هذا هو حزب الإستقلال، بكل هذا التوهج النضالي يصنع باستمرار الحدث الذي يشد إليه أنظار جميع المغاربة، هذا هو حزب الاستقلال بكل هذا الزخم الشعبي المكثف يعلن عن مواصلة الحضور، بالأمس لم تكن الحياة عادية في كل أرجاء الرباط لسبب واحد لأن هذه العاصمة الأبية المجاهدة كانت تحتضن المؤتمر الخامس عشر لحزب الاستقلال، كل محطات الوصول إليها، البرية والجوية كانت تستقبل منذ الصباح الباكر جماهير المناضلين الاستقلاليات والاستقلاليين، وكانت الشوارع تعج بالحركة التي ضخ الاستقلاليون فيها دماء جديدة. في كل المواقع كانت السواعد الاستقلالية مستعدة ومعبأة لإنجاح الحدث البارز ليس في تاريخ الحزب وحسب ولكن في تاريخ هذا الوطن الأبي، كانت خلايا نحل نشيطة تسير سيران الدم في الجسد الاستقلالي، في مقر المؤتمر، وفي المركز العام لحزب الاستقلال وفي مراكز الإيواء، وأنجزت هذه الخلايا النشيطة المهام في سلاسة. أكثر من 150 صحفي من داخل الوطن وخارجه كانوا أمس يرصدون تفاصيل الحدث البارز، أما قاعة الجلسة الافتتاحية فقد أعطت صورة واضحة جدا عن وزن هذا الحزب وعن التقدير الكبير الذي يحظى به من طرف المجتمع السياسي والنقابي والحقوقي والثقافي والنسائي. جميع الأحزاب من مختلف المشارب وفي مختلف المواقع كانت حاضرة بوفود هامة جدا عن قياداتها، جميع المركزيات النقابية أصرت على تسجيل الحضور والتقط الصحفيون الإشارة القوية التي حملها حضور قيادات نقابية تاريخية ومنظمات عديدة جدا من مختلف الاهتمامات أخذت مواقع لها، شخصيات سياسية وثقافية وفكرية، من باحثين وخبراء ومهتمين كان لحضورهم الدلالات البالغة، السفراء والوزراء والمسؤولون السامون في الدولة، كل المغرب كان ملخصا في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الخامس عشر لحزب الاستقلال الذي سيأخذ بكل تأكيد موقعا بارزا له في تاريخ مؤتمرات الحزب. وأعطى حضور وفود عن الأحزاب الشقيقة والصديقة من فلسطين الصمود وفي تونس وليبيا وتركيا وفرنسا واليابان وبوركينا فاسو وبلجيكا وغيرها صورة عكست الوزن الخارجي للحزب. ألم نقل.. هذا هو حزب علال الفاسي وعبد الحق الطريس والرعيل الأول من الوطنيين الذين خيمت أرواحهم على أشغال الجلسة. غزة كانت حاضرة الى جانب كل مؤتمر ومؤتمرة، إذ اشتعلت القاعة بالهتافات والشعارات التي جددت المساندة المطلقة لغزة الصامدة وأدانت العدو الاسرائيلي الصهيوني. إنها كانت البداية.. بداية فأل خير لمرحلة قادمة يصر الاستقلاليون على المضي قدما فيها لمراكمة الانجازات. والله المعين