سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بان كي مون يزيد الأزمة التهابا.. قرارات قوية للحكومة المغربية: خفض حجم الشق السياسي والمدني للمينورسو *إلغاء المساهمة الطوعية في عمل المينورسو *بحث صيغ سحب التجريدات المغربية
ما زالت لغة التصعيد تؤثث واقع ومستقبل علاقات المغرب بالامانة العامة للامم المتحدة وتحبل يوميا بالعديد من ردود الفعل التي تعبد الطريق تدريجيا و بسرعة مثيرة لمرحلة القطيعة النهائية بين الطرفين . وزارة الخارجية والتعاون التي أكدت في بلاغ لها مساء أول أمس الثلاثاء رسميا لقاء وزير الخارجية صلاح الدين مزوار ببان كي مون مضيفة أن خطوة توجه مزوار الى نيويورك الاثنين الماضي للقاء الامين العام للأمم المتحدة قد تمت بناء على تعليمات ملكية سامية . بلاغ وزارة الشؤون الخارجية والتعاون كشف عن جملة من القرارات والخطوات،الاستعجالية للرد على التصريحات غير المقبولة للأمين العام للأمم المتحدة، ، والانزلاقات غير المقبولة المسجلة خلال زيارته الأخيرة للمنطقة، حيث قررت المملكة المغربية التقليص الملحوظ، خلال الأيام المقبلة، لجزء هام من المكونات المدنية، وخاصة السياسية ل «المينورسو» وهو ما يعني في العرف الدبلوماسي أن الرباط ستقوم بمطالبة جزء من أفراد بعثة المينورسو وخاصة الذين تحوم حولهم شبهات بمحاباة وتقديم خدمات لجبهة الانفصاليين بمغادرة التراب الوطني . كما قررت الحكومة المغربية إلغاء مساهمتها الطوعية في عمل المينورسو، كما قررت بحث صيغ سحب التجريدات المغربية المنخرطة في عمليات حفظ السلام . خطوة التصعيد الجديدة للمملكة تجد تبريراتها ودوافعها فيما جرى بنيويورك بداخل القاعة التي احتضنت لقاء وفدي المغرب بقيادة مزوار والأمم المتحدة بقيادة بان كي مون، وبحضور مبعوثه الشخصي كريستوفر روس أو خارج القاعة من خلال ما تردد على لسان المتحدث باسم الامين العام في تصريحه الصحفي اليومي. فالمتتبعون لشريط الفيديو الموثق للقاء سيقفون عند طريقة الاستقبال البارد الذي خصصه بان كي مون لمزوار والمصافحة الجافة التي خصه بها رغم أن الوزير المغربي كان السباق الى التحية ليفاجأ كما يؤكده شريط الفيديو بالامين العام للامم المتحدة يمد يده ببرود و معالم الجفاء والتذمر واضحتان على محياه . المتحدث باسم بان كي مون زاد في شحن أجواء ما بعد اللقاء الذي غابت عنه بروتوكولات الحميمية المعتادة في مثل هذه المواقف، حيث أكد للصحافة أن بان كي مون لا توجد لديه نية للتراجع عن استخدام كلمة «احتلال» في توصيفه للأوضاع التي يعيشها النازحون في المخيمات، بسبب قضية الصحراء. ستيفان دوجاريك ورغم اقراره بوجود اتصالات مكثفة جرت بين كبار العاملين بالمنظمة الدولية والمملكة المغربية، عقب البيان الذي أصدره مكتب الأمين العام، ليلة الإثنين للرد على اتهامات الرباط له الا أنه جزم أن لجوء بان كي مون إلى استخدام كلمة «احتلال» كان للتعبير عن رأيه الشخصي فيما يخص الأحوال التي شاهدها في مخيمات النازحين عندما قام بزيارته إلى المنطقة مؤخراً وهذا يعني أنه وكحصيلة للمستجدات أن الانطباعات والمواقف الشخصية لبان كي مون التي عبر عن جلها بالواضح والمرموز بتندوف أو بالجزائر هي التي ستتحكم في ديباجة و جوهر التقرير الذي سيرفعه قريبا إلى مجلس الأمن حول مستجدات قضية النزاع المفتعل، والتي يتأكد من الآن أنها ستكون عدائية للرباط ومناهضة تماما للمصالح العليا للمملكة وهذا ما يبرر بالقطع مؤشرات التصعيد المتتالية والمتدرجة والتي من المرجح أن تسترسل بشكل منذر، اللهم إذا وقعت تدخلات من أطراف خارجية للملمة الموضوع وإخماد جذوة النيران المشتعلة قبل أن يمتد لهيبها إلى هوامش أخرى يصعب معه السيطرة على عواقبها المتعددة .