رفضت عشرات الجمعيات الأمازيغية في بيان وقعته أخيرا منهجية ومقاربة وزارة الثقافة لإعداد القانون التنظيمي المتعلق بالمجلس الوطني للغات والثقافة المغربية، وأعلنت الجمعيات ذاتها رفضها المطلق للجنة المنوط بها وضع تصور القانون المذكور والنتائج التي ستسفر عنها. وأكدت هذه الجمعيات أن رد الاعتبار للأمازيغية في المغرب يقتضي فهما شاملا مبنيا على مقاربة بأبعاد سياسية وحقوقية وثقافية، غايتها الإنصاف ومناهضة كافة أشكال التمييز ضد الأمازيغية قانونا وممارسة. وأوضحت أنها ستتصدى لكل القرارات والإجراءات الانفرادية التي سيتقوى فيها خصوم الأمازيغية والتعدد اللغوي . وأفادت في بيانها الذي تركته مفتوحا للتوقيع، أن مبادرة وزارة الثقافة أقصت وقزمت دور الحركة الأمازيغية وفعاليتها وخبراتها الحقوقية والثقافية والعلمية والإبداعية وتراكمها في هذا المجال. وذكرت أن اللجنة التي تشكلت لهذا الغرض لا تتوفر فيها شروط الاستقلالية ووضوح المهام والانسجام حول مشروع تفعيل التعدد اللغوي والتنوع الثقافي، بل حسب هذه الجمعيات، وزارة الثقافة منحت العضوية لتصورات خارج الإطار العام الذي تحدده المادة الخامسة من الدستور. وأضافت أن كل ذلك بمثابة معطيات تؤكد استهتار الوزارة بالأمازيغية والأمازيغ وخطوة في اتجاه إقبار القضية الأمازيغية إلى الأبد عن طريق تسويات بلبوس قانوني ودستوري. وفي هذا الإطار أصدرت وزارة الصبيحي بلاغا أكدت فيه أن أشغال اللجنة المكلفة بإعداد مشروع النصر التنظيمي للمجلس الوطني للغات والثقافة المغربية انطلقت وأن هذه اللجنة عقدت اجتماعها الأول بحضور الوزير محمد أمين الصبيحي. وذكر بلاغ الوزارة أن تشكيل هذه اللجنة يندرج في إطار تنفيذ مقتضيات الدستور المتعلقة بإحداث المجلس الوطني للغات والثقافة المغربية، وانطلاقا من المقاربة التشاركية تم تكليف لجنة موسعة تضم فعاليات ذات صلة وثيقة بمجالات اللغة والثقافة المغربية يعهد لها بإعداد مشروع النص التنظيمي للمجلس الوطني للغات والثقافة المغربية، وعين على رأسها ادريس خروز مدير المكتبة الوطنية للمملكة المغربية، وكان هذا الاجتماع فرصة لإعطاء الانطلاقة لأشغال اللجنة من قبل رئيسها الذي استعرض في كلمته المهام الموكولة للجنة والمنهجية العامة التي سيتم العمل بها من خلال جدولة زمنية مضبوطة. ويذكر أن من بين أعضاء هذه اللجنة عبد الحميد عقار عضو المجلس الوطني للتربية والتكوين، وأحمد أرحموش الرئيس السابق للشبكة الأمازيغية من أجل المواطنة، وأمينة بن الشيخ مديرة العالم الأمازيغي ومصطفى أجلوق الباحث السابق بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية.