أظهر استطلاع للرأي ُنشرت نتائجه لصالح البرلمان الأوربي أن أوربا لم تعد حلما بسبب الأزمة الاقتصادية العالمية الحالية كما زاد من تعقيد المشاكل داخل الاتحاد الأوربي وجود عوامل داخلية ساهمت في عدم الاندماج الكامل للشعوب الأوربية وتجاوز الأزمة الاقتصادية التي تجتاح معظم دول الاتحاد الأوربي وكدا تدني نسبة البطالة وفرص الشغل داخل معظم الدول المكونة للاتحاد الأوربي إن وجود عدة عواصم أوربية, بروكسيل, ستراسبورج, ولكسمبورغ و غياب لغة أوربية واحدة وموحدة خصوصا خلال النقاشات داخل البرلمان الأوربي و تعداد الترجمات اللغوية تجعل الاتصال يتزايد تعقيدا بالنسبة لشعوب أوربا مما يكشف ارتفاع نسبة امتناع التصويت داخل الانتخابات الأوربية والاقتراع العام المباشر مند سنة 1979 إلى اليوم وهو دليل على عدم اقتناع غالبية الأوربيين بأهمية الاندماج الأوربي الكامل. وهكذا فان أوربا اليوم وفي ضل الأزمة الاقتصادية العالمية أصبحت تعرف اليوم تزايد عدد العاطلين عن العمل وفقدان مناصب الشغل في الوقت الذي تعرف فيه الدول المنافسة كاليابان خلق مناصب شغل كبرى مقارنة مع دول الاتحاد الأوربي. إن المواطن الأوروبي بات يبدي قلقاً متزايداً تجاه الوضع الاقتصادي، في حين تراجعت مخاوفه تجاه مخاطر الإرهاب والهجرة غير الشرعية والتغير المناخي. وأشار الاستطلاع الذي أجري قبيل موعد الانتخابات البرلمانية الأوروبية في يونيو المقبل، إلى أن 51% من الأشخاص الذين استطلعت آراؤهم قد أبدوا قلقا ملحوظاً تجاه تراجع القدرة الشرائية والتضخم المالي وضعف النمو الاقتصادي داخل دول الاتحاد الأوربي ، في حين لم يبد إلا ما نسبته 28% منهم تخوفاً من الإرهاب وانعدام الأمن. أما بخصوص الانتخابات البرلمانية الأوروبية، فإن 26% من الذين تم استجوابهم يعرفون أن موعدها يحين في شهر يونيو، في حين لم تكن نسبتهم تزيد على 9% قبل عام من الآن. ومع ذلك، تشير الإحصائيات إلى تراجع نسبة المواطنين “المهتمين” بهذه الانتخابات، 44% منهم يصرح بأنه معني بها، في حين بلغت نسبة هؤلاء 46% خلال الاستطلاعات السابقة، والسبب يعود إلى الأزمة المالية، حسب تقديرات القائمين على هذا الاستطلاع، حيث يشيرون إلى تراجع ملحوظ في نسبة الأشخاص الذي يريدون فعلاً التوجه إلى صناديق الاقتراع. أما البرلمان الأوربي ، فتبدو صورته أكثر “إيجابية” لدى المواطنين الأوربيين ، حيث يرونه ب”الديمقراطي والعنصر الموحد لأوروبا”، كما تشير أجوبة المشاركين في الاستطلاع إلى أن المواطنين الأوربيين لا يعرفون بالضبط دور البرلمان