أطلق قياديون في حزب العدالة والتنمية النار على أحزاب في المعارضة، وكالوا لها سيلا من الانتقادات اللاذعة، متهمين إياها بالتورط في جرائم فساد دفعت البلاد إلى حافة الإفلاس، قبل أن يلفظها الشعب عبر صناديق الاقتراع. وتناوب كل من عزيز رباح، وزير التجهيز والنقل، وعبد الله بوانو، رئيس فريق نواب حزب حزب العدالة والتنمية بالبرلمان، في مهرجان خطابي، نُظم، عصر أول أمس بجماعة «بنمنصور» إقليمالقنيطرة، على جلد تلك الأحزاب، دون أن يشيرا لها بالاسم، محذرين المواطنين من الإقبال على بضاعتها السياسية الفاسدة خلال الاستحقاقات المقبلة، حتى لا يتراجع المغرب، بحسبهم، عن رزنامة الإصلاحات، التي يشهدها منذ تولي حكومة بنكيران زمام الأمور. وكشف المتحدثان عن عزم حزب المصباح الاستمرار في ملاحقة ناهبي ثروات البلاد، ولصوص الغابات والرمال وأراضي السلاليين، المختبئين وراء تلك الأحزاب، وفضحهم أمام المواطنين، ومحاربتهم بلا هوادة، رغم وجود لوبي فاسد يحميهم، ويقاوم كل توجه إصلاحي يروم إشاعة ثقافة الوضوح والشفافية والنزاهة في المجتمع. وقال رباح «إن حزبا معارضا، أضحى يعيش بالمنشطات والدوباج للحفاظ على وجوده، ومازال يتصور أنه بإمكانه أن يحتال على المغاربة ويجمعهم ب 50 درهم أو بخناشي ديال الطحين أو بتوزيع الوعود الزائفة»، وأضاف «نحن لسنا كهؤلاء، برلمانيونا ووزراؤنا أيديهم غير ملطخة بالمال الحرام، لأن تربيتهم ومرجعتيهم وتشبعهم بمبادئ الحزب وقيمه، لا تسمح لهم بالكذب على الشعب وخيانة الأمانة». وأشار عضو الأمانة العامة ل»البيجيدي»، إلى وجود رؤساء جماعات من الحزب المذكور، ينتقمون من دواوير بعينها ويحرمونها من الكهرباء، لمجرد أنها خارج دائرة تحكمهم الانتخابي، واصفا إياهم بالعصابات التي تتصرف في المال العام بدون وجه حق، متوعدا بفضحهم وإيصال ملفاتهم، التي تفوح منها رائحة الفساد، إلى القضاء، وزاد «مثل هذه الممارسات لم تعد مقبولة في عهد الدستور الجديد». وأضاف وزير التجهيز والنقل، أن وزراء حزبه، صُدموا بوجود إدارات ومؤسسات تابعة للدولة «ساكْنة فيها العائلات»، بسبب التوظيفات التي تمت في العهود السابقة، والتي كان يتحكم فيها منطق الزبونية والمحسوبية وعلاقات القرابة، على حد تعبيره. من جهته، دعا عبد الله بوانو، بعض السياسيين الذين يعارضون حكومة بنكيران إلى الخجل من أنفسهم، وقال ساخرا «هناك أناس يمتصون دم المواطنين، ويأتون إلى البرلمان وكايتباندرو علينا، خاص هادو يقولو لينا منين جاتهوم هاديك الغابات والأراضي لي صْبحو كيمَلْكوها في رمشة عين«. وأعرب بوانو عن ارتياحه لما حققته الحكومة إلى حد الآن، معددا إنجازاتها ونجاحاتها، مؤكدا، أن المغرب كان على حافة الإفلاس، قبل أن تنجح حكومة بنكيران في وضع البلاد على سكته الحقيقية، وأضاف مستدركا «صحيح أن المغرب بدأ يتحسس طريقه نحو الديمقراطية، لكن هذا غير كاف، وفي الوقت نفسه ليس مطلوبا من الحكومة القيام بجميع الإصلاحات في ظرف 5 سنوات، فالأهم هو أن يتحمل كل واحد منا مسؤوليته لخدمة البلاد والعباد».