أكد مصدر مسؤول أن المصالح القيمة على المنشآت المائية في منطقة الغرب تراقب بشكل دائم ومكثف تطور مخزون سد الوحدة والأحوال المناخية يوما بيوم بالنظر إلى ارتفاع حقينته وتوقع تساقط كميات أخرى من الأمطار قد تؤدي إلى كوارث لا قدر الله ،ومن ثم فإن ذات المصالح تعد العدة للتدخل في الأوقات المناسبة . ويستفاد من معطيات رسمية للمكتب الجهوي للإستثمار الفلاحي لدائرة الغرب أن سد الوحدة اختزن إلى حدود يوم 19 يناير الجاري ما حجمه 3 ملايير و91 مليون متر مكعب بنسبة ملء بلغت 83 في المائة وهي نسبة لم تسجل فيه منذ تشييده سنة 1997 . وحسب ذات المصدر فإنه يتم بين الفينة والأخرى فتح منافذ السد للتخفيف من حقينته لتفادي أي خطر محتمل قد يتعرض له السد الذي يعد ثاني سد في إفريقيا بعد سد أسوان المصري.أما سد القنصرة ، فقد امتلأ عن آخره وأصبحت المياه تتجاوزه ، كما فاقت نسبة الملء بسد ادريس الأول 90 في المائة ، وفي هذا السياق تم تحسيس السكان القرويين في مناطق مهددة بخطر الفياضانات ، وفي نفس الوقت عبأت مصالح الوقاية إمكانياتها للتدخل في الوقت المناسب . وتعد منطقة بريبر بجماعة بلقصيري ، بالنسبة للمكتب الجهوي للإستثمار الفلاحي، المعيار الذي تقيس به حجم خطر الفيضانات لكونها الأكثر انخفاضا في الغرب ،ومنها تنطلق الفيضانات الى جهات أخرى بسوق الثلاثاء والمكرن وعلال التازي والشريط الساحلي . وتعد أمطار هذه السنة غير مألوفة ولم تسقط في المنطقة بهذه الكميات منذ أكثر من 3 عقود ،فالمناصرة وحدها سجلت ما يفوق 600 ملم، وتتميز هذه التساقطات بكونها متواصلة وكثيفة، وقد تسببت في إغراق 43 ألف هكتار بالمياه بدائرة الغرب أهمها في جماعة المكرن 9860 هكتار ،تليها سوق الثلاثاء 4565 هكتار ، كما غمرت المياه الشريط الساحلي من المناصرة بنمنصور بحارة اولاد عياد الى حدودالمرجة الزرقاء ، أما في اقليمسيدي قاسم فلم تتعد الأراضي المغمورة بالمياه 4000 هكتار، وذلك راجع الى تربته النافذة وتضاريسه المرتفعة على خلاف اقليمالقنيطرة التي تسود معظم اراضيه الفلاحية تربة طينية صعبة النفاذ وتضاريس منخفضة . ورغم الضرر الذي أصاب البنية التحتية ،خاصة الطرق الثلاثية التي تربط بين القرى وإتلاف الزراعات سيما زراعة الحبوب فان مصدرا من إدارة المكتب يتوقع ان يكون الانتاج السنوي وفيرا، وستحل محل الزراعات الخريفية المتضررة الزراعات الربيعية من ذرة ونوارة الشمس والخضراوات. و يؤكد المتتبعون للشأن الاقتصادي والبيئي ان أمطار هذه السنة ومخزون المياه الذي بلغ أوجه خلال هذه السنة ستكون له فوائد جمة على الزراعة لسنوات قادمة وكذلك على مخزون المياه الجوفية التي تضررت كثيرا بفعل الاستغلال المفرط والعشوائي ، وعلى الغطاء النباتي والبيئة الطبيعية بصفة عامة ،كما ستساهم في تجديد مياه نهر سبو الذي يعد الأكثر تلوثا بالمغرب . ويصادف هذا التغيير المناخي الايجابي ، رغم بعض أضراره،انطلاق المخطط الأخضر وهو برنامج التزمت به الحكومة الحالية لتأهيل الفلاحة وتنميتها حيث خصصت لدائرة الغرب غلافا ماليا يقدر ب 27 مليار درهما، منها 19 مليار ا مخصصة للتجهيزات المائية وتوسيع شبكة السقي وصيانتها والري بالتنقيط ، و 18 مليارا لفائدة تنمية سلاسل الإنتاج ..