كان من المتوقع أن تنتقل عدوى لغة احتقار الشعب والاستهانة بذكائه، بين كافة أعضاء حزب العدالة و التنمية في فترة الحملة الانتخابية الحالية، وهي اللغة التي أشهرها زعيم حزب المتأسلمين في وجه المغاربة خلال مهرجاناته الخطابية، لتنتقل بسرعة البرق و تستقر في أفواه حاشيته، خاصة الوزراء منهم الذين لا يترددون في وصف المواطنين المغاربة بأبشع الأوصاف والنعوت الألفاظ التي تحط من الكرامة الإنسانية،وتجهض قيمتهم الوجودية كمخلوقات كرمها الله تعالى، لا لشيء إلا لأنهم عبروا عن معارضتهم للاختيارات السياسية للحكومة . حزب العدالة و التنمية الذي ضحك على المغاربة بادعائه المستمر بالتزامه بالديمقراطية وتطبيقها، هو في حقيقة الأمر حزب يضم في صفوفه مجموعة من المنافقين و الدجالين الذين يتاجرون بالدين الإسلامي و قيمه السمحة. و بالعودة إلى أجواء الحملة الانتخابية التي كشفت الوجه الحقيقي لحزب العدالة و التنمية الذي سقط عنه قناع النفا، بعد أن تأكد للمغاربة تشبث هذا الحزب بمبدأ "من ليس معنا فهو عدونا "ًو هذا المبدأ ترجمه بنكيران بنفسه على أرض الواقع،بعد أن شتم المواطنين ونعتهم بالبلطجية و أمر في مهرجاناته الخطابية بإقصاء و طرد فئة عريضة من المواطنين الذين رفعوا في وجهه شعار "ارحل" ،وهو مشهد تكرر مرات عديدة خاصة في مدن تازة و آسفي وأزيلال،و هو دليل قاطع على أن المغاربة شعب يرفض الظلم و الاستبداد . آخر مفاجئات حكومة البيجيدي تجلت في مظهر جديد للديكتاتورية اللفظية التي أصبحت شعار لسيقا بحزب بنكيران، هي ما أقدم عليه وزير التجهيز والنقل عزيز رياح،حيث لم يستطع إخفاء كرهه للمواطنين، فتجرد من كل المبادئ الأخلاقية التي يتحتم عليه الالتزام بها بحكم موقعه،ووصف عبر صفحته في الفايسبوك المواطنين المعارضين لسياسة حزبه و توجهه، بالكلاب، وهو ما خلف ردود فعل منتقدة حتى من أعضاء ينتمون إلى حزبه.. و قال أحد المعلقين على تدوينة الرباح، "إن المواطنين الذين وصفتهم بالكلاب هم من عبدوا الطريق لك و لحكومتك بأن تصبحوا ما أنتم عليه اليوم،و المغاربة ليسوا كلابا بل هم أسود زأروا في وجه حزبكم المستأدب الماكر"،فيما وصف معلق آخر كلام الرباح ، "بالعنهجية و الديكتاتورية" و قال "إن حزب العدالة و التنمية في شخص أعضائه يريدون أن يعيدوا المغاربة إلى العصور الوسطى التي لا تؤمن بحق الاختلاف و تنوع الآراء وهذا أمر غير مقبول و يجب محاربته" ، في حين انتقد معلق آخر أسلوب الوزير في التواصل مع المواطنين حيث قال "إن فاقد الشيء لا يعطيه هذا الأسلوب يعكس حقيقة أخلاق هذا الوزير الذي يتجرد من كل مبادئ التربية و الأخلاق،و لا يمكن أن يُظهر العكس"، و أضاف المعلق ذاته "أن الرباح الذي لم يقدم أي شيء يذكر لمجال النقل إلا الحزن و التعاسة بعد أن فقد عدد كبير من النساء و الرجال والأطفال أرواحهم في طرقات الموت التي لم تخضع لأي استراتيجية تطويرية من طرف الوزارة المعنية لتفادي هذه الكوارث التي حدثت بسبب تهور وفشل في التدبير من طرف حكومة لا تجيد سوى لغة الشتم"،و توجه معلق آخر بلغة شديدة الانتقاد حيث قال "إن حكومة بنكيران تتكون من وزراء لصوص سرقوا حلم المغاربة في التغيير و قهروا صغار الموظفين و عاملوهم بمنطق الاستعلاء ، و شردوا آلاف الأسر و نخروا جيوب المواطنين بالزيادات ، فأنتم الكلاب و نحن المواطنين شرفاء منزهون ".. ولا شك أن هذ الحضيض الذي وصله إليه أعضاء البيجيدي،يعكس حالة الهيجان التي يتخبطون فيها،بسسب إحساسهم بقرب نهايتهم وسقوطهم المدوي..