ما تزال الأفلام التي تمثل المغرب في المسابقة الرسمية تسيل الكثير من المداد ، وبعد مرور أكثر من ربع قرن على ميلاد المهرجان لم يتوج أي فيلم مغربي بالجائزة الكبرى ، ليطرح السؤال من جديد بعد عرض فيلم " المتمردة " للمغربي جواد غالب المقيم ببلجيكا ، من المسؤول عن اختيار الأفلام التي تمثل المغرب ؟ طرح هذا السؤال بإلحاح شديد بين المهتمين ، أولا ، غيرة عن صورة المغرب السينمائية ، وثانيا ، على المستوى الفني الهزيل للفيلم ، رغم وجود أفلام معروفة بقوتها وحنكة مخرجيها تشارك في مهرجانات عالمية ، منها المخرجين " حكيم بلعباس " و "هشام العسري " الذين سيشاركان في مهرجان دبي الذي ستنطلق فعالياته غدا . فيلم " المتمردة " لم يستطع أن يقنع المتلقي المتعطش للسينما ، بسبب اقترابه من الأفلام التلفزية وأيضا لتفكك السيناريو وعدم سلاسة الأحداث التي تبدو من الوهلة الأولى غير طبيعية ، و غالبيتها مصطنعة وفجة ، و بعض المشاهد تبدو مقحمة ، وتبرز المغرب الحالي و كأنه مازال يعيش في سنوات الرصاص . يتناول الشريط حكاية " ليلى " التي ولدت بالمغرب و تتقن الفرنسية بطلاقة ولا تعرف كلمة واحدة بالعربية ، تناضل في صفوف حركة عشرين فبراير ، فتعقل في إحدى المظاهرات وتتعرض للتعذيب و تحبس في سجن انفرادي حتى يكتمل التحقيق ، وبعد إطلاق سراحها تقرر السفر إلى بلجيكا بدون أن يتمكن المخرج من تقديم سبب مقنع من هذا التحول . في بلجيكا تحط الرحال بمزرعة عائلية للتفاح يديرها " أندرو " وتكتشف النظام الجائر الذي ينتهك الحقوق المهنية والإنسانية للعمال والعاملات ، خصوصا من ذوي عقود العمل الموسمية. ليلى التي كانت ناشطة من أجل الديموقراطية في بلادها ستحاول الدفاع عن نفس القيم التي تؤمن بها، من أجل التغيير الذي يحفظ الحقوق في بلد استقبال من قبيل بلجيكا ، وبقوة عزيمتها تقرر كسر حاجز الصمت وخوض حرب مع المستغلين من أجل الحصول على حقوق العمال كاملة وهو ما نجحت فيه في الأخير . أدى أدوار الفيلم ( ساعة و 16 دقيقة) كل من صوفيا مانوشا (ليلى)، بنيامين رامون (ثيبو)، هاند كودجا (جولي)، نادج ويدراوكو (فاتو) بونوا فان دورسالاير (أندري)، رفائيل برونو (فرانسواز) ، إيزابيل كايولكزوك (لوسيا)، أوليفيي بونجور (ألبير)، جون دومينيك أورساتيلي (برنار). يذكر أن جواد غالب يخوض مغامرة الفيلم الطويل لثاني مرة بعد عدة تجارب في الفيلم الوثائقي توجته بأفضل فيلم وثائقي في فيسباكو سنة2007 . وقد جذب الانتباه بفيلم " المعذبون في البحر "، حول معاناة الصيادين والذي حصل على الجائزة الكبرى في مهرجان مونتي كارلو، وترشح لجوائز الأكاديمية الأوروبية. سبق لجواد غالب أن أخرج أول فيلم روائي طويل له بعنوان " 7، شارع الجنون " الذي تم عرضه في مهرجان بلد الوليد، ومهرجان السينما الجديدة في مونتريال ومهرجان الفيلم الفرنكوفوني بنامور.