لم يعد المشاهد المغربي قادرا على تتبع براج قنوات القطب العمومي بسبب ضحالة المستوى وتراجع القناتين .هذه الوضعية ، تطرح أكثر من تساؤل حول حالة التردي التي بلغتها .قدوم المدير الجديد سليم . فما أصبح يملأ الشاشةهو المسلسلات المستوردة الأجنبية والعربية والمسلسلات المدبلجة... وهذه حالة يكاد ينفرد بها التلفزيون المغربي فليس هناك تلفزة تحترم نفسها تبث أحد عشر مسلسلا متتاليا على مدار إحدى عشرة ساعة، ويمكنكم أن تجدوا لوحدكم أنه على رأس كل ساعة هناك مسلسل ولا يفصلها سوى الإشهار ونشرات إخبارية وكابسولات صغيرة أخرى،فكلما انتهى مسلسل إلا وانطلق الآخر مباشرة! وبالإضافة إلى هذا الكم الهائل من مسلسلات الخردة التي تكرس ثقافة لا علاقة لها بالواقع المغربي وتوجه المشاهد رأسا إلى استيلاب ثقافي وحضاري يبعده يوماً بعد يوم عن قيمه المغربية الصرفة، هناك تهميش لبعض الإضاءات القليلة في البرامج، هذه الوضعية تعيد من جديد مشاكل القطب العمومي إلى الواجهة . ففي القناة الأولى على سبيل المثال هناك طغيان لعلاقات البزنيس أو ما أصبح يصطلح على تسميته بشركات الإنتاج ، هذة الشركات التي ليس لها من الإنتاج إلا الإسم ، حيث أن مجموعة من الأشخاص الذين لاعلاقة لهم بهذا الميدان تسلطوا عليه ، وأصبحوا بقدرة قادر منتجين ، وليس هذا القادر سوى الأشخاص الموجودين داخل الشركة والذين يقدمون المساندة لهذه الشركات بدءا من تسخيرالإمكنيات اللوجيستيكية ،والبشرية وانتهاء بإجازة هذه الإنتاجات للعرض . هذا في الوقت الذي لا يجد فيه منتجو الشركةعملا يقومون به . وهذه مفارقة ينفرد بها التلفزيون المغربي .فرلى متى سيستمر هذا الوضع؟