هل سألت نفسك... وأنت تقدم أو تقدمين على الزواج لماذا تزوجت؟ عندما تذكر كلمة الزواج... تتبادر إلى الذهن أسئلة عدة: لماذا تتزوج المرأة؟ لأن المرأة يجب أن تتزوج وتمارس دورها الطبيعي في الحياة. لماذا يتزوج الرجل؟ أيضا لأن الرجل يجب أن يتزوج ويمارس دوره الطبيعي في الحياة. أي أن أغلب الناس يتزوجون تحت وطأة كلمة (يجب)، لأن الرجل والمرأة في أغلب الأحيان يعقدان القران لعدة أسباب: منها مثلا: أن الرجل والمرأة يتزوجان لتصعيد حالة الحب أو لإنجاب الأطفال أو لأنه تقليد وواجب ولتكملة نصف دينهم أو لهذه الأسباب مجتمعة، طبعا هذا ليس تقليلا من أهمية هذه الأسباب، لأن الكل يطبقها حفاظا على بقاء النوع البشري ولأن الزواج سنة الكون والحياة، ولكن هل فكر أحد وهو يقدم على الفعل بالزواج كقيمة روحية سامية قبل أن تكون وسيلة لإشباع الغرائز الفطرية بصورة مشروعة ومنظمة..؟ في تعريف الزواج: «هو قانون طبيعي وكوني، وهو حلول الروح في عالم الجسد، هو غيبوبة أو نشوة الشعور والحس، نشوة تجعل من المادة هيكلا، هو لقاء الروح والجسد». هذا التعريف الشفاف للزواج يعني أن الزواج يتم بالاتفاق الروحي والتفاهم النفسي وتقارب الأذواق وانسجام الآراء والتضحية المشتركة، فهذه المعاني السامية للزواج هي التي يجب الاهتمام بها لتصحيح تلك الأمراض التي تسللت إلى حياتنا، وفرضت علينا مبدأ، كما يقال في العامية: «بين الشاري والبائع يفتح الله»، وكأن الزواج هو مؤسسة تجارية مرهونة بالذهب والمال والمركز الاجتماعي والمصلحة والمظاهر الشكلية، ويغرقون في تفاصيل لاقيمة لها متناسين القيمة الروحية للزواج، وتبدأ المشكلة الأساسية وهي التقاء شخصين على مصالح مادية مجردة تكون هي أساس المشكلات والخلافات التي تأتي بعد الزواج، بمعنى أن الزواج الذي يكون أساسه التفاهم النفسي والروحي حجر أساس متين لبناء زواج ناجح، لأن الرجل الذي يُوجد انسجاما فكريا ونفسيا بينه وبين زوجته سوف يتجنب كل منهما فعل ما يكره الآخر، وسيجدون دائما مبررات للمشاكل والأخطاء التي تحدث بين الزوج والزوجة وذلك بحب وتفاهم لا تنغصه لغة الأرقام والحسابات. مهى النعامي