا والبرتغال وإسبانيا، عنوان ليس من قبيل المزحة، أو كناية عن بعض المهاجرين المنحرفين الذين يعطون صورة سيئة عن البلد، بالبلدان التي ينتقلون إليها، هي حقيقة على أرض إقليم اشتوكة أيت باها 30 كلم عن مدينة أكادير، تحققت منذ 9 أيام، بتدشين مجموعة من شركات مغربية، بتعاون مع شركات إنجليزية ويابانية، لأكبر مختبر على المستوى العربي والإفريقي لإنتاج وتصدير «حشرات نافعة» لا تضر بالخضروات والفواكه، وتتغذى على اصطياد الحشرات الطفيلية التي روعت المنتجين الزراعيين منذ سنتين. حضر هذا الإنجاز الهام مسؤولو الشركات المنتجة ووالي جهة سوس ماسة درعة، وعامل إقليم اشتوكة أيت باها. والمشروع أقيم ب«48 مليون درهم» فوق 16 هكتارا، سيتم استغلال 6 هكتارات كمرحلة أولى أنجزت عليها البيوت المغطاة لتربية الحشرات، إلى جانب مختبر لتفريخ هذه الكائنات الحشرية، يشغل المختبر في المرحلة الأولى 150 إطارا،في انتظار أن يتم تكوين مائة آخرين في المراحل المقبلة، كما سيشغل 500 منصب غير مباشر. حسب بيان صحفي صادر عن «مجموعة سواس، ألفا شيمي، والمسيرة كري» الراعية للمشروع تحت خبرة إنجليزية يابانية. «توتا أبسولوتا» الذبابة الإسبانية اللعينة، والذبابة البيضاء صنفت من قبل المهتمين بالمشروع ضمن قائمة الحشرات المطلوب رأسها عاجلا، عششت بحقول سوس والغرب والناظور، وكبدت المهنيين خسائر فادحة، غير أنها توجد هذه الأيام في وضع لا تحسد عليه، حيث سيطلق عليها أول فوج من أعدائها المشكل من حشرات بعد أقل من 3 أشهر، بعدما أتت على إنتاج الطماطم ورفعت سعرها ليصل 20 درهما. «توتا» اسم جميل يحيل على معاكسة ودلع الشبان للفتيات، غير أن حشرة لعينة مكسيكية المولد إسبانية المنشأ اختطفته من بناتنا، واليوم «وداعا يا توتا» شعار يحمله بتفاؤل إبراهيم الوفي رئيس القسم التجاري للمختبر المنتج، مفيدا أن دفعة أولى من 6 أصناف من الحشرات النافعة سيكتمل نموها، وتوصف بأنها عدوة لدود لأهم الطفيليات التي أقلقت راحة المنتج المغربي، وهي توتا أبسولوتا التي تتغذى على الطماطم، والبطاطس، والذبابة البيضاء، إلى جانب أنواع أخرى تقلق منتجين أجانب بهولندا وإسبانيا. سيتلقون صفقة من هذا الكائن الحشري بداية من شهر يونيو المقبل. وبخصوص مشكل توتا أفاد مسؤول المجموعة المسوقة أن حشرة « نيزيديو كورتيس» ستتولى أمر التهامها، وسط البيوت المغطاة للطماطم، وأضاف «أن حرب نيزيديو للقضاء على توتا» تتم تحت إشراف أطر المختبر، وحدد تكلفة « تحرير نيزيديو لهكتار من توتا تكلف الفلاح بين 20 ألفا على 15 ألف درهم» واعتبرها الكلفة المالية «مناسبة قياسا بحجم تكلفة المبيدات التي استعملت سابقا» فضلا عن أضرارها الجانبية على صحة المستهلك. وكانت «الأحداث المغربية» سباقة إلى نشر خبر داء توتا بحقول سوس بعدما كان الانشغال باجتياحها الحقول سريا داخل معهد الزراعة والبيطرة بأيت ملول، وطالب يومها منتجون أن تعمل الدولة على إنتاج «جيوش الحشرات المهاجمة لتوتا» وقد أصبح اليوم المطلب حقيقة، إذ أكد إبراهيم الوفي أن التجربة ستحقق الاكتفاء الذاتي مثلما «تستعد المجموعة لتصدير الحشرات النافعة إلى الدول الأوروبية المتضررة من الطفيليات». لماذا تستنجد أوروبا بالمغرب لدعمها بجيوش حشرية؟ يجيب هذا المسؤول، إن الاتحاد الأوروبي منع بشكل نهائي تداول مجموعة من المبيدات الحشرية بسبب تأثيراتها، ثم أن التحليلات العلمية بينت أن الطفيليات تتطور مناعتها لتتأقلم مع المبيد، من أجل ذلك أصبح الطلب على الحشرات ملحا. ومن بين الحشرات التي ستعبر الحدود حشرة صغيرة شبيهة بظهر السلحفاة، سوداء موشاة بنقط حمراء يسميها العوام « احمير جدة».