أشرف جلالة الملك محمد السادس، يوم الاثنين بعمالة مقاطعات عين السبع- الحي المحمدي، على إطلاق عدد من المشاريع المهيكلة للنقل والطرق، تروم تحسين إطار عيش الساكنة المحلية ومصاحبة النمو الديموغرافي والحضري الذي تشهده العاصمة الاقتصادية للمملكة. وهكذا، أشرف جلالة الملك على إعطاء انطلاقة المشاريع المتعلقة بإنجاز الخط الثاني لترامواي الدارالبيضاء وتمديد خطه الأول، وتهيئة طرق المدينة، وإحداث بدال(عقدة أ) بمحاذاة مقر المكتب الشريف للفوسفاط وأنفاق على الطريق الوطنية رقم 1 في اتجاه الجديدة، وذلك على مستوى تقاطعي "العمالات" و"القدس"، وتهيئة بدال على مستوى تقاطع سيدي معروف (الشطر الأول). وتعكس هذه المشاريع التي رصدت لها استثمارات تفوق قيمتها 5ر8 مليار درهم، العزم الموصول لجلالة الملك على تمكين الحاضرة الاقتصادية للمملكة من بنيات تحتية حديثة بمعايير دولية، بوسعها إعطاء نفس مستدام لانبعاث المدينة والاستجابة للتطلعات المشروعة لساكنتها. ومن شأن مشروعي إنجاز الخط الثاني لترامواي الدارالبيضاء وتمديد الخط الأول (280ر4 مليار درهم)، على التوالي، المساهمة في حل إشكالية التنقل على مستوى محوري عين الذئاب- سيدي البرنوصي ومحطة نهاية السير الكليات- ليساسفة، وذلك عبر ضمان نوع من التكامل بين شبكتي الحافلات وسيارات الأجرة. ويهم هذان المشروعان، اللذان يشكلان جزء من برنامج شامل لتطوير شبكة ترامواي الدارالبيضاء، الذي رصد له غلاف مالي قدره 16 مليار درهم، والرامي إلى بلوغ 110 كلم قابلة للاستغلال تدريجيا في أفق سنة 2022، إنجاز خط ثاني للترامواي بطول 15 كلم (20 محطة لتوقف الركاب)، إلى جانب تمديد الخط الأول بكيلومترين مع إحداث محطتين للوقوف. وسيصاحب إنجاز هذين المشروعين، اللذان سيمولان من طرف صندوق دعم إصلاح النقل الحضري، وجماعة الدارالبيضاء، وجهة الدارالبيضاء- سطات، والقروض المضمونة، إحداث مركزين للصيانة (سيدي البرنوصي والكليات)، علاوة على أشغال تهيئة الواجهات على الجانبين عبر إنجاز البنية التحتية التقنية (سكك، أرصفة، مآوي، كتينات، إشارات ضوئية) وتأهيل الطرق والأرصفة. أما مشروع تهيئة طرق مدينة الدارالبيضاء (170ر3 مليار درهم)، فسيشمل بالخصوص إعادة تهيئة وبناء قارعة الطريق، وأرصفة وممرات للراجلين، وتقوية شبكة الإنارة العمومية والتشوير، والتأثيث الحضري، وتزيين الطرق والساحات. وسينجز هذا المشروع الذي يروم، بالخصوص، حماية البيئة، وتحسين السلامة الطرقية، وتعزيز جاذبية المدينة، على ستة أشطر خلال الفترة ما بين 2016 و2020، وذلك في إطار شراكة بين وزارة الداخلية والجماعة الحضرية للدار البيضاء. وبالنسبة لمشروع إنجاز بدال (العقدة أ) بمحاذاة مقر المكتب الشريف للفوسفاط وأنفاق على الطريق الوطنية رقم 1 في اتجاه الجديدة، وذلك على مستوى تقاطعي "العمالات" و"القدس"، فيروم حل إشكاليات السير عند المدخل الجنوب- الشرقي لمدينة الدارالبيضاء وتأمين الصلة بين محوري الرباط- الجديدةوالدارالبيضاء- مطار محمد الخامس الدولي. كما سيحفز هذا المشروع، الذي يعد ثمرة شراكة بين وزارتي الداخلية والاقتصاد والمالية، وجماعة الدارالبيضاء، ووكالة التعمير والتنمية أنفا، والذي رصد له غلاف مالي قدره 657 مليون درهم، الولوج المباشر ل "كازا فايننس سيتي" انطلاقا من المطار، كما سيسهل التنقل في اتجاه ليساسفة وطريق الجديدة. وبخصوص مشروع تهيئة بدال على مستوى تقاطع سيدي معروف (الشطر الأول)، فيروم تسوية إشكالية اختناق حركة المرور (17 ألف عربة في ساعة الذروة)، وتحسين الربط بين أقطاب الخدمات الكبرى بالمدينة (كازا فايننس سيتي، تكنوبارك)، ومطار محمد الخامس الدولي، وضمان مزيد من السلامة والانسيابية في حركة المرور على مستوى التقاطع. وسيهم الشطر الأول الذي رصد له غلاف مالي قيمته 442 مليون درهم، بناء قنطرة من صنف الجسور المعلقة، وتهيئة تقاطعين مداريين على الطريق الوطنية رقم 11 ومسالك لولوج القنطرة. وسيمول في إطار شراكة بين وزارتي الداخلية والتجهيز والنقل واللوجستيك وجماعة الدارالبيضاء. وتنسجم مختلف هذه المشاريع، تمام الانسجام، مع أولويات مخطط تنمية مدينة الدارالبيضاء (2015- 2020)، الذي يروم تحسين إطار عيش ساكنة الحاضرة الاقتصادية، والحفاظ على بيئتها وهويتها، وتعزيز موقعها الاقتصادي سعيا إلى جعلها قطبا ماليا دوليا حقيقيا. كماأشرف جلالة الملك محمد السادس، يوم الاثنين بعمالة الدارالبيضاء- أنفا، على إعطاء انطلاقة مشروع تطوير نظام، ذكي وناجع، للمراقبة الحضرية بواسطة الفيديو، من شأنه تأمين الفضاء العمومي بشكل أكبر والتنظيم الدينامي لحركة المرور.ويندرج هذا المشروع الرائد، الأول من نوعه على مستوى المملكة، والذي رصدت له استثمارات بقيمة 460 مليون درهم، في إطار الجهود الرامية إلى ضمان أمن الأشخاص والممتلكات، وخفض معدل الجريمة، وتنظيم حركة النقل، وحماية البنايات والمرافق العمومية ومحيطها.وسيشمل هذا النظام، علاوة على ربطه بكاميرات الترامواي وكاميرات أخرى موجودة سلفا (المطارات، مينائي الدارالبيضاء والمحمدية، الأسواق التجارية الكبرى والأبناك) تثبيت 760 كاميرا مراقبة متعددة الاستعمالات، ومد 220 كلم من الألياف البصرية، وتهيئة مركزين رئيسيين و22 مركزا متنقلا. كما سيمكن من التعرف على السيارات المسروقة، وحساب سرعة السير، والتتبع الأوتوماتيكي للأجسام المتحركة، والتدبير الديناميكي للخريطة، إلى جانب إنشاء قاعدة معلومات لتحديد الهويات. وبهذه المناسبة، أشرف جلالة الملك، حفظه الله، على وضع الحجر الأساس لبناء مركز رئيسي للمراقبة وتنظيم حركة المرور، القلب النابض لهذا النظام الخاص بالمراقبة الحضرية بواسطة الفيديو.