فريق الجيش يفوز على حسنية أكادير    شرطة بني مكادة توقف مروج مخدرات بحوزته 308 أقراص مهلوسة وكوكايين    تشييع جثمان الفنان محمد الخلفي بمقبرة الشهداء بالدار البيضاء    المغرب يوجه رسالة حاسمة لأطرف ليبية موالية للعالم الآخر.. موقفنا صارم ضد المشاريع الإقليمية المشبوهة    فرنسا تسحب التمور الجزائرية من أسواقها بسبب احتوائها على مواد كيميائية مسرطنة    دياز يساهم في تخطي الريال لإشبيلية    المغرب يحقق قفزة نوعية في تصنيف جودة الطرق.. ويرتقي للمرتبة 16 عالميًا    مقتل تسعة أشخاص في حادث تحطّم طائرة جنوب البرازيل    وزارة الثقافة والتواصل والشباب تكشف عن حصيلة المعرض الدولي لكتاب الطفل    فاس.. تتويج الفيلم القصير "الأيام الرمادية" بالجائزة الكبرى لمهرجان أيام فاس للتواصل السينمائي    التقدم والاشتراكية يطالب الحكومة بالكشف عن مَبالغُ الدعم المباشر لتفادي انتظاراتٍ تنتهي بخيْباتِ الأمل    الولايات المتحدة تعزز شراكتها العسكرية مع المغرب في صفقة بقيمة 170 مليون دولار!    الجزائر تسعى إلى عرقلة المصالحة الليبية بعد نجاح مشاورات بوزنيقة    انخفاض طفيف في أسعار الغازوال واستقرار البنزين بالمغرب    الرجاء يطوي صفحة سابينتو والعامري يقفز من سفينة المغرب التطواني    العداء سفيان ‬البقالي ينافس في إسبانيا    مسلمون ومسيحيون ويهود يلتئمون بالدر البيضاء للاحتفاء بقيم السلام والتعايش المشترك    جلالة الملك يستقبل الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني    بلينكن يشيد أمام مجلس الأمن بالشراكة مع المغرب في مجال الذكاء الاصطناعي    وقفة أمام البرلمان تحذر من تغلغل الصهاينة في المنظومة الصحية وتطالب بإسقاط التطبيع    جثمان محمد الخلفي يوارى الثرى بالبيضاء    مباراة نهضة الزمامرة والوداد بدون حضور جماهيري    رسالة تهنئة من الملك محمد السادس إلى رئيس المجلس الرئاسي الليبي بمناسبة يوم الاستقلال: تأكيد على عمق العلاقات الأخوية بين المغرب وليبيا    لقاء مع القاص محمد اكويندي بكلية الآداب بن مسيك    لقاء بطنجة يستضيف الكاتب والناقد المسرحي رضوان احدادو    ملتقى النحت والخزف في نسخة أولى بالدار البيضاء    بسبب فيروسات خطيرة.. السلطات الروسية تمنع دخول شحنة طماطم مغربية    اتهامات "بالتحرش باللاعبات".. صن داونز يعلن بدء التحقيق مع مدربه    غزة تباد: استشهاد 45259 فلسطينيا في حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة منذ 7 أكتوبر 2023    مقاييس الأمطار المسجلة بالمغرب خلال ال24 ساعة الماضية    ندوة علمية بالرباط تناقش حلولا مبتكرة للتكيف مع التغيرات المناخية بمشاركة خبراء دوليين    الرباط.. مؤتمر الأممية الاشتراكية يناقش موضوع التغيرات المناخية وخطورتها على البشرية    تفاصيل المؤتمر الوطني السادس للعصبة المغربية للتربية الأساسية ومحاربة الأمية    البنك الدولي يولي اهتماما بالغا للقطاع الفلاحي بالمغرب    ألمانيا: دوافع منفذ عملية الدهس بمدينة ماجدبورغ لازالت ضبابية.    أكادير: لقاء تحسيسي حول ترشيد استهلاك المياه لفائدة التلاميذ    استمرار الاجواء الباردة بمنطقة الريف    بنعبد الله: نرفض أي مساومة أو تهاون في الدفاع عن وحدة المغرب الترابية    خبير أمريكي يحذر من خطورة سماع دقات القلب أثناء وضع الأذن على الوسادة    استيراد اللحوم الحمراء سبب زيارة وفد الاتحاد العام للمقاولات والمهن لإسبانيا    تبييض الأموال في مشاريع عقارية جامدة يستنفر الهيئة الوطنية للمعلومات المالية    حملة توقف 40 شخصا بجهة الشرق    ندوة تسائل تطورات واتجاهات الرواية والنقد الأدبي المعاصر    "اليونيسكو" تستفسر عن تأخر مشروع "جاهزية التسونامي" في الجديدة    ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب في قطاع غزة إلى 45259 قتيلا    القافلة الوطنية رياضة بدون منشطات تحط الرحال بسيدي قاسم    سمية زيوزيو جميلة عارضات الأزياء تشارك ببلجيكا في تنظيم أكبر الحفلات وفي حفل كعارضة أزياء    الأمن في طنجة يواجه خروقات الدراجات النارية بحملات صارمة    لأول مرة بالناظور والجهة.. مركز الدكتور وعليت يحدث ثورة علاجية في أورام الغدة الدرقية وأمراض الغدد    دواء مضاد للوزن الزائد يعالج انقطاع التنفس أثناء النوم    المديرية العامة للضرائب تنشر مذكرة تلخيصية بشأن التدابير الجبائية لقانون المالية 2025    أخطاء كنجهلوها..سلامة الأطفال والرضع أثناء نومهم في مقاعد السيارات (فيديو)    "بوحمرون" يخطف طفلة جديدة بشفشاون    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب.. "رواية جديدة لأحمد التوفيق: المغرب بلد علماني"    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



معركة حلب... مرحلة فاصلة في الحرب على أرض الشام نهاية مؤقتة لمشروع.. والانتقال إلى الشمال الأفريقي.. بقلم // عمر نجيب
نشر في العلم يوم 24 - 05 - 2016

أفادت مصادر رصد في العاصمة الألمانية برلين في تقارير لها رفعت إلى مؤسسات تابعة للحكومة الألمانية خلال الثلث الثاني من شهر مايو 2016، أن الحرب المتعددة الأطراف الدائرة على أرض الشام منذ شهر مارس سنة 2011 توشك على الدخول في مرحلة تحول جذرية جديدة يمكن إعتبارها خطوة مرشحة لأن تقود نحو حسم هذه المواجهة مما سيكون له إنعكاسات أساسية على الصراع الدائر في منطقة الشرق الأوسط وعلى المواجهات الروسية الأمريكية. ونبهت الدراسة التي وضعتها مصادر الرصد هذه إلى أن تطور الصراع على أرض الشام بشكل يعاكس المخططات الغربية والأمريكية أساسا سيؤدي إلى نقل مركز ثقل التدخل الأمريكي بسرعة أكثر من المقدر في تحاليل سابقة إلى ليبيا بشكل خاص ومنطقة المغرب العربي بشكل عام، الأمر الذي من شأنه زيادة المخاطر التي تتعرض لها دول الإتحاد الأوروبي خاصة تلك المشرفة على الساحل الشمالي للبحر الأبيض المتوسط.
المصادر الألمانية سجلت أن دوائر بريطانية تابعة لكل من وزارة الحربية والمخابرات في لندن تعقد منذ نهاية شهر مارس 2016 إجتماعات لبحث طريقة التعامل الإعلامية مع المستجدات الجديدة على الساحة السورية وسبل الإحتياط والحيلولة دون كشف الكثير مما يتعلق بروابط التنظيمات المسلحة التي تقاتل الجيش السوري مع الحكومات الغربية والأجهزة التابعة لها حتى لا يكون لذلك تأثير سلبي على سياسات واشنطن ولندن فيما يخص الأوضاع في ليبيا والمناطق المجاورة سواء في المغرب العربي ودول الساحل.
وكانت صحيفة الغارديان البريطانية قد كشفت يوم 3 مايو 2016 أن متعاقدين مع الحكومة البريطانية يديرون بشكل مباشر مكتبا صحفيا يقدم خدمات إعلامية للمجموعات الإرهابية في سوريا وفي الوقت ذاته يحاولون إخفاء أي علاقة للحكومة بذلك.
وقالت الصحيفة في تقرير لها "إن الحكومة البريطانية تشن حرب معلومات في سوريا من خلال تمويل الحملات الإعلامية لبعض المجموعات المسلحة وهي تبرر ذلك بما وصفه رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون بالحرب الدعائية ضد تنظيم داعش".
وأوضحت الصحيفة أن الحكومة البريطانية تهدف من خلال ذلك إلى تعزيز سمعة ما تسميه "المعارضة المعتدلة" رغم أن الأمر محفوف بالمخاطر لأن "جماعات كثيرة أصبحت تميل وعلى نحو متزايد إلى التطرف".
وكشفت الصحيفة أن المتعاقدين المستأجرين من وزارة الخارجية البريطانية ينتجون تحت إشراف وزارة الدفاع "أشرطة الفيديو والصور والتقارير العسكرية والبث الإذاعي ويطبعون المشاركات في وسائل الإعلام الاجتماعية بشعارات المجموعات المسلحة ويديرون بشكل فعال المكتب الصحفي لهم وتعمم المواد في الإعلام العربي المرئي والمسموع وذلك في الكثير من الأحيان مقابل تعويض مادي وتنشر على الإنترنت مع إخفاء أي دليل على تورط الحكومة البريطانية".
وأشارت الصحيفة إلى أن جهود الدعاية في بريطانيا لمصلحة ما تسميه "المعارضة المعتدلة" في سوريا بدأت بعد فشل الحكومة في إقناع البرلمان بدعم عملية عسكرية ضد سوريا في عام 2013 حيث شرعت بالعمل سرا على التأثير في مسار الحرب من خلال وضع تصورات "للمسلحين".
وتظهر وثائق التعاقد التي اطلعت عليها صحيفة الغارديان أن الحكومة عرضت المشروع باعتباره "وسيلة للحفاظ على موطئ قدم في سوريا إلى أن يكون هناك تدخل عسكري بريطاني".
وأنفقت الحكومة البريطانية على هؤلاء المتعاقدين الذين كان يديرهم لفترة مستشار الاتصالات الدولية في وزارة الدفاع ريجستر لاركن نحو 4ر2 مليون جنيه استرليني وهم يعملون في اسطنبول التركية على تقديم الاتصالات الاستراتيجية والحملات الإعلامية لدعم المجموعات الإرهابية المسلحة في سوريا ويحصلون على تقارير من المخابرات العسكرية التركية.
وقال مصدر بريطاني مطلع على ملف التعاقد للصحيفة إن الحكومة تدير أساسا "المكتب الصحفي للجيش السوري الحر". وقد تولى، لفترة وجيزة، متابعة مشروع التعاقد لدعم المعارضة المسلحة المعتدلة، مستشار في الاتصالات الدولية، وكان المشرف عليه عقيدا سابقا في الجيش البريطاني، و كان يعمل أيضا خبير الاتصالات الاستراتيجية في وزارة الدفاع.
صدمة
تقرير صحيفة الغارديان البريطانية شكل صدمة لحكومتي لندن وواشنطن خاصة وأنه جاء بعد حوالي 48 ساعة من نشر تقرير آخر بثه مركز "غلوبال ريسرش" البحثي الكندي يوم 2 مايو 2016 وكشف فيه عن "حقيقة استهداف الإعلام الأمريكي للجيش السوري والرئيس السوري بشار الأسد وتزييف حقيقة ما يحدث في حلب من معارك راح ضحيتها العشرات".
وأكد المركز أن دعاية إعلامية مغرضة تصاحب المعركة في حلب بين الجيش السوري وحلفائه "روسيا وإيران و"حزب الله" وبعض الميليشيات الأخرى"، وبين الجماعات الإرهابية المدعومة من حلف الناتو "جبهة النصرة وجيش الإسلام وأحرار الشام وتنظيم "داعش".
وذكر "غلوبال ريسرش" أن الإدارة الأمريكية تعتمد على منظمات غير حكومية بالوكالة، إلى جانب بعض الميليشيات لتصدير صورة دائمة عن الجيش السوري بأن قواته لا تفعل شيئا سوى استهداف المدنيين.
ومن أبرز تلك المنظمات التي ذكرها التقرير، تلك التي تعتمد "الخوذات البيضاء" أو الدفاع المدني السوري والتي تعد المصدر الرئيسي للصورة التي تؤكد بشكل مستمر استهداف الطائرات السورية والروسية للمستشفيات.
وكشف المركز عن أن الخوذات البيضاء هي في الأساس تشكيل أمريكي يقوده الجندي البريطاني السابق جيمس لو، بتمويل مشترك بين الولايات المتحدة الأمريكية وداعمي "جبهة النصرة"، فرع تنظيم "القاعدة" بسوريا والعراق.
وأوضح أن تلك المنظمة تصور كل هجوم على معاقل "جبهة النصرة" على أنه هجوم على المدنيين ومشافيهم أو على العاملين بمجالات الصحة والطوارئ.
وأشار إلى اعتراف رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية مارتن ديمبسي، ونائب الرئيس الأمريكي جو بايدن في وقت سابق، بتعاون عدد من الدول الموالية لأمريكا، مع التنظيمات الإرهابية وتمويلها سرا بهدف إسقاط الأسد.
يوم 22 مايو 2016 وفي نطاق حملة مضادة لمواجهة الكشف عن مغالطات الإعلام الغربي وبدعم أمريكي بريطاني تركي أطلق 12 ناشطا إعلاميا سوريا وصفوا بالمعتدلين منصة مهنية خاصة ذكر أن هدفها التدقيق في الأخبار المتعلقة ببلادهم وتمحيصها وإظهار مصداقيتها.
وتعاون النشطاء حسب وصفهم في الإعلام الغربي في السياق على إنشاء منصة هي الأولى من نوعها على الصعيد السوري بهدف التحقق من الأخبار وتصحيحها، وحملت اسم "تأكد"غرد النص عبر تويتر، وشعار "لأن الخبر أمانة".
وقال الصحفي أحمد بريمو -وهو مؤسس هذا المشروع الإعلامي- إن انتشار الأخبار الكاذبة والمغلوطة أفقد إعلام "الثورة" جزءا من مصداقيته أمام الجمهور المحايد والمتعاطف مع الثورة من غير السوريين، وحتى أمام جمهوره من السوريين المعارضين.
وأضاف بريمو في حديث للجزيرة نت أن هذا الأمر أظهر الحاجة لرصد الأخبار والشائعات المغلوطة في المؤسسات الإعلامية السورية والعربية والعالمية وتصحيحها بغية إيصال المعلومة الحقيقية للقارئ.
مراجعات
المراجعات التي تقوم بها الأجهزة البريطانية ولا شك في أن لها مثيلاتها في أجهزة العاصمة الأمريكية واشنطن وعواصم أخرى ضمن التحالف الغربي الذي يسعى لتبديل معادلات الوضع السياسي والعسكري في منطقة الشام مرده إلى التطورات العسكرية الميدانية التي تعكس التحولات السلبية بالنسبة للقوى التي تواجه الجيش السوري.
يوم الأحد 22 مايو 2016 ذكرت وكالة فرانس برس في خبر لها من بيروت أن طائرات حربية سورية وروسية شنت غارات جوية على مدينة حلب واطرافها الشمالية للمرة الاولى منذ بدء سريان الهدنة في سوريا في 27 فبراير 2016، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن "شنت الطائرات 40 ضربة جوية على طريق الكاستيلو ومحيطه في اطراف مدينة حلب الشمالية والشمالية الغربية". واضاف "انها الغارات الجوية الاعنف منذ بدء الهدنة" كما انها "المرة الاولى التي تتدخل فيها الطائرات الحربية الروسية منذ ذلك الوقت".
ويعد طريق الكاستيلو، المؤدي الى غرب البلاد، المنفذ الوحيد للاحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة الفصائل المقاتلة في مدينة حلب ومنه إلى خطوط التموين والإمداد من تركيا.
وتتوزع السيطرة على حلب التي تقع على بعد نحو 50 كيلومترا جنوبي الحدود التركية بين الحكومة ومقاتلي الفصائل المسلحة.
وقطعت وحدات حماية الشعب التي يقودها أكراد أيضا الطريق بقناصة. وتسيطر وحدات حماية الشعب على منطقة الشيخ مقصود في حلب المطلة على طريق الكاستيلو. وبين الجماعة الكردية وبين الحكومة تحالف ضمني.
مفترق طرق
كتب المحلل المستقل والمحامي علي ابوحبله يوم 17 مايو في صحيفة "رأي اليوم":
يشكل الصراع على حلب عقدة الصراع على سوريا وبحسب الخبراء تشكل معركة حلب اهميه استراتجيه ومفترق طريق لمستقبل سوريا لأنها ستغير الوضع الجيوسياسي في المنطقة بشكل كامل .. فهي معركة مصيرية لجميع أطراف الصراع، الحكومة والمعارضة ولباقي الحلفاء الإقليميين والدوليين، حيث تسعى الحكومة السورية وحلفائها وبعد الانجازات العسكرية المهمة التي تحققت في الفترة الأخيرة الى حسم المعركة عسكريا لمصلحتها، الأمر الذي سيمكنها من السيطرة على الوضع بشكل شبه تام وهو ما سيضعف الفصائل المسلحة في حلب وباقي المناطق الأخرى. وقد أكد الرئيس السوري بشار الأسد أن سوريا ماضية قدما في تحرير حلب، بغض النظر عن الظروف.
الموقع الاستراتيجي لحلب جعلها أهم محطة من محطات الصراع خاصة لتركيا وحلف الناتو وكذلك الدول المعارضة لنظام دمشق، حيث أن منطقة الشمال السوري تشكل مركز ثقل كبير حيث تتواجد أهم المجموعات المسلحة والمدعومة من الدول المتحالفة ضد سوريا.
التصعيد الدموي الذي تشهده حلب يحمل في طياته الكثير من التفسيرات والتحليلات وأهمها أن أطراف إقليميه ودوليه ترفض أن تحتكر موسكو وغيرها الحل في سوريا، وهذا ما حملته فحوى تصريحات وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في تحميل جزء من مسؤولية التدهور للمعارضة وهو يقصد من يدعمها أيضا. قال جون كيري: "إن الحرب في سوريا باتت خارجة عن السيطرة، وإن النظام والمعارضة يتحملان مسؤولية انتشار الفوضى". لم يكن هذا تصريحا عابرا، ذلك أن المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إيرنست قال أيضا: "إن النظام والمعارضة المسلحة ساهما في تدهور الأمن في حلب". مع ذلك فإن كيري سعى، كالمعتاد، للعب على الحبلين، فهو اذ اتهم المعارضة المسلحة بأن قصف مستشفى حلب جاء من مناطقها، جدد المقولة الأمريكية بأن الحرب لن تنتهي إلا برحيل الأسد. وكان تصريح لافت من البيت الأبيض الأمريكي متوجها مباشرة إلى الرئيس الأسد ليطلب منه "تنفيذ التزاماته في ما يتعلق باتفاق الهدنة" وقال: "نود أن نرى الروس يستخدمون نفوذهم على نظام الأسد لحمله على ذلك"، ثم رمى جزرة لموسكو بإضافة جملة تقول إن أوباما: "لا يرى أن إنشاء مناطق آمنة في سوريا هو بديل عملي حاليا".
وتشكل حلب بالنسبة لجبهة النصرة وزعيمها أبو محمد الجولاني معركة بقاء، لأن هزيمتها في تلك المدينة ستكون مقدمة طبيعية لهزيمتها في إدلب وفي كامل الجغرافيا السورية، كما أن حلب عبر جرابلس هي بوابة داعش من تركيا باتجاه الرقة وبالعكس، وبوابة تهريب النفط وإدخال الإرهابيين الأجانب عبر تركيا، فالريف الشمالي الذي تسيطر داعش على جزء منه هو متنفس داعش اقتصاديا وتسليحا ولوجستيا.
إن معركة حلب سيكون لها الكلمة الفصل في تحديد موازين القوى الميدانية ومصير الصراع في المنطقة وفي سوريا.
ووفق معادلة الصراع من المتوقع لأطراف إقليميه بالتعاون مع دول غربيه أن ترفع الصوت عاليا ضمن عملية تأجيج للصراع المسلح وذلك بالتعاون مع فرنسا ودول غربيه، فاللهجه في باريس عقب الاجتماع الذي ضم وزراء خارجية دول عدة متحالفة مع واشنطن
يوم 9 مايو 2016 جرى تحميل المسؤولية للنظام السوري والمطالبة بتسريع رحيله، وتكثيف الكلام عن إبادة جماعية وجرائم حرب هي ضمن الحرب الكلامية والتصريحات ضد سوريا.
على الأرجح ما لم تحصل معجزة سياسية، يقول بعض أصحاب القرار فان معركة حلب قادمة. لكن مصادر دولية تؤكد أن كل هذا الضجيج هو لإجبار الجميع على التنازلات المفصلية في الجولة المقبلة من التفاوض الموسع.
الجميع يحتاج حلب لتغيير المسارات العسكرية والسياسية، والجميع قلق منها.
لا مغالاة في القول، إن حلب ومناطق سورية أخرى على شفا أخطر الحروب، فهي لن تحدد فقط مصير سوريا، ولكن أيضا ستقرر مآل الحروب في المنطقة، ومستقبل التوازن الدولي الروسي الأمريكي.
روسيا تدرك أن معركة حلب مهمة لغايات حسم الصراع وإلحاق هزيمة بتركيا وإخراجها من المعادلة السورية لن يكون ناجزا من دون حسم المعركة الحلبية، لكنها ترى أن تحرير حلب ودخول الجيش السوري إلى الحدود مع تركيا في هذا التوقيت بالذات سيؤدي إلى وقف العملية السياسية واستحالة العودة إلى مفاوضات جنيف. ولذلك لن تكون الأيام المقبلة سهلة بالنسبة للطرفين، لا سيما أن الطرف الروسي هو من يتولى القيادة السياسية لمحور المقاومة وينتظر أن ينجح في تسويق ضرورة إجراء معركة حلب ضد جبهة النصرة لدى المجتمع الدولي ويؤمن الظروف السياسية الدولية لها.
وهنا لا بد من التوقف فيما نقلته وسائل إعلام سورية عن الرئيس بشار الأسد قوله إن بلاده لن تقبل بأقل من "الانتصار النهائي" على مقاتلي المعارضة في مدينة حلب الشمالية وفي جميع أنحاء البلاد. وفي برقية إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شكر فيها موسكو على دعمها العسكري قال الأسد إن الجيش لن يقبل بأقل من "تحقيق الانتصار النهائي" و"دحر هذا العدوان" في معركته مع المقاتلين في حلب وغيرها من المدن السورية.
لا شك أن اللجوء إلى الحسم العسكري في حلب السورية سيشكل شرارة لحرب كبرى، أو مفتاحا لتسوية كبرى. فللمدينة أهمية استثنائية، والسيطرة عليها تعني الكلمة الفصل في تحديد مسار الأزمة السورية، وإلى حد بعيد، مسار الأزمة العراقية. إذ لا يمكن فصل أحداث حلب عما يجري في الموصل وشمال العراق. المشتركات بينهما كثيرة، والتداخل عميق وممتد يصعب فصمه، وأي قوة تحكم المدينتين ستمسك بعقدة، هي منجم استراتيجي يمكن من الهيمنة على المنطقة.
حلب تشكل امتدادا لتركيا وللعراق، وهي بوابة المناطق الكردية، وقاعدة مهمة للتقدم باتجاه الرقة، وسقوطها يعني سقوط ما يليها على امتداد الجغرافيا السورية. بل يمكن اعتبار أي معركة في حلب نموذجا مصغرا لأي حرب إقليمية أو دولية قد تنشب. فيها يحضر اللاعبون المحليون والإقليميون والدوليون وحلفاؤهم ودا عموهم، إلى جانب كل الأدوات.
حلب العنوان الأبرز لصمود الجيش السوري، والمؤشر الأهم على قوة النظام أو ضعفه. وهي أكبر معاقل الجماعات المسلحة. تحريرها، وما يترتب عليه من تداعيات، سيكون الورقة الأقوى بيد النظام في سوريا، في مفاوضاته مع المعارضة وداعميها الدوليين والإقليميين. وتحريرها سيضعف قدرة واشنطن على الضغط على دمشق، وعلى حلفائها. أما خسارتها، فتعني توازنات جديدة تدخل الجماعات المسلحة إلى تركيبة الدولة، على قدم المساواة مع النظام. من حلب يبدأ مشروع تقسيم سوريا، أو يفشل فيها.
تركيا تسعى إلى تحويل حلب وأريافها منطقة عازلة بينها وبين الجنوب، وممراً إليه في الوقت نفسه. وهي تعتبرها ضرورية لإقامة منطقة آمنة، أو جزءا من خط للدفاع. وهنا تكمن اهمية حلب وميزتها وفق لكل فريق من فرقاء الصراع الذي تشهده المنطقة".
المخاطر التي تواجه المليشيات التي تقاتل الجيش السوري على جبهة حلب عرفت مقدمات قرب العاصمة السورية، فيوم 19 مايو 2016 نقل مراسل وكالة رويترز في سوريا جون ديفيسون عن المرصد السوري لحقوق الإنسان الموجود في لندن والمحسوب على خصوم حكومة دمشق تأكيداته إن قوات الحكومة السورية وحلفاءها وبينهم مقاتلون من حزب الله اللبناني انتزعوا السيطرة على بلدة استراتيجية جنوب شرقي دمشق من مقاتلي المعارضة يوم الخميس كما خاضوا قتالا مع فصائل معارضة أخرى على طول طريق سريع يؤدي إلى جنوب غرب البلاد.
ويعتبر التقدم الميداني للقوات الحكومية السورية وحلفائها جزءا من عملية أوسع تتزامن مع مساع دبلوماسية فاشلة لانهاء الصراع المستمر منذ خمس سنوات.
وأقر المرصد إن هذا التقدم أحد المكاسب الملحوظة التي حققتها القوات الحكومية هذا العام بعد سيطرتها على أراض في شمال غرب سوريا ووسطها.
وقال تلفزيون المنار التابع لحزب الله إن القتال في الغوطة الشرقية جزء من عملية عسكرية جديدة يشنها الجيش السوري ضد مقاتلي التنظيمات المسلحة.
واندلع القتال في وقت مبكر من يوم الخميس بعد أن سيطر الجيش السوري ومقاتلو حزب الله على بلدة دير العصافير ثم على عدد من المناطق القريبة مما أغلق جيبا يسيطر عليه مقاتلو المعارضة في الغوطة الشرقية.
وذكرت محطة أورينت المؤيدة للمعارضة السورية أن القوات الحكومية "سيطرت بشكل تام" على القطاع الجنوبي من الغوطة الشرقية.
وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد إن مكاسب القوات الحكومية السورية وحلفائها يوم الخميس يمكن أن تمهد الطريق أمام مزيد من التقدم لقوات الحكومة ومقاتلي حزب الله في المنطقة التي يسيطر عليها عدد من جماعات المعارضة منذ فترة طويلة.
وأشار عبد الرحمن إلى أن مقاتلي حزب الله لعبوا دورا رئيسيا في هجوم الخميس الذي وقع قرب المكان الذي قتل فيه في الآونة الأخيرة أحد كبار قادته العسكريين بما وصفه حزب الله بقصف من مقاتلي المعارضة.
وفي سياق منفصل أشار المرصد إلى أن القوات الحكومية السورية وحلفاءها استأنفوا هجماتهم لمحاولة انتزاع السيطرة على طريق سريع رئيسي يمتد من العاصمة إلى جنوب غرب سوريا بما في ذلك محافظة القنيطرة ومرتفعات الجولان المواجهة للكيان الصهيوني.
وأضاف أن القوات الحكومية شنت عشرات الغارات الجوية حول بلدة خان الشيح حيث تسيطر فصائل المعارضة على مناطق متداخلة مع الطريق السريع.
وأوضح عبدالرحمن أن السيطرة على خان الشيح ستساعد في السيطرة على باقي الطريق السريع.
وقال الجيش السوري في تقرير مصور إن مقاتلي المعارضة شنوا هجوما على المنطقة في بادئ الأمر لكن القوات الحكومية صدتهم وتمكنت من طردهم من بعض مواقعهم.
التدخل المباشر
في مؤشر على مدى الخطر الذي تشعر به واشنطن على مشروعها للشرق الأوسط الجديد ذكرت عدة وكالات إعلامية دولية يوم 22 مايو 2016:
قضى الجنرال الأمريكي جوزيف فوتيل قائد القوات الأمريكية في الشرق الأوسط 11 ساعة دفعة واحدة وهو يتفقد شمالي سوريا عمليات تدريب لمقاتلين سوريين.
وقد لوحظ حسب المجريات المعلنة بان الجنرال الأمريكي إصطحب معه بعض الصحفيين على متن طائرة عسكرية هبطت في مكان لم يعلن عنه على مدرج ترابي وسط حقول قمح وهو وصف ينطبق على عدة قرى حدودية بين سوريا وتركيا واخرى بين العراق وسوريا علما بان طائرة الجنرال الأمريكي حلقت اصلا من قاعدة عسكرية أمريكية في العراق.
وكانت تقارير إعلامية قد كشفت بان جوزيف فوتيل زار سرا يوم السبت 21 مايو سوريا، للاطلاع عن كثب على الجهود الرامية لبناء تحالفات متماسكة مع مقاتلي المعارضة من العرب والأكراد.
وطبقاً لوكالة أسوشيتد برس ومقرها نيويورك- فإن فوتيل زار شمال سوريا حيث التقى مستشارين عسكريين أمركييين يعملون مع مقاتلين سوريين عرب ومسؤولين في قوات سوريا الديمقراطية، وهي تحالف لمقاتلين أكراد وعرب تدعمه الولايات المتحدة.
وفي مقابلة مع الصحفيين المرافقين له، قال فوتيل إن زيارته عززت اعتقاده بأن الولايات المتحدة اتخذت المسار الصحيح لتطوير مهارات القوات المحلية.
زيارة القائد العسكري الأمريكي جاءت بعد أيام مما وصفته وكالة أنباء رويترز الأمريكية بفشل القوى الكبرى في الاتفاق على موعد جديد لمباحثات السلام السورية، وذكرت الوكالة يوم 17 مايو 2016: طغى شعور بالتشاؤم على الاجتماع الذي عقد في فيينا بين دول تدعم الرئيس السوري بشار الأسد وأخرى تدعم معارضيه رغم التزام الجميع بإحياء اتفاق هدنة وعملية سلام تعثرت شهر أبريل 2016 .
وفي بيان مشترك بعد الاجتماع الذي عقد بمشاركة الولايات المتحدة وقوى أوروبية وأخرى اقليمية من الشرق الأوسط وكلها تعارض الأسد بالإضافة إلى روسيا وإيران الداعمتين له دعت القوى لوقف كامل للأعمال القتالية والسماح بوصول المساعدات.
وبلغة أقوى مما سبق حذر المجتمعون أطراف الحرب بأن من يكرر منهم انتهاك الهدنة سيخاطر بحرمانه من الحماية المكفولة بموجب اتفاق وقف الأعمال القتالية الذي بدأ تطبيقه في 27 فبراير برعاية أمريكية روسية.
ووجه الحاضرون برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة بتنفيذ عمليات إسقاط جوي للمساعدات والدواء والماء للمناطق المحاصرة اعتبارا من أول يونيو إذا منع أي طرف وصولها.
لكن المجتمعين لم يتفقوا على موعد لاستئناف مباحثات التسوية.
ترافقا مع ما سبق ويوم 18 مايو 2016 ذكر البيت الأبيض في بيان إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما تحدث هاتفيا يوم الأربعاء مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بشأن الحرب في سوريا.
وأضاف البيان أن أوباما أشار إلى أهمية التعاون الدولي للحفاظ على وقف العمليات القتالية في سوريا وإحراز تقدم بشأن انتقال سياسي في البلاد من خلال التفاوض.
استراتيجية إسرائيلية
جاء في دراسة نشرت في العاصمة اللبنانية بيروت: المسار السياسي الدولي المرتبط بإيجاد حل للحرب السورية، يرتبط على نحو وثيق بالتجاذب حول موقع الرئيس السوري، بشار الأسد، في أي تسوية مقبلة. الانقسامات الحادة حول هذا العنوان تحديدا، هي محور الانقسامات القائمة حول الحل: بين من يدعو إلى ألّا يكون الأسد جزءا من مستقبل سوريا، سواء في بداية التسوية أو كنتيجة نهائية لها، ومن يدعو إلى التمسك بالأسد بما يمثله من موقع أساسي في المعادلة الاقليمية، وايكال ذلك للشعب السوري بعيدا عن أي تدخل خارجي، يفرض خيار اسقاطه فرضا على السوريين.
من المتوقع لتل ابيب، أن تدلي بموقف من هذا التجاذب، أقله في الغرف المغلقة وخلال اتصالاتها مع واشنطن وموسكو، عرابي الحلول المقترحة تباعا للساحة السورية. إلا أن ما لا تفصح عنه إسرائيل علنا، على نحو رسمي، تتكفل بإظهاره دوائر الاستشارة والتقدير الرديفة التي ترصد أحداث المنطقة ومساراتها والمصلحة الإسرائيلية من مآلاتها، ومن بينها معهد أبحاث الأمن القومي في تل أبيب، بوصفه هيئة رديفة للمؤسسة السياسية، وتحديدا ما يتعلق بالتقديرات والتوصيات، وارتباطها بالمصالح.
يوم 18 مايو 2016، صدر عن رئيس المعهد، اللواء عاموس يدلين، الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الاسرائيلي، موقف واضح ومباشر من الحلول المطروحة لسوريا، والتوصية حولها، في مقالة نشرت في صحيفة "يديعوت احرونوت" تحت عنوان: "يجب أن يرحل الاسد". أشار فيها إلى أن إعادة تشكيل المنطقة التي بدأت قبل خمس سنوات، ترتبط بمصالح إسرائيل الاستراتيجية التي ترى أن من مصلحتها منع تعزيز قوة حزب الله، في الشرق الأوسط الجديد. ولفت إلى أنه "بالميزان الاستراتيجي، يعد رحيل الأسد مصلحة إسرائيلية، إذ إن تعزز المحور الراديكالي الذي يقوده حلفاء حزب الله ويمر عبر الأسد إلى القوى الراديكالية، هو التهديد الأكثر حضورا على أمننا".
لقد انتهت العهود التي كان يمكن ل"اسرائيل" فيها أن تنظر الى ما يجري وتتمنى النجاح للطرفين، ومن الافضل الا تفوت الفرصة لاضعاف اعدائها الألدّ.. سياسة أخلاقية، استراتيجية، مبادرة وابداعية ضد المحور الراديكالي هو المسار الذي علينا ان نخطو فيه، فما بالك الان عندما يكون استخدم السلاح الكيميائي مرة اخرى. عندما سيسقط الاسد، من المهم ان يعرف العالم السني بان اسرائيل كانت في الجانب الصحيح بل وعملت على نحو صحيح اخلاقيا واستراتيجيا".
قبل حوالي السنتين من تصريحات اللواء عاموس يدلين وبالضبط يوم 22 نوفمبر 2014 ذكر إيليوت أبرامز الذي شغل مناصب حساسة في إدارة الأمن القومي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الإدارة الأمريكية، في بحث عرض في واشنطن حول أبعاد إنهاء النفوذ السوري في لبنان، أن العملية تحقق مصلحة إسرائيل وتمهد لتوقيع سلام شامل معها.
موضوع جلسة الاستماع التي نظمت في لجنة للكونغرس الأمريكي وتقدمها إيليوت أبرامز، كان تحديدا حول "الخطوات التالية للسياسة الخارجية في العراق وسوريا". اللافت في شهادة أبرامز عن العراق وسوريا، كان تركيزه على حزب الله.
في معظم كلامه عن الاستراتيجية التي يجب على واشنطن اعتمادها في سوريا، أشار أبرامز الى حزب الله هدف أساسي يجب التخلص منه من أجل تحقيق المصالح الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة.
بداية النهاية
في مؤشر إعتبره بعض الملاحظين دليلا على إقتراب موعد حسم الصراع على أرض الشام، قالت جماعات المعارضة المسلحة الرئيسية بسوريا يوم الأحد 22 مايو 2016 إنها لن تكون ملتزمة باتفاق وقف العمليات القتالية ما لم يوقف الجيش السوري هجوما كبيرا على مواقعهم في ضواحي دمشق خلال 48 ساعة.
وأصدر الجيش السوري الحر بيانا وقعته نحو 40 جماعة مسلحة تعمل في أنحاء سوريا أن اتفاق وقف الأعمال القتالية سيعتبر بحكم "المنهار تماما" ما لم تتوقف خلال يومين العملية العسكرية الكبيرة التي ينفذها الجيش السوري ومقاتلو حزب الله اللبناني الذين استولوا على منطقة واسعة جنوب شرقي العاصمة يوم الخميس.
وقالت الفصائل الموقعة على البيان والتي تضم جماعات مدعومة من الغرب ومن تركيا تقاتل على جبهات رئيسية في شمال سوريا وجنوبها إنها فور انتهاء مهلة اليومين سترد "بكل الوسائل المشروعة للدفاع عن أهلها في جميع الجبهات".
وفي بيانها المشترك قالت المعارضة إن استمرار الهجمات من قبل الجيش على مناطق تقع تحت سيطرة المعارضة في محيط دمشق وعلى معاقلها في حلب وفي محافظة إدلب "تضع العملية السياسية كلها في مهب الريح".
وجاء في تقرير نشرته وكالة رويترز يعمل الجهاديون في سوريا بمن فيهم مقاتلو تنظيم القاعدة على حشد قواتهم من جديد لحرب شاملة بالاستفادة من انهيار محادثات السلام للتفوق على المعارضة الوطنية المنافسة التي وافقت على هدنة متعثرة.
ولم تشارك جبهة النصرة ذراع تنظيم القاعدة في سوريا في وقف إطلاق النار الذي أصبح ساري المفعول في فبراير 2016 وفي محادثات السلام التي تبعته.
فبعد أن كان نشاط جبهة النصرة محدودا في الأيام الأولى من تطبيق الهدنة قال قادة فيها ومعارضون آخرون إن الجبهة عاودت الظهور في ساحات المعارك مع انهيار المساعي الدبلوماسية وقادت هجمات في الآونة الأخيرة على ميليشيات مؤيدة للحكومة قرب حلب.
وفي أحدث مظاهر هذا التطور أحيت الجبهة وجماعات أخرى جيش الفتح الذي يمثل تحالفا عسكريا لجماعات متباينة حققت انتصارات كبيرة على القوات الحكومية في عام 2015.
ومن المحتمل أن تؤدي عودة جبهة النصرة للظهور إلى إضعاف جماعات المعارضة التي يدعمها الغرب والتي وافقت على اتفاق الهدنة وشاركت في مباحثات السلام بما يقنع الحكومة السورية وحلفاءها من الروس بالمضي في الحرب التي وجهوا فيها ضرباتهم للمعارضة بكل ألوانها.
وقال أحد قادة جبهة النصرة واسمه أبو شيماء لرويترز من محافظة إدلب الخاضعة لسيطرة المعارضة عن إحياء التحالف الإسلامي المعارض "عاد جيش الفتح لكنه عاد قويا هذه المرة وهدفنا هو الانتشار على الجبهات الرئيسية في سوريا".
عمر نجيب
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.