تحذير من تساقطات ثلجية وأمطار قوية ورعدية مرتقبة اليوم الأحد وغدا الاثنين    المغرب يعزز موقعه الأممي بانتخاب هلال نائبا لرئيس لجنة تعزيز السلام    "رسوم ترامب" الجمركية تشعل حربًا تجارية .. الصين وكندا والمكسيك ترد بقوة    تجميد المساعدات الأميركية يهدد بتبعات خطيرة على الدول الفقيرة    الرئاسة السورية: الشرع يزور السعودية    طقس الأحد: أجواء باردة وصقيع مرتقب بهذه المناطق    تفكيك شبكة صينية لقرصنة المكالمات الهاتفية بطنجة    روبرتاج بالصور.. جبل الشويحات بإقليم شفشاون وجهة سياحة غنية بالمؤهلات تنتظر عطف مسؤولين للتأهيل    السلطات الأسترالية تعلن وفاة شخص وتدعو الآلاف لإخلاء منازلهم بسبب الفيضانات    حريق مُهول يأتي على ورش للنجارة بمراكش    دراسة: هكذا تحمي نفسك من الخَرَفْ!    ائتلاف حقوقي: تجميد "ترانسبارانسي" عضويتها من هيئة الرشوة إعلان مدوي عن انعدام الإرادة السياسية في مواجهة الفساد    الجمعية المغربية لدعم إعمار فلسطين تجهز مستشفى الرنتيسي ومستشفى العيون باسطوانات الأكسجين    استئناف المفاوضات بين حماس وإسرائيل الاثنين بعد رابع عملية تبادل للرهائن والمسجونين    المنتخب الوطني لأقل من 14 سنة يجري تجمعا إعداديا بسلا    الصين: شنغهاي تستقبل أكثر من 9 ملايين زائر في الأيام الأربعة الأولى من عطلة عيد الربيع    طنجة تتأهب لأمطار رعدية غزيرة ضمن نشرة إنذارية برتقالية    تساقطات ثلجية وأمطار قوية محليا رعدية مرتقبة الأحد والاثنين بعدد من أقاليم المغرب    توقيف 3 صينيين متورطين في المس بالمعطيات الرقمية وقرصنة المكالمات الهاتفية    ريدوان يخرج عن صمته بخصوص أغنية "مغربي مغربي" ويكشف عن مشروع جديد للمنتخب    ريال مدريد يتعثر أمام إسبانيول ويخسر صدارة الدوري الإسباني مؤقتًا    أولياء التلاميذ يؤكدون دعمهم للصرامة في محاربة ظاهرة 'بوحمرون' بالمدارس    شركة "غوغل" تطلق أسرع نماذجها للذكاء الاصطناعي    الشراكة المغربية الأوروبية : تعزيز التعاون لمواجهة التحديات المشتركة    CDT تقر إضرابا وطنيا عاما احتجاجا على قانون الإضراب ودمج CNOPS في CNSS    هذا هو برنامج دور المجموعات لكأس إفريقيا 2025 بالمغرب    توقعات احوال الطقس ليوم الاحد.. أمطار وثلوج    تحويلات المغاربة المقيمين بالخارج فاقت 117 مليار درهم خلال 2024    مؤسسة طنجة الكبرى تحتفي بالكاتب عبد السلام الفتوح وإصداره الجديد    مقترح قانون يفرض منع استيراد الطماطم المغربية بفرنسا    حجز أزيد من 700 كيلوغرام من اللحوم الفاسدة بطنجة    تفشي "بوحمرون" في المغرب.. أرقام صادمة وهذه هي المناطق الأكثر تضرراً    الانتقال إلى دوري قطر يفرح زياش    زكرياء الزمراني:تتويج المنتخب المغربي لكرة المضرب ببطولة إفريقيا للناشئين بالقاهرة ثمرة مجهودات جبارة    مسلم يصدر جديده الفني "براني"    المجلس العلمي المحلي للجديدة ينظم حفل تكريم لرئيسه السابق العلامة عبدالله شاكر    رحيل "أيوب الريمي الجميل" .. الصحافي والإنسان في زمن الإسفاف    بنعبد الله يدين قرارات الإدارة السورية الجديدة ويرفض عقاب ترامب لكوبا    ثمن المحروقات في محطات الوقود بالحسيمة بعد زيادة جديد في الاسعار    لمن تعود مسؤولية تفشي بوحمرون!    المغرب التطواني يتمكن من رفع المنع ويؤهل ستة لاعبين تعاقد معهم في الانتقالات الشتوية    لقجع: منذ لحظة إجراء القرعة بدأنا بالفعل في خوض غمار "الكان" ولدينا فرصة لتقييم جاهزيتنا التنظيمية    العصبة الوطنية تفرج عن البرمجة الخاصة بالجولتين المقبلتين من البطولة الاحترافية    الولايات المتحدة الأمريكية.. تحطم طائرة صغيرة على متنها 6 ركاب    بنك المغرب : الدرهم يستقر أمام الأورو و الدولار    المغرب يتجه إلى مراجعة سقف فائض الطاقة الكهربائية في ضوء تحلية مياه البحر    القاطي يعيد إحياء تاريخ الأندلس والمقاومة الريفية في عملين سينمائيين    الإعلان عن تقدم هام في التقنيات العلاجية لسرطانات البروستات والمثانة والكلي    غزة... "القسام" تسلم أسيرين إسرائيليين للصليب الأحمر بالدفعة الرابعة للصفقة    محاضرة بأكاديمية المملكة تُبعد نقص الذكاء عن "أطفال صعوبات التعلم"    هواوي المغرب تُتوَّج مجددًا بلقب "أفضل المشغلين" لعام 2025    أي دين يختار الذكاء الاصطناعي؟    الممثلة امال التمار تتعرض لحادث سير وتنقل إلى المستشفى بمراكش    الفنانة دنيا بطمة تغادر السجن    نتفليكس تطرح الموسم الثالث من مسلسل "لعبة الحبار" في 27 يونيو    أربعاء أيت أحمد : جمعية بناء ورعاية مسجد "أسدرم " تدعو إلى المساهمة في إعادة بناء مسجد دوار أسدرم    غياب لقاح المينانجيت في الصيدليات يعرقل سفرالمغاربة لأداء العمرة    أرسلان: الاتفاقيات الدولية في مجال الأسرة مقبولة ما لم تخالف أصول الإسلام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



القمة المغربية الخليجية تؤكد الثوابت: علاقات استثنائية ومصالح مشتركة وأنظمة راشدة *خطاب ملكي تاريخي يؤكد موقع المغرب المتقدم في العلاقات الدولية ويكشف ملابسات تورط بان كي مون في استهداف المغرب
نشر في العلم يوم 22 - 04 - 2016

*جلالة الملك في خطابه امام القمة المغربية الخليجية بالرياض: المنطقة العربية تعيش على وقع محاولات تغيير الأنظمة وتقسيم الدول مع ما يواكب ذلك من قتل وتشريد وتهجير لأبناء الوطن العربي *المغرب يعتبر دائما أمن واستقرار دول الخليج العربي من أمن المغرب انعقدت القمة المغربية الخليجية التي احتضنتها الرياض بالمملكة العربية السعودية بحضور جلالة الملك محمد السادس وإخوته ملوك وأمراء دول الخليج في ظروف دقيقة يمر بها المغرب خاصة فيما يتعلق بشراكته مع الاتحاد الأروبي أو بالتطورات الخطيرة التي عرفتها قضية وحدته الترابية اثر الانزلالقات غير البريئة التي انحاز فيها الأمين العام للأمم المتحدة لأطروحة الانفصال إثر زيارته الأخيرة لمخيمات تندوف.
وهي الانزلاقات غير البريئة والتي تحركها أيادي من وراء الأمين العام للأمم المتحدة الذي استعمل لأداء هذه المهمة معتمدا على تقارير مبعوثين غير محايدين سبق للمغرب أن احتج على انحيازهم وعلى رأسهم كريستوفر روس وأيضا البعثة الأممية الموجودة بالأقاليم الجنوبية والتي كانت محط انتقاد من طرف المغرب بسبب تصرفاتها التي تريد أن تخرج عن المهمة الأساسية لبعثة المينورسو.
وتأتي قمة الخليج بين المغرب ودوله لتؤكد من جديد موقفها المبدئي لدول الخليج الشقيقة الداعم لمغربية الصحراء. ومساندتهم لمبادرة الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب كأساس لحل هذا النزاع المفتعل واعرب قادة الخليج عن رفضهم لأي مساس بالمصالح العليا للمغرب ازاء المؤشرات الخطيرة التي شهدها المغرب في الأسابيع الأخيرة.
كما أكدوا على استمرار التشاور والتنسيق من أجل دعم الشراكة القائمة بين دول المجلس والمملكة المغربية وهي الشراكة التي تنتظرها آفاقا واعدة باستثمارات مهمة.
وهي الشراكة التي تأخذ أولا البعد الاقتصادي الداعم للتنمية التي يشهدها المغرب في كافة المجالات، ثم من خلالها دعم سياسي أمام كل المحاولات التي تريد استعمال الورقة الاقتصادية ضد المغرب للتأثير على مصالحه العليا ومنها قضية الوحدة الترابية للمملكة، عبر وسائط متعددة ومنها على الخصوص الدفع ببعض الجهات الأروبية الى معاكسة المغرب في وحدته الترابية كما قامت بذلك المحكمة الأوروبية التي أصدرت قراراً سياسيا وليس قضائيا ضد الاتفاق بين المغرب والاتحاد الأوروبي للتأثير على سيادته على الأقاليم الجنوبية.
وتأتي القمة المغربية الخليجية لتعطي نفسا آخر للشراكات المتعددة التي انفتح عليها المغرب.
وكانت المملكة العربية السعودية قد قامت إثر ذلك بالتفاتة رمزية ذات ابعادا سياسية واضحة عندما زار وفد من رجال الأعمال السعوديين الأقاليم الجنوبية مؤكدا استثمارات مهمة فيها. وهي إشارة واضحة لمن كان يريد إضعاف المغرب من هذا الجانب. وكان جلالة الملك في خطابه أمام إخوانه وأشقائه ملوك وأمراء دول الخليج قد عبر عن اعتزازه وتقديره للدعم المادي والمعنوي الذي تقدمه هذه الدول للمغرب في انجاز مشاريع هالتنموية والدفاع عن قضاياه العادلة، وأكد أن اللقاء يجسد عمق روابط الأخوة والتقدير التي تجمع المغرب مع بلدان الخليج الشقيقة رغم المسافات الجغرافية.
ولم يفت جلالة الملك التأكيد على الظروف الدقيقة التي انعقدت فيها هذه القمة التي تشهد تربصا بالأمة العربية ومحاولات تقسيمها والتي نجحت في بعض بلدان الشرق العربي وهي الآن تستهدف غربه في محاولة لضرب التجارب السياسية المستقرة والناجحة في غرب العالم العربي وفي شرقه.
وأشار جلالة الملك إلى المناورات التي تستهدف الوحدة الترابية للمغرب في محاولة للضغط عليه وابتزازه.
وشكر جلالة الملك أشقاءه ملوك وأمراء دول الخليج على دعمهم للوحدة الترابية للمملكة وهي الدعوى التي تجاوب معها إخوانه للدعم الدائم النابع من القناعات والقيم المشتركة.
*جلالة الملك في خطابه امام القمة المغربية الخليجية بالرياض:
المنطقة العربية تعيش على وقع محاولات تغيير الأنظمة وتقسيم الدول مع ما يواكب ذلك من قتل وتشريد وتهجير لأبناء الوطن العربي
*المغرب يعتبر دائما أمن واستقرار دول الخليج العربي من أمن المغرب
القى جلالة الملك محمد السادس الأربعاء الماضي بالرياض خطابا امام القمة المغربية الخليجية تناول فيه ابعاد الشراكة الاستراتيجية ومقاصدها لتمتين العلاقات التاريخية والاقتصادية والأمنية.
وشدد جلالته على وجود تهديدات واخطار تحاول المساس بامن واستقرار المنطقة العربية في ظل خلط للمواقف وازدواجية الخطاب. مؤكدا ان المغرب اضحى يواجه حربا بالوكالة تستهدف وحدته الترابية. وفي ما يلي نص الخطاب الملكي:
الحمد لله، والصلاة والسلام على مولانا رسول الله وآله وصحبه.
تإخواني أصحاب الجلالة والسمو،
أصحاب المعالي والسعادة،
جئت اليوم، بقلب ملؤه المحبة والاعتزاز، كعادتي عند ما أحل بمنطقة الخليج العربي.
توأود بادئ ذي بدء، أن أعبر عن شكري لأخينا خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، على تفضله باستضافة هذه القمة الهامة، ولكافة قادة دول مجلس التعاون الخليجي، على مشاركتهم فيها.
تكما أعرب لكم عن اعتزازي وتقديري، للدعم المادي والمعنويتالذي تقدمونه للمغرب، في انجاز مشاريعه التنموية، والدفاع عن قضاياه العادلة.
تفلقاؤنا اليوم، يجسد عمق روابط الأخوة والتقدير، التي تجمعنا، وقوة علاقات التعاون والتضامن، بين بلداننا.
تفرغم بعد المسافات الجغرافية، التي تفصل بيننا، توحدنا والحمد لله، روابط قوية، لا ترتكز فقط على اللغة والدين والحضارة، وإنما تستند أيضا، على التشبث بنفس القيم والمبادئ، وبنفس التوجهات البناءة.
كما نتقاسم نفس التحديات، ونواجه نفس التهديدات، خاصة في المجال الأمني.
ولكن، لماذا هذه القمة الأولى من نوعهاتولماذا اليوم؟
لقد تمكنا من وضع الأسس المتينة لشراكة استراتيجية، هي نتاج مسار مثمر من التعاون، على المستوى الثنائي، بفضل إرادتنا المشتركة.
تفالشراكة المغربية الخليجية، ليست وليدة مصالح ظرفية، أو حسابات عابرة. وإنما تستمد قوتها من الإيمان الصادق بوحدة المصير، ومن تطابق وجهات النظر، بخصوص قضايانا المشتركة.
تلذا، نجتمع اليوم، لإعطاء دفعة قوية لهذه الشراكة، التي بلغت درجة من النضج، أصبحت تفرض علينا تطو ير إطارها المؤسسي، وآلياتها العملية.
ت وهي خير دليل على أن العمل العربي المشترك، لا يتم بالاجتماعات والخطابات ولا بالقمم الدورية الشكلية، أو بالقرارات الجاهزة، غير القابلة للتطبيق، وإنما يتطلب العمل الجاد، والتعاون الملموس، وتعزيز التجارب الناجحة، والاستفادة منها، وفي مقدمتها التجربة الرائدة لمجلس التعاون لدول الخليج العربي.
إنها رسالة أمل لأنفسنا، واشارة قوية لشعوبنا، على قدرتنا على بلورة مشاريع تعبوية مشتركة.
احترام سيادة الدول
تإن هذه القمة تأتي في ظروف صعبة. فالمنطقة العربية تعيش على وقع محاولات تغيير الأنظمةتوتقسيم الدول، كما هو الشأن في سوريا والعراق وليبيا مع ما يواكب ذلك من قتل وتشريد وتهجير لأبناء الوطن العربي.
فبعدما تم تقديمه كربيع عربي، خلف خرابا ودمارا ومآسي إنسانية، ها نحن اليوم نعيش خريفا كارثيا، يستهدف وضع اليد على خيرات باقي البلدان العربية، ومحاولة ضرب التجارب الناجحة لدول أخرى كالمغرب، من خلال المس بنموذجه الوطني المتميز.
تإننا نحترم سيادة الدول، ونحترم توجهاتها، في إقامة وتطوير علاقاتها، مع من تريد من الشركاء.
ولسنا هنا لنحاسب بعضنا على اختياراتنا السياسية والاقتصادية.
غير أن هناك تحالفات جديدة، قد تؤدي إلى التفرقة، وإلى إعادة ترتيب الأوراق في المنطقة. وهي في الحقيقة، محاولات لإشعال الفتنة، وخلق فوضى جديدة، لن تستثني أي بلد. وستكون لها تداعيات خطيرة على المنطقة، بل وعلى الوضع العالمي.
ومن جهتهتفالمغرب رغم حرصه على الحفاظ على علاقاته الاستراتيجية مع حلفائه، قد توجه في الأشهر الأخيرةتنحو تنويع شراكاته، سواء على المستو ى السياسي او الاستراتيجي أو الاقتصادي.
توفي هذاتالإطار، تندرج زيا رتنا الناجحة إلى روسيا، خلال الشهر الماضي، والتي تميز ت بالارتقاء بعلاقاتنا إلى شراكة استراتيجية معمقة، والتوقيع على اتفاقيات مهيكلة، في العديد من المجالات الحيوية.
كما نتوجه لإطلاق شراكات استراتيجية مع كل من الهند وجمهورية الصين الشعبية، التي سنقوم قريبا، إن شاء الله، بزيارة رسمية إليها.
تتت فالمغرب حر في قراراته واختياراته وليس محمية تابعة لأي بلد. وسيظل وفيا بالتزاماته تجاه شركائه، الذين لا ينبغي أن يروا في ذلك أي مس بمصالحهم
ومن ثم، فإن عقد هذه القمة، ليس موجها ضد أحد بشكل خاص، ولاسيما حلفاءنا. إنها مبادرة طبيعية ومنطقية لدول تدافع عن مصالحها مثل جميع الدول، علما أن أشقاءنا في الخليج، يتحملون تكاليف وتبعات الحروب المتوالية، التي تعرفها المنطقة.
خلط في المواقف
تإن الوضع خطير، خاصة في ظل الخلط الفاضح في المواقف، وازدواجية الخطاب بين التعبير عن الصداقة والتحالف، ومحاولا ت الطعن من الخلف.
فماذا يريدون منا؟
تإننا أمام مؤامرات تستهدف المس بأمننا الجما عي. فالأمر واضح، ولا يحتاج إلى تحليل. إنهم يريدون المس بما تبقى من بلداننا، التي استطاعت الحفاظ على أمنها واستقرارها، وعلى استمرار أنظمتها السياسية.
توأقصد هنا دول الخليجتالعربي والمغرب والأردن، التي تشكل واحة أمن وسلام لمواطنيها، وعنصر استقرار في محيطها.
إننا نواجه نفس الأخطار، ونفس التهديدات، على اختلاف مصادرها ومظاهرها.
تفالدفاع عن أمننا ليس فقط واجبا مشتركا، بل هو واحد لا يتجزأ. فالمغرب يعتبر دائما أمن واستقرار دول الخليج ا لعربي، من أمن المغرب. ما يضركم يضرنا وما يمسنا يمسكم.
وهو ما يحر ص على تجسيده في كل الظروف والأحوال، للتصدي لكل التهديدات، التي تتعرض لها المنطقة، سواء في حرب الخليج الأولى، أو في عملية إعادة الشرعية لليمن، فضلا عن التعاون الأمني والاستخباراتي المتواصل.
الصحراء قضية دول الخليج أيضا
إن المخططات العدوانية، التي تستهدف المس باستقرارنا، متواصلة ولن تتوقف. فبعد تمزيق وتدمير عدد من دول المشرق العربي، ها هي اليوم تستهدف غربه. وآخرها المناورات التي تحاك ضد الوحدة الترابية لبلدكم الثاني المغرب.
توهذا ليس جديدا. فخصوم المغرب يستعملون كل الوسائل، المباشرة وغير المباشرةتفي مناوراتهم المكشوفة.
فهم يحاولون حسب الظروف، إما نزع الشرعية عن تواجد المغرب في صحرائه، أو تعزيز خيار الاستقلال وأطروحة الانفصال، أو إضعاف مبادر ة الحكم ا لذا تي، التي يشهد المجتمع ا لدولي بجديتها ومصد اقيتها.
ت ومع التمادي في المؤامرات، أصبح شهر أبريل، الذي يصادف اجتماعا ت مجلس الأمن حول قضية الصحراء، فزاعة تر فع أمام المغرب، وأداة لمحاولة الضغط عليه أحيانا، ولابتزازه أحياناتأخرى.
ولا يفوتنا هنا، أن نعبر لكم عن اعتزازنا وتقديرنا، لوقوفكم الدائم إلى جانب بلادناتفي الدفاع عن وحدتها الترابية.
فالصحراء المغربية كانت دائما قضية دول الخليج أيضا وهذا ليس غريبا عنكم.
ت ففي سنة 1975، شاركت في المسير ة الخضراء، لاسترجاع أقاليمنا الجنوبية، وفود من السعودية والكويت وقطر وسلطنة عمان والإمارات، التي تميزت بحضور أخينا سمو الشيخ محمد بن زايد آ ل نهيان ولي عهد أبو ظبي، الذي كان عمره آنذاك 14 سنة.
ومنذ ذ لك الو قت، لم تدخر دول الخليج أي جهد، من أجل نصرة قضيتنا العادلة، والدفاع عن سيادة المغرب على كامل أراضيه. وهو ما أكدتموه خلال الأزمة الأخير ة مع الأمين العام للأمم المتحدة.
غير أن الوضع خطير هذه المرة، وغير مسبوق في تاريخ هذا النزاع المفتعل، حول مغربية الصحراء.
فقد بلغ الأمر إلى شن حرب بالوكالة، باستعمال الأمين العام للأمم المتحدة، كوسيلة لمحاولة المس بحقوق المغرب التاريخية والمشروعة في صحرائه، من خلال تصريحا ته المنحازة وتصرفاته غير المقبولة، بشأن الصحراء المغربية.
ولكن لا تستغربوا فإذا عرف السبب بطل العجب فماذا يمكن للأمين العام، أن يفعله وهو يعتر ف بأنه ليس على اطلاع كامل على ملف الصحراء المغربية، مثل العديد من القضايا الأخرى. بل إنه يجهل تطوراته الدقيقة، وخلفياته الحقيقية.
توماذا يمكن للأمين العام القيام به، وهو رهينة بين أيدي بعض مساعديه ومستشاريه، الذين يفوض لهم الاشراف على تدبير عدد من القضايا الهامة، ويكتفي هو بتنفيذ الاقتراحات التي يقدمونها له.
ومعروف أن بعض هؤلاء الموظفين لهم مسارات وطنية، وخلفيات سياسية، ويخد مون مصالح أطرا ف أخرى، دون التزام بما يقتضيه منهم الانتماء لمنظمة الأمم المتحدة، من واجب الحياد والموضوعية، الذي هو أساس العمل الأممي.
ت
المغرب دائم التنسيق حول وحدته الترابية
فالأمين العام، رغم تقديرنا الشخصي له، ما هو إلا بشر. لا يمكنه الإلمام بكل القضايا المطروحة علىتالأمم المتحدة وإيجاد الحلو ل لكل الأزمات والخلافات عبر العالم.
توأود التأكيد هنا، أن المغرب ليس له أي مشكل مع الأمم المتحدة، التي هو عضو نشيط فيها، ولا مع مجلس الأمن، ا لذي يحترم أعضاءه، ويتفاعل معهم باستمرار؛ وإنما مع الأمين ا لعام، وخاصة بعض مساعديه، بسبب مواقفهم المعادية للمغرب.
والمغرب كان دائم التنسيق، بخصوص هذ ا النزاع المفتعل، حو ل وحدتنا الترابية، مع أصدقائه التقليديين، كالولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا واسبانيا، ومع أشقائه العرب، خاصة دول الخليج، والأفارقة كالسنغال وغينيا وكوت ديفوا ر والغابون.
غير أن المشكل يبقى مطروحا مع المسؤولين بالإدارات، التي تتغير بشكل مستمر، في بعض هذه الدول.
ومع كل تغيير يجب بذ ل الكثير من الجهود، لتعر يفهم بكل أبعاد ملف الصحراء المغربية، وبخلفياته الحقيقية، وتذكيرهم بأن هذا النزاع، الذي دام أ زيد من أربعين سنة، خلف العديد من الضحا يا، وتكا ليف مادية كبيرة، وبأن قضية الصحراء هي قضية كل المغاربة، وليست قضية القصر الملكي لوحده.
أصحاب الجلالة والسمو،
تلقد حان وقت الصدق والحقيقة إن العالم العربي يمر بفترة عصيبة. فما تعيشه بعض الدول ليس استثناء، وإنما يدخل ضمن مخططات مبرمجة، تستهدفنا جميعا.
الإرهاب ذريعة للتقسيم واشعال الفتن
فالإرهاب لا يسيء فقط لسمعة الإسلام والمسلمين، وإنما يتخذه البعض ذريعة لتقسيم دولنا، وإشعال الفتن فيها.
توهو ما يقتضي فتح نقاش صريح وعميق، بين المذاهب الفقهية، قصد تصحيحتالمغالطات، وإبرا ز الصورة الحقيقية للإسلام، والرجوع للعمل بقيمنا السمحة.
إن الأمر لا يتعلق بقضية في دولة معينة، وإنما بحاجتنا إلى وعي جماعي بهذه التحديات، وبإرادة حقيقية لتجديد عقدنا الاستراتيجي مع شركائنا، بناء على محددات واضحة المعالم، تضبط علاقاتنا خلال العشريات المقبلة.
تإننا نعيش مرحلة فاصلة، بين ماذا نر يد، وكيف يريد الآخرون أن نكون.
تإننا اليوم، أكثر حاجة لوحدة ووضوح المواقف، بين كل الدول العربية. فإما أ ن نكون جميعا كالجسد الواحد والبنيان المرصوص، يشد بعضه بعضا، أو أن نكون كما لا نريد.
وفقنا الله لما فيه خير شعوبنا وأمتنا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.