وجه زعماء الطريقة التيجانية بالجزائر دعوتهم للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، للترشح إلى الرئاسيات المقبلة، حيث أشاروا إلى ضرورة استكمال البرنامج الذي قدمه الرجل ، والذي ارتكز على إطفاء نار الفتنة بين الجزائريين، بالإضافة إلى دفع عجلة التنمية نحو الأحسن من خلال المشاريع التنموية التي شرع في إنجازها. و تعد هذه المرة الأولى التي يبادر خلالها أتباع الطريقة التيجانية بالجزائر الى إتخاذ موقف ،سياسي، مساند للسلطة بالجزائر بعد عقود من الجفاء و الحرب الخفية ، ووجهوا خلالها بمعارضة شرسة من النظام الجزائري الاشتراكي الذي ظل يصفهم بالمتعاونين مع المحتل الفرنسي لمحاربة المقاومة الجزائرية للوجود الاستعماري طيلة قرن من الزمان . على أن فترة الولاية الثانية لعبد العزيز بوتفليقة شهدت تحولا جوهريا لنظرة الحكام الجزائريين لمسار الحركة الصوفية , حيث لاقت عناية و إهتماما غير مسبوقين من طرف النظام الذي سارع الى الدعوة و تشجيع ملتقيات لها إحتفاء بمؤسسها أحمد التيجاني الذي يوجد ضريحه بفاس ، حيث يقع المزار الرسمي و الرئيسي لرواد و أتباع الطريقة . و كانت السلطات الجزائرية قد بذلت جهودا ديبلوماسية مضنية لتحويل مركز الزاوية الى الجزائر ، و مولت عقد ملتقيات لأتباع الطريقة بالعالم ، المقدر عددهم بزهاء 30 مليون , و هو ما فسر بمحاولة فاشلة لسلب المغرب واقع الاشعاع الروحي للطريقة الذي راكمه طيلة قرون ، و الذي مكنه بفضل الروابط المتينة التي تجمعه بشيوخ الطريقة بمختلف مناطق القارة الافريقية من كسب تعاطفها و ولائها لمركز الطائفة بفاس الذي يشهد سنويا توافد آلاف مريدي الطريقة . و يسعى النظام الجزائري توظيف القوة العددية و الروحية للطريقة التيجانية لمواجهة مد الارهاب المستفحل بالجزائر ، و مزاحمة الحظوة التي ينفرد بها المغرب في صلاته بشيوخ الطريقة خاصة بدول الساحل الافريقي