فرانك جاك دان(رويتر) يقوم رئيس فنزويلا ، هوغو تشافيز، بزيارة لروسيا ، هذا الاسبوع ، لشراء أسلحة ، مما يثير الانتباه للزعيم المناهض للولايات المتحدة ، ويثير حفيظة واشنطن. وسيستغل تشافيز، الاشتراكي المشاغب، الذي يدعم المعارضة الروسية المتزايدة للسياسة الخارجية الامريكية هذه الزيارة لابراز مسوغاته بوصفه من أشد منتقدي ما يسميها الامبراطورية الامريكية. وتسلط صداقة موسكو بتشافيز، عدو واشنطن الرئيسي في نصف الكرة الغربي ، الضوء على الهوة التي تفصل بين الكرملين والبيت الابيض والتي اتسعت مع تنافسهما على النفوذ في مناطق مثل كوسوفو وجورجيا. ويتكهن تشافيز، المظلي السابق الذي يتهم واشنطن بدعم انقلاب استمر لفترة قصيرة ضده عام2002 ، بأن نجم القوة العظمى سيأفل مع نهوض عمالقة مثل روسيا والصين. ويلتقي تشافيز مع زعماء روسيا ، مثل الرئيس الجديد، ديمتري ميدفيديف ، ورئيس الوزراء ، فلاديمير بوتين ، اللذين انتقدا بحدة واشنطن ، هذا الشهر، بشأن تدريبات عسكرية في جورجيا ، واعتزام الولاياتالمتحدة أن تتخذ من جمهورية التشيك مقرا لنظام للدفاع الصاروخي. وهذه هي الزيارة الخامسة التي يقوم بها تشافيز منذ توليه الحكم عام 1999 . ويسعى من ورائها لشراء غواصات ودبابات وصواريخ أرض جو ، من أجل عملية تجديد معدات القوات المسلحة الفنزويلية. وقد اشترى بالفعل طائرات مقاتلة ، وطائرات هليكوبتر، وبنادق ، بعدة مليارات من الدولارات . وستزيد زيارة تشافيز بهدف شراء الاسلحة عداء واشنطن التي ترفض بيع الاسلحة أو قطع الغيار لاصلاح أسطول فنزويلا الذي لحقه الصدأ من المقاتلات الامريكية من طراز «اف-16» . وتستشهد الحكومة الامريكية بعدم تعاون تشافيز في قضايا مكافحة الارهاب ، كما صرح توماس شانون، مساعد وزيرة الخارجية الامريكية ، الاسبوع الماضي، بأن فنزويلا ، التي تتمتع بعلاقات ودية مع ايران وكوبا ، تسعى الى أن تجعل من أعداء أمريكا حلفاء لها. وروسيا هي عاشر اكبر اقتصاد على مستوى العالم ، كما تمتعت بطفرة دامت تسع سنوات أذكاها النفط ، وهو الوضع الذي يختلف كل الاختلاف عن الفوضى الاقتصادية التي شهدتها فترة التسعينيات عقب انهيار الاتحاد السوفيتي. وحكومة روسيا ليست يسارية مثل حكومة فنزويلا ، لكن سيطرتها على شركات الطاقة الروسية الرئيسية ، وعدم ثقتها في واشنطن ، تتفق والنزعة الوطنية القوية التي يتسم بها تشافيز، واستخدام عائدات النفط الكبيرة من أجل أهداف قومية. وخلاف صفقات السلاح والاستثمار المتزايد في صناعة تعدين الذهب، فان المصالح الاقتصادية لروسيا في فنزويلا ضئيلة ، لكن تشافيز يأمل في زيادتها. وتستفيد روسيا من العلاقات مع تشافيز لان مبيعاتها من الاسلحة له تنوع من عملائها، فيما تفيدها في الوقت نفسه بازعاج واشنطن. يقول بيتر زيهان ، من شركة ستراتفور، المتخصصة في ادارة المخاطر السياسية ، الروس يفكرون في تشافيز على أنه أداة مفيدة لازعاج الامريكيين... يرون في هذا وسيلة مثيرة لاستفزاز واشنطن ومن المرجح أن يلقى تشافيز، الذي يتمتع بشعبية واسعة النطاق في الاعلام الروسي ، حيث يجسد على أنه ضحية للضغوط الامريكية ، ترحيبا حارا من قبل ميدفيديف. وسيعطي خليفة بوتين لتشافيز مساحة للحديث بعمق عن الحاجة الى عالم متعدد الاقطاب ، لكن من المتوقع أن يكون الرئيس ، الذي انتخب حديثا ، متحفظا اذا انتقد الرئيس الفنزويلي الولاياتالمتحدة بعنف شديد.