قام مجلس التدبير بثانوية الضريح التأهيلية بمدينة الريصاني بأول تجربة في المنطقة وذلك بعقد شراكة مع الجمعية المغربية لمساعدة الطفل والأسرة بأرفود، وجماعة بني امحمد سجلماسة بالريصاني، بهدف توفير حافلة للنقل المدرسي لفائدة تلميذات وتلاميذ الجماعة القروية المذكورة باعتبارها أكبر رافد للمؤسسة، ولكونها تبعد عن الثانوية بحوالي 10 كلم مما يعني أن التلميذ يقطع يوميا ما يفوق 40 كلم ما بين المؤسسة ومقر سكناه، مستعملا الدراجة الهوائية وما يرافقها من تعب وتأخر وأحيانا حوادث سير مميتة. وهو ما حرم الفتاة القروية لسنوات عدة من متابعة دراستها بفعل عامل البعد والعوامل الجغرافية المطبوعة بالحرارة الشديدة صيفا، والبرد القارص شتاء، والزوابع الرملية الخطيرة التي تعم المنطقة بين الفينة والأخرى، نهايك عن العوامل السوسيو- ثقافية والطابع المحافظ للقصور الفيلالية. كل هذه العناصر كانت وراء الانقطاع الشبه كلي للفتيات عن متباعة دراستهن؛ لكن بعد توفير هذه الحافلة بفضل هذه الشراكة، لوحظ أن نسبة تسجيل الفتيات بالسلك الثانوي قاربت 100% خلال الموسم الدراسي الحالي وفق المعطيات التي توفرها المصالح المعنية، كما لاقت هذه المبادرة استحسانا من قبل السكان، وتم تثمينها من طرف كافة الأطراف أملا في تعميمها على باقي الجماعات القروية في تافيلالت. وقام مجلس الثاوية بهذه البادرة في إطار أجرأة الميثاق الوطني للتربي والتكوين الذي يحث على ضرورة انفتاح المدرسة على محيطها، وتفعيل أجهزتها وهياكلها التنظيمية والإدارية، ومنحها صلاحيات أوسع من حيث التسيير والتنظيم، ومن أجل تمكين التلميذ من الاستفادة من الأنشطة الموازية؛ كالقيام بالرحلات والخرجات الاستكشافية، والمشاركة في الألعاب المدرسية، وإنجاز زيارات لمراكز التربية و التكوين ومؤسسات أخرى كالكليات و المعاهد والمتاحف الجهوية والوطنية، التي من شأنها أن تسهم في تحقيق الجودة التعليمية، وسعيا لتشجيع الفتاة القروية على استكمال دراستها، ومحاربة الهذر المرسي.