تم يوم الجمعة بدافوس إبراز مؤهلات وركائز الاقتصاد المغربي ووجاهة اختياراته وكذا مقاومته للأزمة المالية العالمية, وذلك خلال الاجتماع ال39 للمنتدى الاقتصادي العالمي . وتم عرض مختلف جوانب الاستراتيجية الاقتصادية المغربية في ورشة مخصصة للمغرب بمشاركة صلاح الدين مزوار وزير الاقتصاد والمالية وعزيز أخنوش وزير الفلاحة والصيد البحري ومحمد بوسعيد وزير السياحة والصناعة التقليدية. وتوقف المسؤولون المغاربة الثلاثة عند الوضعية الاقتصادية للمغرب وآفاق التنمية بالمملكة ومخطط «المغرب الاخضر» وفرص الاستثمار في القطاع الفلاحي وتطور القطاع السياحي. وقال مزوار إن أهمية تقديم المغرب بالمنتدى الاقتصادي بدافوس الذي يناقش موضوع الأزمة المالية والاقتصادية العالمية تتجلى في إبراز الكيفية التي قاوم بها بلد صاعد كالمغرب هاته الأزمة. وأكد على أهمية إبراز الوضعية التي تناول فيها المغرب هاته الأزمة العالمية على مستوى السلامة المالية والاقتصادية وركائز اقتصاد المملكة. كما استعرض الجهود التي بذلها المغرب من أجل تطوير اقتصاده خلال السنوات العشر الأخيرة وكذا الإصلاحات الهيكلية التي قام بها وكذا نتائجها. وقال «إننا تناولنا الأزمة العالمية بركائز سليمة وفي ظرف جيد»» وتطرق الوزير من ناحية ثانية لاختيارات المغرب مؤكدا أن الممكلة واصلت نفس الجهود في مجال الاستثمار والإصلاحات الهيكلية. وتأخذ الطريقة التي تناولت بها المملكة الأزمة في الاعتبار أولوية تعزيز الاستثمار العمومي وهو الهدف الذي تم تحقيقه حسب مزوار الذي أوضح في هذا السياق أن الاستثمار العمومي قد ارتفع بنسبة25 بالمائة. وأضاف مزوار قائلا «أننا قمنا كذلك بتحسين القدرة الشرائية بالتخفيض من الضريبة على الدخل ودعمنا المقاولات الصغرى والمتوسطة وخاصة تلك المصدرة وتابعنا إصلاحات هيكلية في مجالات الصحة والطاقة والتربية والفلاحة» وقال أيضا إن المغرب يواصل سياسة الانفتاح عبر اتفاقيات التبادل الحر والاندماج الجهوي مشيرا في هذا الصدد الى الوضع المتقدم الذي منحه الاتحاد الأوروبي للمغرب. وقدم أخنوش الخطوط العريضة لمخطط المغرب الأخضر وهو برنامج للاستثمارات يتطلع المغرب من خلاله تحقيق10 ملايير درهم من الاستثمارات الخاصة كل سنة وما بين15 و20 مليار درهم حول الركيزة التضامنية للتنمية الفلاحية للعشر سنوات القادمة. كما قام بتقديم العرض الاستثماري للمغرب والعرض الاستثماري الاجتماعي الذي فتحت من أجلهما نقاشات من أجل فهم أفضل لاستراتيجية المغرب الأخضر. وقام وزير السياحة والصناعة التقليدية بعرض لمكتسبات رؤية2010 وحصيلة هذه الاستراتيجية الكبرى وكذا مؤهلات وآفاق القطاع السياحي مشددا على أهمية المنجزات التي حققها المغرب على كافة المستويات وفي الأوراش التي أطلقها المخطط الاقتصادي. كما تطرق إلى المنجزات التي تحققت في قطاع السياحة ومدى الإقبال الذي يشهده في مجال الاستثمار المحلي والخارجي مؤكدا على أن الاستراتيجية الاستباقية للمغرب لمواجهة الوضعية العالمية الحالية والجوانب الإيجابية لهذا القطاع تسمح للمغرب بمقاومة أفضل للأزمة الاقتصادية. وأوضح أن هذه الجوانب الإيجابية تكمن على الخصوص في قرب المملكة من الأسواق المصدرة الأوروبية منها بالأساس وتنافسية المنتوج السياحي المغربي وتنوعه وغناه وكذا سهولة الوصول إلى المغرب انطلاقا من المدن الأوروبية الكبرى وذلك على الخصوص بفضل السماء المفتوحة (أوبن سكاي).