لم يتمكن عزيز رباح، وزير التجهيز والنقل، وعضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، من إخفاء سعادته بحشود المواطنين، التي حضرت عصر أول أمس إلى مدينة مشرع بلقصيري، لتتبع أشغال المهرجان الخطابي، الذي نظمته الكتابة الإقليمية لشبيبة العدالة والتنمية بسيدي قاسم، وطالب من يكتبون التقارير عن هذا النشاط بنقل الحقيقة كما هي، دون زيادة أو نقصان. وتحدى رباح خصومه بحشد مثل هذه الأعداد الغفيرة من المواطنين بعيدا عن لغة المال واستغلال النفوذ والسلطة. وأضاف مخاطبا أنصاره «يوما بعد يوم، نتأكد بأن شعبيتنا ولله الحمد لا زالت بخير، والدليل، أنتم الذين تكبدتم عناء الطريق وحرارة الجو لحضور هذا النشاط بكثافة، دون الخضوع لأي ضغوطات أو إرهاب أو رشوة أو تلقي وعود زائفة». ووجه القيادي في الحزب الإسلامي رسائل مشفرة إلى أجهزة الإدارة الترابية، خاصة الاستخباراتية منها، ودعاها إلى تحمل مسؤوليتها كاملة، وقال: «نحن لسنا ضد المخابرات، شريطة أن تكتب التقارير بكل صدق وأمانة»، قبل أن يخاطب جميع المسؤولين في كل القطاعات «أيها المسؤولون، الشعب أمانة في أعناقنا، علينا أن نحمي أمواله وثرواته وأراضيه من النهب، لأننا من الضرائب التي يؤديها نتقاضى أجورنا». وقال رباح إنه بالرغم من المحاولات التي تقودها عدة جهات لتشويه صورة العدالة والتنمية، والإساءة إلى تجربة قيادته الحكومة الحالية، فإن المغاربة لا زالوا يثقون في هذا الحزب، لأنهم يشعرون بأن قيادييه ووزراءه لم يتغيروا بتوليهم المسؤوليات، كما فعل مناضلو بعض الأحزاب في حكومات سابقة، الذين ما إن تقلدوا المناصب، حتى نسوا الشعب وتنكروا له، على حد تعبيره. ودافع وزير التجهيز والنقل عما أسماها منجزات حكومة بنكيران، وأوضح أن معركة الإصلاح التي تقودها هذه الحكومة مستمرة ضد الفساد وضد الدوس على حقوق الشعب المغربي والتلاعب بآماله والمتاجرة بمآسيه، وختم بنبرة لا تخلو من صرامة «لقد انتهى زمن التسيب. هذه حكومة جميع المغاربة، ولم يعد هناك مكان لاستغلال النفوذ في توظيف الأقارب والاستحواذ على الصفقات من تحت الطاولة ونهب ثروات البلاد بلا حسيب ولا رقيب».