قررت الرباط "تقليصا ملموسا" لمساهمتها المدنية في بعثة الأممالمتحدة في الصحراء، مع بحث احتمال سحب العسكريين المغاربة من قوات حفظ السلام الدولية التي تشارك بها، وذلك ردا على تصريحات للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون حول الصحراء. وقال بان كي مون السبت 5 مارس خلال تفقده مخيمات الصحراويين قرب تندوف في الجزائر، بحسب ما نقلت عنه وسائل إعلام محلية، أنه يتفهم "غضب الشعب الصحراوي تجاه استمرار احتلال أراضيه". وذكر بيان صادر عن وزارة الشؤون الخارجية والتعاون المغربية ليل الثلاثاء الأربعاء إن المملكة المغربية "قررت اتخاذ تدابير فورية (...) عقب التصريحات غير المقبولة والتصرفات المرفوضة للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، خلال زيارته الأخيرة للمنطقة". وتتمثل هذه التدابير حسب البيان في "إجراء تقليص ملموس خلال الأيام المقبلة لجزء كبير من المكون المدني وخاصة الشق السياسي من بعثة المينورسو (البعثة الأممية لتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية)، وإلغاء المساهمة الإرادية التي تقدمها المملكة لسير عمل البعثة الأممية". وكشف بيان الخارجية الذي نشرته وكالة الأنباء الرسمية، أن الرباط "تبحث صيغ سحب التجريدات المغربية المنخرطة في عمليات حفظ السلم". كما لوح البيان بأن "المملكة المغربية تحتفظ بحقها المشروع في اللجوء إلى تدابير أخرى قد تضطر إلى اتخاذها للدفاع، في احترام تام لميثاق الأممالمتحدة، عن مصالحها العليا وسيادتها ووحدتها الترابية". وجاء البيان بعد لقاء جمع الإثنين الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ووزير الخارجية والتعاون المغربي صلاح الدين مزوار الذي سافر إلى نيويورك بأمر من الملك محمد السادس ل"تلقي تفسيرات" من الأمين العام حول تصريحاته. لكن بيانا صدر عن بان كي مون عبر عن "خيبته البالغة وغضبه إزاء المسيرات التي نظمت الأحد (في الرباط)، واستهدفته شخصيا"، معتبرا أن "مثل تلك الهجمات مهينة له وللأمم المتحدة". وطلب من الوزير "ضمان أن تحظى الأممالمتحدة بالاحترام في المغرب".