الرباط: عبد الله الشرقاوي أودع ستة من رجال الأمن بملحقة سلا بعد ظهر يوم الخميس الماضي ملف خلية عبد القادر بليرج المكون من 12 علبة كارتونية بمكتب الأستاذ خالد الكردوي نائب الوكيل العام باستئنافية الرباط، بعد انتهاء قاضي التحقيق الأستاذ عبد القادر الشنتوف من تحرير قرار الإحالة المكون من 270 صفحة إثر توصله بملتمسات النيابة العامة ممثلة في الأستاذ الحسين هوداية، والمشكلة من أكثر من 440 صفحة. وذكر مصدر أن ثلاثة متابعين من مجموعة المتهم عبد القادر بليرج المتابع فيها 36 متهما غادروا المركب السجني بسلا يوم الخميس، حيث أن واحداً منهم قرر قاضي في شأنه عدم المتابعة، في حين أن اثنيْن تم منحهما السراح المؤقت ، ووجهت لهما جنحة عدم التبليغ. أما ال 33 متهما فبقوا رهن الاعتقال، بمن في ذلك المتهمون الستة السياسيون، الذين توبع بعضهم بتهم ثقيلة بمقتضى قانون مكافحة الإرهاب ، و القانون الجنائي، كالفصول 114 ، و 129 ، والفقرة 4 من الفصل 202 ، و 203 و 293، و 294 من القانون الجنائي، تبعا لنفس المصدر. وأفاد ذات المصدر أن بعض المتهمين الستة المسؤولين الحزبيين وجهت لهم، كل حسب المنسوب إليه، تهم محاولة المس بسلامة الدولة الداخلية عن طريق تولي وظيفة في عصابة مسلحة، وترؤس عصابة مسلحة بهدف الإستيلاء على الأموال ونهبها ، والمشاركة في ذلك عن طريق الأمر بتأليف فرق مسلحة والأمر بتنظيمها وتزويدها بالأسلحة، وتكوين عصابة لإعداد أعمال إرهابية في إطار مشروع جماعي يهدف إلى المس الخطير بالنظام العام، وتكوين عصابة وتقديم مساعدة للمساهمين فيها، وممارسة نشاط في جمعية غير مرخص لها، وعقد اجتماعات عمومية بدون تصريح مسبق... كما وجهت للمتهم عبد القادر بليرج عدة تهم، من بينها حيازة أسلحة ومتفجرات وذخيرة والقتل العمد مع سبق الإصرار والترصد والمشاركة، بينما توبع متهم آخر بتهمة تدبير أموال من أجل استعمالها في أعمال إرهابية بعد عدم متابعته بتهمة إخفاء أشياء متحصل عليها من جناية. وكانت النيابة العامة باستئنافية الرباط قد أعلنت عن اعتقال الشرطة القضائية 32 متهما يومي 18 و 19 فبراير 2008 على رأسهم المتهم عبد القادر بليرج المزداد سنة 1955 ، المهاجر المغربي المقيم في بلجيكا، الذي أثار اعتقاله كثيرا من الألغاز واهتمام أجهزة المخابرات الدولية بالنظر لتداخل وتشابك علاقاته، وإبدائه تعاونا للكشف عن معطيات لم يدل بها للشرطة القضائية خلال مرحلة استنطاقه من قبل قاضي التحقيق ابتدائيا وتفصيليا، والتي اعتبرتها مصادر «العلم» جد هامة وحساسة، إلا أنه خلال مرحلة المواجهة أبدى نوعا من التراجع في الوقت الذي كان دفاعه قد أكد مباشرة بعد إحالته على القضاء والاستماع إليه ابتدائيا على امتداد ساعتين كاملتين أن موكله تمتع بكافة الضمانات. وذكر مصدر مقرب من الملف أن المتهم عبد القادر بليرج يفكر جديا في متابعة بعض المنابر الإعلامية التي نشرت صوره مقيداً بالأصفاد. ويرتقب أن تحدد النيابة العامة أول جلسة للشروع في مناقشة هذه النازلة أمام القضاء الجالس. ويذكر أن المتهمين السياسيين كانوا قد امتنعوا عن الادلاء بأي تصريحات أمام قاضي التحقيق إلا بعد حصول دفاعهم على محاضر الشرطة القضائية والتَّخابر معهم، مع تسجيل استعدادهم للادلاء بتصريحاتهم.