نتابع جميعا الأخبار الكثيرة التي تتناقلها وسائل الإعلام الوطنية و الدولية، تابعنا بشغف كبير جولة وزير الخارجية السيد صلاح الدين مزوار في العديد من الأقطار الإفريقية، تابعنا باهتمام متزايد زيارة وفد مغربي رفيع المستوى بقيادة الوزير المنتدب في الخارجية السيد بوريطا ومدير الاستخبارات الخارجية السيد ياسين المنصوري إلى الجزائر وإلى موريطانيا. وزيارة الجزائر لم تكن لتحدث لولا وجود معطى هام و كبير يفسرها ويبررها بالنظر إلى القطيعة التي تميز العلاقات بين البلدين. تابعنا باهتمام كبير مباحثات وزير الخارجية الجزائري مع الأمين العام للأمم المتحدة في شأن التطورات الأخيرة المتعلقة بالصحراء المغربية التي جرت قبل يومين في كيغالي. تابعنا كل هذا وغيره مثير جدا، ولكن لا أحد يعرف ما الذي يجري. لا أحد في الأحزاب الوطنية ولا في النقابات ولا في المجتمع المدني ولا في وسائل الإعلام، وأنا على يقين أن عددا كبيرا جدا من الوزراءالمغاربة لا يعرفون مثلنا ما الذي يقع. تلوك ألسن أن المغرب قرر العودة لشغل موقعه في الإتحاد الإفريقي ولكنه يشترط طرد جبهة البوليساريو الإنفصالية، آخرون يقولون إن الأمر يتعلق بشغل منصب رئاسة المفوضية الأوربية التي ستغادرها الخصم اللذوذ للمغرب الجنوب إفريقية زوما، وأن للمغرب وجهة نظر معينة في هذا الصدد. جبهة البوليسايو الإنفصالية ترد بأن الأمر لا يتعلق بعودة المغرب للاتحاد الإفريقي لأن قمة كيغالي تنعقد لدراسة جدول أعمال محدد، وأن هذه النقطة ليست مدرجة ضمن جدول الأعمال. وأن عودة المغرب للإتحاد الإفريقي تخضع إلى مسطرة قانونية لا علاقة لها بقمة كيغالي. ما الذي يحدث بالضبط؟ والله ثم والله لا ندري. كل ما نعلمه لحد الآن ونؤمن به أن قضية الصحراء قضية الشعب المغربي قاطبة، وأن كل ما يتعلق بهذه القضية المقدسة لدى المغاربة تهم جميع المغاربة بدون استثناء. والذي نعلمه أيضا أن هذا الشعب لا يمانع في أن تدير الحكومة السياسة الخارجية للبلد، فهو انتخبها لتمارس ذلك، لكن هذا الشعب لا يستسيغ أن تحاصره الأخبار من كل جهة في قضية سيادية تهمه وتعنيه وهو لا يعلم عنها شيئا. هذا الشعب من خلال أحزابه ونقاباته ومنظماته المهنية وجميع مكوناته لا يفهم كيف يمكنه أن يكون معبأ ويقظا لمواجهة التحديات والمؤامرات الخطيرة التي تحاك ضد وحدته الترابية ولا يتم تمكينه من الإطلاع على حقيقة جزء مما يجري؟ هذا الشعب لا يفهم مثلا كيف يطلب منه في بعض المرات لما تؤول التطورات إلى مناحي خطيرة الاحتشاد في مسيرات ضد بان كي مون وضد الجزائر ويترك وحيدا، حائرا وخائفا في الغالبية من الأوقات؟. ما الذي كان يضير مثلا في دعوة مكونات هذا الشعب - كما يحدث في بعض المرات حينما يحتاج المسؤولون إلى جرعات من الأوكسجين، وإطلاعهم عما يجري وعما يتم التحضير له؟ ما الذي كان سيخسره المسؤولون الحكوميون بدعوتهم لوسائل الإعلام لإطلاع الرأي العام عما يجري التحضير له؟ رجاء ارحموا هذا الشعب الطيب، الوطني من أخطائكم!!!