عاشت مدينة بريان الجزائرية أياما عصيبة من الاضطرابات تميزت بعنف كبير بين عناصر تنتمي لقبيلة «العيباديت» الأمازيغية، والثانية ل «المالكية» العربية، لم تنفع معها تدخلات أفراد قوات مكافحة الشغب. وحسب جريدة «الوطن» الجزائرية، فإن الوضعية تفجرت بعد تهجم على سيدة تنتمي ل «العيباديت». ولم تفلت بجلدها إلا بفضل تدخل بعض الشباب الذين كانوا في عين المكان الذين ردّوا، حسب شهادات للجريدة المذكورة، على هذا التهجّم بإلقاء الحجارة، وتطور الأمر إلى اشتباكات بين الطرفين خلّفت قتيلين وعدة جرحى بالإضافة إلى خسائر كبيرة في المنازل والمتاجر التي كانت تتصاعد منها أعمدة الدخان التي غطت سماء المدينة، وبدت وكأنّها في حالة حرب. أما جريدة «الخبر» الجزائرية، فأكدت سقوط عشرات الجرحى في هذه المواجهات العنيفة التي عاشتها مدينة بريان، حيث بلغت 30 جريحا، يوجد من بينهم، حسب الصحيفة المذكورة، أفراد من فرقة مكافحة الشغب. وقالت الجريدة إن هذه المواجهات دفعت النساء والأطفال للجوء إلى أسطح المنازل هرباً من الغازات المسيلة للدموع التي غطّى دخانها سماء المدينة. في نفس السياق، تحدثت الصحافة الجزائرية عن الوضع الأمني الذي عرف تدهورا كبيرا بعد ثلاثة أيام من المواجهات، وقالت أن هذه الاضطرابات حَوَّلت المدينة إلى ساحة حرب، وجعلتها تعيش على برميل بارود، بالنظر إلى حدة المواجهات التي تميزت بعنف نادر. وأشارت نفس المصادر إلى مغادرة سكان بعض الأحياء لمنازلهم، وذلك خوفا على حياتهم، حيث وجدوا أنفسهم بين الحجارة التي تتساقط من كل مكان، والغازات المسيلة للدموع التي كانت قوى مكافحة الشغب تطلقها على المتواجهين، لدرجة جعلت الجو خانقا في المدينة، وجعلت بريان ملغومة بالعنف. وذهبت بعض الصحف إلى القول أن شباب الفئتين المتنازعتين، هاجموا قوى الأمن التي استعملت القنابل المسيلة للدموع، وقالت في مراسلة لمبعوثها في عين المكان، أن النزاع بين الفئتين يمكن أن يأخذ أبعاداً درامية، خاصة أن الهدوء الذي عاد إلى بعض الأحياء، مازال هدوءا هشا، وأن المناخ السائد في المدينة شبيهة بأجواء «لا حرب ولا سِلْم»؛ ولا أحد يمكن أن يتوقع ماذا سيُسفِر عنه الغد.