مازالت أجواء الاحتقان والتوتر متواصلة بجامعة الحسن الأول بسطات ،بل زادت حدتها مع موعد الدخول الجامعي الجديد ،حيث عاشت كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية حالة من الغليان الناتج عن خروقات في التسجيل للولوج الى مسالك الماستر، إذ نظم الطلبة وقفة احتجاجية أمام عمادة الجامعة وذلك احتجاجا وتنديدا بما أسموه الوضع الكارثي المقلق الذي أصبح يخيم على السير العادي لكلية الحقوق متسائلين عن الكيفية والمعايير التي اعتمدها مدبرو الشأن المحلي في الانتقاء الأولي لمسالك الماستر بالرغم من وجود محضر اتفاق يعطي الأسبقية لأبناء مدينة سطات في وضع ملفات ترشيحهم مع اعتماد معايير تراعي خصوصيات المنطقة، وقد رفع الطلبة المحتجين لافتات ورددوا شعارات تعكس همومهم ومشاكلهم الجامعية ،إذ صبوا من خلالها جام غضبهم على المسؤولين المعنيين ،مطالبين بفتح تحقيق في هذا الشأن و الحد من الفساد والريع المستشري داخل جدران الجامعة انطلاقا من الدستور الجديد الذي ربط المسؤولية بالمحاسبة حسب تعبيرهم . هذا التوتر وصل صداه الى مخافر الشرطة حيث استمعت الضابطة القضائية التابعة لولاية أمن سطات الى عدد من الطلبة إثر شكاية تقدم بها عميد كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية الى وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بسطات يطالب من خلالها بالتدخل من أجل حماية المؤسسة الجامعية من هؤلاء الطلبة الذي يتهمونهم بالعرقلة ومنع مرشحين من مدن أخرى راغبين في وضع ملفات ترشيحهم لمسالك الماستر . وموازاة مع الوقفة الاحتجاجية قام عدد من الطلبة المحتجين بإلصاق مطبوعات على باب العمادة تتضمن دردشة بين طالبتين بموقع التواصل الاجتماعي "واتساب" تتعلق بحديث عن ممارسات جنسية بين طالبة وأساتذة ينتمون الى كلية الحقوق التابعة للجامعة نفسها. وقد عبر مجموعة من الطالبات والطلبة عن استيائهم وتذمرهم للحالة النفسية التي يعيشونها داخل الحرم الجامعي في غياب ارادة حقيقية ورؤية واضحة للمسؤولين المركزيين على تدبير وتسيير الشأن الطلابي وتعنت الادارة المحلية في ايجاد حلول مقبولة وعادلة تحول دون وقوع اصطدامات ،الشيء الذي يطرح تخوفات طلابية على مستقبل جامعتهم والذين تمنوا أن تكون مؤسسة سليمة لتحصيل علمي جيد. فهل سيتمكن المسؤول الأول عن القطاع من إرجاع الأمور الى نصابها ومحاربة الفساد والمفسدين من الجامعات المغربية ؟ أم أن لغة التهديد والطرد والاعتقالات في صفوف الطلبة والاستماع اليهم من طرف الأجهزة الأمنية ستبقى السمة السائدة لدى من بيده الأمر وستظل معها دار لقمان على حالها الى إشعار آخر ؟ إنه نداء نوجهه باسم الطلبة نتمنى أن يجد الآذان الصاغية.