سارعت الجزائر أول أمس السبت الى إعلان زيارة للأمين العام للأمم المتحدة اليها الاسبوع الأول من شهر مارس المقبل ، في وقت تتصاعد فيه حدة المناوشات الدبلوماسية في شأن موعد و جدوى جولة لبان كي مون للمنطقة أسابيع فقط، قبل بث مجلس الامن في تقريره المتعلق بتطورات ملف بالصحراء و هو ما تعتبره الرباط فرصة يستغلها لوبي الانفصاليين لتوظيف برنامج الزيارة للدعاية للطرح الانفصالي و بالتالي تقويض مصداقية المنظمة الاممية و الاضرار بسلوك الحياد المفترض في مسلسل وساطتها في أفق تسوية سياسية للنزاع المفتعل . و أكد بيان لوزارة الشؤون الخارجية الجزائرية أن الامين العام للأمم المتحدة سيقوم بزيارة الى الجزائر يومي 6 و 7 مارس المقبل ، و هو الموضوع الذي شكل محور لقاء جمع أول أمس السبت بالعاصمة الجزائرية وزير الشؤون الخارجية والتعاون رمتان لعمامرة، بالمبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلمكلف بالصحراء كريستوفر روس الذي يقوم منذ الخميس الماضي بزيارة للمنطقة قادته الى حدود مساء السبت الى كل من انواكشوط و تندوف ثم الجزائر التي تداول مع مسؤوليها التحضيرات لزيارة بان كي مون . هذا و في الوقت الذي إحتفت فيه قيادة الرابوني بزيارة روس من منطلق أنها تشكل في تقديرها انتصارا دبلوماسيا للوبي الانفصالي الذي استطاع الدفع بزيارة الامين العام الاممي للمنطقة قبل مناقشة مجلس الامن لملف الصحراء نهاية أبريل القادم و تسليط الضغط على الرباط تفيد معطيات غير مؤكدة تم تسريبها أن بان كي مون قد يكون قد إجتهد مع محيطه المقرب للتوصل الى حل وسط يسعى لتفادي إغضاب أي طرف من أطراف الصراع . و تقتضي خطة المسؤول الاممي الذي يغادر منصبه نهاية السنة الجارية ، و هي بمثابة حل وسط الى القيام بزيارة أول شهر مارس تقوده الى نواكشوط تندوف و الجزائر ثم تخصيص الرباط بزيارة مبرمجة بشهر يوليوز المقبل تضم أيضا الأقاليم الجنوبية للمملكة . و تفيد المعطيات ذاتها أن روس قد يحل اليوم بالرباط لجس نبضها حول زيارة بان أو قد يقرر التوجه رأسا من الجزائر الى مدريد قبل زيارة الرباط و هو ما يفسر حسب المتتبعين المباحثات المفاجئة التي أجراها ناصر بوريطة الوزير المنتدب لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون، الخميس الماضي بمدريد، مع كاتب الدولة الاسباني للشؤون الخارجية إغناسيو إيبانييز.