في إطار عملية بلقنة انتشار المخدرات القوية التي كان من المحتمل نسجها ورسم معالمها واستراتيجيتها بالناظور بعد أن تم استئصال آخر معاقل أباطرة الاتجار الدولي في المخدرات ، كان آخرها اكتساح عرش إمبراطور المخدرات بالشمال الملقب / بين الويدان ، هذه التجارة التي تحدث فجوات عميقة في الاقتصاد الوطني وتدمر النسيج الاجتماعي و الثقافي وتشل حركته.... حتى أصبح الشباب المغربي يعيش معاناة الهلوسة اليومية في صمت رهيب ، الشيء الذي جعل أجهزة الأمن تتفطن لهذا المخطط الإرهابي الذي كان يراد منه جعل المنطقة ميناء لإستراد وتهريب المخدرات من خلال رسم بناها على الشريط الساحلي / قرية أركمان ، رأس الماء ،غوركو ... نتيجة توفر ظروف تضاريسية ومناخية ملائمة لهذا النوع من التجارة المحظورة وطنيا ودوليا وكذا ضعف آلات المراقبة الدقيقة التي من شأنها تحديد مواقع المتاجرين في الأرواح البشرية ، خاصة وأن الظروف الجغرافية بالمنطقة تسهل من عمليات الانفلات من المراقبة الأمنية ، هذا ما جعل أباطرة الشمال يركزون وجهتهم على الشريط الساحلي بالإقليم لملائمة ظروف تهريب المخدرات بذلا من الشريط الصحراوي بالجنوب الذي هو محط أنظار مراقبة أمنية فعالة وبعدها الجغرافي ، وأمام استفحال الظاهرة إقليميا والوعي بخطورة هذه الإستراتيجية الماكرة ، وكذا ضغوطات الاتحاد الأوروبي ، وإيمانا من الدولة المغربية بضرورة استئصال جذور هذا الورم الخبيث من جسم الاقتصاد الوطني الذي بحق يسيء إلى سمعة المغرب خارجيا ..... ، كثفت أخيرا الأجهزة الأمنية المركزية و الإقليمية بتنسيق مع مختلف المصالح المهتمة من حملاتها التي توخت من خلالها تمشيط ساحل الموت الواسع أو ما يلقب عليه محليا (طريق الأشرار) وتفكيك شبكات التهريب الدولي للمخدرات........ لتتمكن هذه الأخيرة من وضع اليد على مجموعة من الأشخاص المتاجرين في هذه المواد السامة أبرزهم المدعو( محمد ، ل) وإحالتهم على العدالة والتحقيق معهم لفك خيوط ولغز ما تبقى من هذه الشبكات التي تتربع على عرش هذا الشريط الساحلي، ليتم الكشف عن عناصر في أجهزة الأمن كانت متورطة في جل عمليات التهريب الدولي للمخدرات التي وصلت إلى 32 عملية تهريب بكمية وحجز ما يناهز 180 طن من مخدر الشيرا .... و يقدر عددهم حاليا بحوالي 18 مسؤول في كل من / الدرك الملكي ، القوات المساعدة والبحرية الملكية ...أغلبهم كان مكلفا بمراقبة شواطئ المنطقة ...!! وتعتبر بحيرة مارتشيكا القاعدة الرئيسية لانطلاق وشحن الزوارق بمادة المخدرات الآتية من منطقة كتامة التابعة لإقليم الحسيمة حيث يتم نقلها بواسطة سيارات من نوع مقاتلات في اتجاه كل من / مدينة بن الطيب ، تمسمان ، الدريوش وغيرها من المناطق المعروفة لذا الساكنة والسلطات الأمنية ..... بتعاطيها لهذا النشاط القاتل ، ثم يتم مباشرة نقلها و شحنها إلى البحيرة التي تتواجد بها خمس محطات أساسية وهي : منطقة بوقانا ، بوعارك، الجزيرة و منطقة طاليون ، كلها محطات لقوارب الموت استول عليها أباطرة المخدرات ....!! وللإشارة فإن عمليات التهريب يشارك فيها عدة أفراد كل حسب تخصصه فمنهم / ربان الزوارق ومساعديه من الحمالة و حراس وكذا المكلفين بالإمدادات (البنزين) و عادة ما يتم إلقاء القبض على هؤلاء.. !! إضافة إلى بارونات المخدرات المتواجدين بأوروبا وخاصة إسبانيا ، بلجيكا و هولندا .....، وتكلف العملية الواحدة ما يناهز 500.000 درهم غير مصاريف الحماية وضمان سلامة الرحلة في اتجاه السواحل الجنوبية لشبه الجزيرة الأيبيرية.....؟! وتشير بعض المصادر أن هناك محطات للطائرات الصغيرة متخصصة في نقل وتهريب المخدرات انطلاقا من الناظور في اتجاه إسبانيا ، وهذا ما يؤكد تورط عناصر نافدة في هذه الشبكات الإجرامية مع شبكات التهريب الدولي للمخدرات.... وهذه التحقيقات تعد امتداد للعملية التمشيطية التي قامت بها أجهزة الأمن الإقليمي بالناظور ببحيرة مارتشيكا ، بتاريخ 21 نونبر 2006 و التي تمكنت من خلالها من حجز حوالي 123 قارب من بينهم 25 زودياك و كمية مهمة من المخدرات تقدر ب/10 طن و30 ألف لترمن البنزين المهرب واعتقال العديد من مهربي هذه المادة القاتلة .... فالتحقيقات الجارية حاليا في شأن هذه الشبكات الإجرامية، لا ينبغي الاعتقاد فيها بوجود أفراد فوق القانون أو مناطق محرمة على رجال الأمن الدخول إليها.