حذرت وزيرة الدفاع الألمانية، أورسولا فون در لاين، بريطانيا، اليوم الخميس، من أن تستغل الفترة التي تسبق تفعيل خروجها من الاتحاد الأوروبي، لعرقلة جهود الدول الأعضاء في بناء وتوثيق التعاون الأمني بينهم. وقالت فون در لاين، في تصريحات لصحيفة (فاينانشال تايمز) البريطانية، إن نداءها للبريطانيين هو فقط ألا يعرقلوا التطورات الأوروبية الهامة، بينما يقولون إنهم يريدون الخروج من الاتحاد الأوروبي، مضيفة أنه ليس شيئا جيدا أن تمنع أوروبا من تنظيم نفسها بشكل أفضل. وتأتي تصريحات فون در لاين، الحليفة القديمة للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والتي توصف في بعض الأوقات بأنها خليفة محتملة لها، بعدما انتقدت بريطانيا الخطط الألمانية-الفرنسية لتأسيس مقر دفاعي مشترك للاتحاد الأوروبي، خشية من أن يؤدي ذلك إلى جيش أوروبي. وشددت فون در لاين على أن بناء جيش أوروبي ليس على جدول أعمال التكتل على الإطلاق، مؤكدة على أن ميركل تسعى للدفع نحو مقر مدني عسكري مشترك يسمح لدول الاتحاد الأوروبي بتوحيد قدراتهم، مضيفة أن "المملكة المتحدة أبدت تشككها، ولذلك فمن الهام توضيح المسألة". وأوضحت الوزيرة الألمانية أن "المسألة ليست حول جيش أوروبي، ولكن حول حقيقة أن يوسع الأوروبيون سياساتهم الأمنية والدفاعية، ليعملوا سويا بشكل أفضل، خاصة في ظل الأزمات المعقدة في المناطق التي ليست في نطاق حلف شمال الأطلسي (ناتو)، مثل إفريقيا". وقالت فون در لاين إنه بعيدا عن تقويض الناتو، فإن جهود أقوى للاتحاد الأوروبي من شأنها تعزيز التحالف الغربي، مؤكدة "نحتاج إلى ركيزة أوروبية قوية داخل الناتو". ويعتقد بعض المسؤولين الألمان أن بريطانيا قد تحاول عرقلة خطط التعاون المستقبلية بالاتحاد الأوروبي، لتخلق أوراق مساومة يمكن أن تستغلها لاحقا في مفاوضات خروجها من الاتحاد الأوروبي. وألمحت وزيرة الدفاع الألمانية إلى أنها تتشارك في تلك المخاوف، متوقعة أن يكون هناك "مجموعة من الأسئلة للتعامل معها (خلال المفاوضات).. ولا أعتقد أن تلك الأسئلة ستكون حول السوق المشترك (يورو) فقط". ودفعت فون در لاين بأن قضية التعاون الأوروبي في مجال الدفاع نمت بتعدد الأزمات وتقليص الولاياتالمتحدة لامتدادها العالمي، قائلة إنه "منذ عقدين لم يكن الأمريكيين مهتمين بشكل خاص بتماسك أوروبا داخل الناتو، لكن اليوم يقولون إن أوروبا يجب أن تحسن وضعها وتنظيمها، وهو ما يصب أيضا في مصلحة البريطانيين".