أكدت وسائل إعلام إسبانية، ونقلا عن مصادر استخباراتية، الأخبار المتداولة بشأن تورط قيادة جبهة البوليساريو الانفصالية في عملية تهريب الكوكايين بمنطقة الساحل جنوب الصحراء. وتزامن تداول هذه الأنباء، مع إعلان السلطات الأمنية الموريتانية عن قيامها بإجراء عمليات واسعة للتتبع والرصد بمنطقتها الحدودية الشمالية الشرقية، أفضت إلى ضبط حوالي طن ونصف من مخدر الكوكايين، وحجز سيارات رباعية الدفع،ووسائل لوجستيكية، وأسلحة خفيفة، إضافة إلى اعتقال العديد من المتورطين غالبيتهم ينتمون إلى البوليساريو. كما كشفت السلطات الأمنية الموريتانية عن وقوع مواجهات مسلحة بين قوات الحدود وعناصر محسوبة على مافيا تهريب المخدرات، من بينهم موالين للبوليساريو، وذلك بمنطقة" تيرس زمور" (شمال موريتانيا)، لكنها لم تكشف عن وجود ضحايا أو إصابات في صفوف الجانبين. وأكدت نفس المصادر الإعلامية الإسبانية، أن بلدة" بوكربة" (شمال تندوف) أصبحت القاعدة الخلفية لنشاط مافيا المخدرات، ومركزا لتخزين الكوكايين الذي يتم جلبه وشحنه من البواخر الراسية بالمحيط الأطلسي وعبر السواحل الغربية الموريتانية، وبتنسيق مع مهربين جزائريين وموريتانيين وماليين. كما أكدت المصادر ذاتها، أن فضيحة تورط عناصر البوليساريو في تجارة وتهريب المخدرات، أرخت بظلالها على قيادة الجبهة الانفصالية، التي سحبت البساط من وزير دفاعها "لمين البوهالي" وجردته من حقيبته الوزارية. ويذكر أن مؤسسة البحر الأبيض المتوسط للتحليلات والدراسات الاستراتيجية، أصدرت مؤخرا تقريرا مطولا، كشفت من خلاله تورط قيادة البوليساريو في تهريب المخدرات وتحويل عائداتها إلى شراء واقتناء الأسلحة وتجهيز المليشيات و الجماعات الإرهابية المسلحة، التي تنشط بمنطقة الساحل جنوب الصحراء. كما كشف التقرير عن وجود علاقة قوية بين قيادة البوليساريو و أباطرة المخدرات بدول أمريكا اللاتينية. ودعت مؤسسة البحر الأبيض المتوسط للتحليلات والدراسات الإستراتيجية في ختام تقريرها المنتظم الدولي للتدخل العاجل، للحد من انتشار الجماعات المسلحة الإرهابية والمتطرفة المدعمة من طرف تجار وأباطرة المخدرات الموالين لقياديين في جبهة البوليساريو، راكموا خلال السنوات الأخيرة ثروات ضخمة.