إن اللجنة المركزية للشبيبة الاستقلالية المنعقدة في دورتها الثانية يوم الأحد 27 ذوالحجة 1436 الموافق 11 أكتوبر 2015، والتي تميزت بالكلمة التوجيهية للأخ الأمين العام، وكذا بكلمة الأخ عبد القادر الكيحل المسؤول عن التنظيم الحزبي، وبعد الاستماع إلى العرض التنظيمي والسياسي للأخ الكاتب العام للمنظمة، وبعد تقديم مجموعة من العروض الموضوعاتية ذات الصلة بملاءمة القانون الداخلي للمنظمة للقانون الأساسي، وكذا بالبرنامج الوطني لتخليد الذكرى الستون لتأسيس المنظمة، بالإضافة إلى عرض هم مستجدات قضية الوحدة الترابية. وإلتزاما بمرجعية ومبادئ المنظمة، النابعة من ثوابت الأمة المغربية، ومن المشروع المجتمعي التعادلي المرتكز على التمسك بالإسلام الوسطي المعتدل، والدفاع عن الخيار الديمقراطي في إطار الملكية الدستورية، والوحدة الترابية، والحفاظ على الإنسية المغربية في أبعادها اللغوية والثقافية والحضارية. وإدراكا لدقة المرحلة الحالية التي تعيشها تجربتنا الديمقراطية في مسيرة نضالنا الوطني، والتي تحتم علينا إجراء تقييم موضوعي وواقعي، لتطورات الأحداث واتجاهاتها، بما يسهم في تحقيق وصية الزعيم علال الفاسي، في الدفاع عن الديمقراطية، وتحصينها من كل الشوائب، وفي القطع مع مظاهر سياسية كانت لها انعكاساتها المجتمعية السيئة على مصداقية الفعل السياسي الرزين وعلى تدبير الشأن العام. وتفاعلا مع النقاش الفكري والسياسي والتحليل العميق للحظة السياسية الدقيقة التي تمر منها بلادنا، ومع مختلف القضايا ذات الارتباط المباشر والوثيق بانشغالات وهموم الشباب المغربي، والتي تحتم علينا بيان موقفنا من الاختيارات والأحداث السياسية الوطنية والاقليمية التي ميزت المرحلة ما بين الدورتين. فإن اللجنة المركزية تعلن ما يلي: 1-تعبر عن اعتزازها الكبير بالدور الأساسي الذي لعبته قيادة الحزب وكل مكوناته بقيادة الأخ الأمين العام في تبويئ الحزب الريادة بين الأحزاب السياسية الوطنية المنبثقة من رحم الشعب في الاستحقاقات الانتخابية، وتنوه بالمشاركة الفاعلة والمؤثرة للمنتخبين الاستقلاليين؛ 2-تثمن عاليا حصيلة عمل المكتب التنفيذي للمنظمة والأدوار النضالية الكبرى التي نهض بها مناضلو الشبيبة و كل التنظيمات العاملة تحت لوائها والتي ساهمت في ترسيخ الحضور الوازن لحزب الاستقلال في المشهد السياسي المغربي؛ 3-تنبه إلى دقة المرحلة السياسية الراهنة التي تمر منها بلادنا، بسبب عودة بعض الممارسات التي تمس في العمق الرصيد المهم من المكتسبات التي تحققت بفضل تضحيات ونضالات القوى الوطنية الحية منذ الاستقلال، وتعلن إصرارها على مواصلة معركتها ضد كل التيارات والأفكار التي تسعى إلى الهيمنة بكل وسائل وآليات التحكم والتي تشكل تهديدا للاستقرار ؛ 4-تدعو الشبيبة الاستقلالية المجلس الوطني للحزب إلى مراجعة التنسيق والتحالفات خلال هذه الفترة الدقيقة التي تجتازها تجربتنا الديمقراطية، وذلك بما يضمن وحدة الصف الوطني الديمقراطي وعزل قوى التحكم. 5-تؤكد أن خطها السياسي العام خلال المرحلة المقبلة، سيرتبط بشكل واضح، بالدفاع اليومي والمستميت عن الديمقراطية، سواء على مستوى الدولة أو داخل المجتمع؛ 6-تستنكر إقدام القناتين الأولى والثانية على التشهير بأسماء المتابعين في الملف الانتخابي قبل إصدار أحكام قضائية، مما يعتبر تقويضا لقرينة البراءة، ومخالفة صريحة لأخلاقيات الإعلام العمومي، وتدعو الحكومة إلى تحمل كامل مسؤوليتها في تحريره من منافذ التحكم وتخليصه من الممارسات المعادية للحرية حتى يضطلع بدوره في حراسة قيم الديمقراطية. 7-تحيي اللجنة المركزية الإخوة في الاتحاد العام للشغالين بالمغرب وكافة مناضليه على النتائج المشرفة المحققة في انتخابات ممثلي المأجورين بمجلس المستشارين، وعلى نضالهم المتواصل من أجل إقرار المطالب المشروعة للطبقة الشغيلة وضمان العيش الكريم؛ 8-تنبه من خطر انتشار التيارات المتطرفة، وتدعو إلى ضرورة تطوير آليات التأطير الديني للشباب المغربي بما يساهم في تقوية الأمن الروحي وصيانة الإنسية المغربية القائمة على إمارة المؤمنين التي، شكلت عبر التاريخ، أحد أبرز عناصر الاستقرار والأمن الروحي للشعب المغربي؛ 9-دعوة الحكومة إلى الإفراج عن القانون المنظم للمجلس الاستشاري للشباب والعمل الجمعوي وذلك وفق ما تضمنه الخطاب الملكي السامي بمناسبة افتتاح السنة التشريعية الحالية؛ 10-تدعو كافة مناضلات ومناضلي الشبيبة إلى التعبئة وتكثيف الجهود لخدمة القضايا الوطنية الكبرى، والاستعداد الجدي لإنجاح الذكرى الستون لتأسيس المنظمة؛ 11- تستنكر سعي بعض الأحزاب السويدية إلى محاولة خلق الاضطراب لصناعة كيان وهمي، بالرغم من المخاطر المحدقة بالمنطقة بسبب شبكات الإرهاب وتهريب المخدرات والاتجار في البشر، وهو ما يتناقض جذريا مع التوجهات الدولية المتمثلة في سحب أكثر من أربعين دولة لاعترافها بجمهورية الوهم، وتدعو الحكومة المغربية إلى الإسراع بتنزيل مبادرة الحكم الذاتي باعتبارها الإطار الجدي الوحيد لإنهاء النزاع المفتعل، وفق مقاربة تشاركية حقيقية تروم إشراك الصحراويين الوحدويين وكل التنظيمات الحزبية والسياسية وتستثمر الدور الذي يمكن أن يلعبه مغاربة العالم في الدفاع عن قضيتنا العادلة؛ 12-تعلن استنكارها الشديد وتنديدها القوي بالعدوان الإسرائيلي الهمجي والسادي على الشعب الفلسطيني، وتدعو المنتظم الدولي والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي وكل الهيئات الدولية، إلى الخروج من صمتها المخجل الذي ما دونه إلا العار، والعمل على إقامة دولة مستقلة ذات سيادة كاملة، وعاصمتها القدس الشريف.