التزمت الحكومة الصمت تجاه الزيارة الأخيرة لبان كي مون للمنطقة و لم يصدر عن الخارجية المغربية الى حدود وقت متأخر من مساء الاثنين أي تصريح أو موقف من دعوة الأمين العام ألأمميت للعودةت الى مسارت المفاوضات في ظل تسريبات تتحدث عن برمجة كريستوفر روس لزيارة للرباط الأسبوع الأخير من شهر مارس الجاريت و تأكيد وكالة الإنباء الاسبانية أنها ربطت الاتصال بوزارة الخارجية المغربية التي رفضت التعليق. وتكتمت الحكومة المغربية على جولة بان كي مون الأخيرة و لم تكلف نفسها حتى نفي أو تكذيب شائعات جرى تداولها على نطاق واسع من طرف الإعلام الدولي المتعاطف مع الطرح الانفصالي مفادها منع المغرب طائرة بان كي مون من الهبوط بمطاري العيون و الداخلة . و يبدو أن الدبلوماسية المغربية ستكون مجددا أمامت منطق الأمر الواقع إذا تحادثت مع روس نهاية مارس أي أياما فقط قبل الموعد النهائي لتسليم الأمين العام لتقريره لمجلس الأمن و هو ما يعني أن زيارة روس ستكون محكومة بالفشل مسبقا بالنظر إلى الضغط السياسي و النفسي الذي سيكون مسلطا على الرباط قبل مناقشة مجلس الأمن لتقرير بان و البث فيه . و من الواضح أن الخارجية المغربية ممتعضة من تصريحات بان كي مون بتندوف والجزائر لكنها تتلكأ في إعلان موقف صريح في انتظار أن تستجمع كافة المعطيات المتصلة بجولة بان كي مون و قد تختار مجددا خيار التصعيد الذي سيقوي و يكشف إلى العلن حجم التوتر الحقيقي في علاقات المغرب بالأممالمتحدة بعد أن ظلت معالم هذا التوتر خفية منذ أشهر ويتم تصريفه فقط في كواليس الأممالمتحدة . الرباط تدرك في الغالب أن تصريحاتت بان كي مون ألأخيرة أبانت عن انحياز واضح و صريح للطرف الانفصالي , فالأمين العام ألأممي غازل بشكل علني و مباشر قيادة الانفصاليين و ناب عنهم و عن الجزائر في ترديد اسطوانة تقرير المصير بشكل مبتذل , و هو أيضا تفادى الإشارة إلى السبب الحقيقي للتراجيديا اليومية التي تعيشها مخيمات تندوف فوق التراب الجزائري والمتمثل في رفض الجزائر إحصاء دوليا لساكنة المخيمات و اعتراضها المستمر على زيارة فرق المفوضية الأممية للاجئين للمخيمات . و بان كي مون لم ينبس مرة واحدة خلال جولته الأخيرة بمقترح الحكم الذاتي المقدم من طرف المغرب و تعمد تجاهله في تصريحاته الرسمية رغم أنه كان عدة مرات موضوع إشادة شخصية بتقاريرهت أو بقرارات مجلس الأمن ذات الصلة بالنزاع المفتعل . الحكومة المغربية توجد في الواقع في وضع حرج و حساس , و لعلها تبحث عن مخرج دبلوماسي يحفظ لها من جهة ماء الوجه و يحول دون دخولها في مواجهة جديدة مع بان كي مون قد تكون نتيجتها أن تفقد الرباط هامش المبادرة للدفاع عن جملةت من الحقوق المغربية التي داسها بان كي مون متعمدا و عن سبق إصرار .