تعرف مدينة الجديدة غزوا لم يسبق له مثيل من قبل أصحاب شوي السردين الذين انتشروا في كل مكان وسط الأحياء والشوارع الرئيسية وجنبات المدينة ووسطها, فالأمر بالنسبة لهؤلاء الفوضويين لم يكلفهم شيء, فقط قطعة من القماش يتم بناؤها ووضع بعض الكراسي وفرن للشوي، وبالتالي العملية جاهزة لممارسة التعذيب على السكان بكثرة الدخان المنبعث جراء عملية الشواء، وهناك منافسة،وتعمد من قبل هذه الفئة الفوضوية على من يطلق كثرة الدخان لجلب الزبائن غير مكثرتين بخنق السكان والمارة بهذه الروائح التي أصبحت في كل مكان, ناهيك عن الروائح والمخلفات التي تتركها هذه العملية التي خرجت عن السيطرة،وأصبح كل من هب وذب يشوي السردين بعيدا عن النظام أو المراقبة من قبل اللجنة الصحية التي تقول أنها لايمكنها مراقبة إلا الجهات المرخص لها. أما الفوضويون والعشوائيون،فيجب على السلطات حجز كل الوسائل التي يستخدمونها في شوي السردين والبضاعة المعدة للبيع, لأن مابني على باطل فهو باطل, والغريب في الأمر أن أصحابها يحتلون أماكن رئيسية وتعتبر واجهة رئيسية للمدينة, ونذكر على سبيل المثال, خلف المحطة الطرقية حيث أصبح هناك سوق ممنهج،ويتسابقون في من يطلق أكثر من الدخان وهو مكان رئيسي وحيوي للمسافرين, وهناك مداخل المدينة من جهة شارع بئر أنزران, وشارع النصر من جهة سيدي بوزيد, وشارع المدينةالمنورة وحي ملك الشيخ وشارع العلويين هذا الأخير أصبح وضعه كارثي ( انظر الصورة) والحالة عامة, وشارع إبراهيم الروداني أمام مركز تكوين المعلمين ونزقة عبد المومن الموحدي( درب البركاوي) هذه المنطقة معروفة بكثرة السكان لكن هؤلاء الفوضويين لم يحترموا لاسكان ولا مرضى الضيق التنفسي ولا يعتبرون لأي وضع إنساني. إذن نحن أمام فوضى وعشوائية وتسيب وانفلات لم يسبق له مثيل من قبل هذه الفئة التي أصبحت تشكل خطرا على المدينة وعلى ساكنتها ناهيك عن تشويه جمالية المدينة - إن بقيت لها جمالية أصلا- دون أن تجد لها أي رادع, نعم تدخلت السلطات ممثلة في باشا المدينة وقائد الملحقة الإدارية الثالثة والثانية وآخرين مصحوبين بعدد من القوات, وقاموا بإزالة عدد هائل من الخيام العشوائية التي تعكر صفو السكان والمدينة وأعادت عليهم الكرة مرة أخرى لكن سرعان ما رجعت الأمور كما كانت, وخاصة في الشوارع المذكورة,والملاحظ أن السلطات في إحدى محاولاتها لمحاربة هذه الظاهرة المدانة بكل المقاييس قام أحدى الفوضويين بمحاولة فاشلة للانتحار وهو ما تطرقت له بعض الأقلام التي تقتات على المآسي في عنوان مثير للسخرية والإشمئزاز، ضاربة عرض الحائض العقاب الجماعي التي تمارسه هذه الفئة التي تقوم بشي السردين في أماكن حساسة على ساكنة المدينة بكاملها. إن السلطات المحلية مطالبة بالضرب بأيدي من حديد على كل من يمارس الفوضى والعشوائية وعلى كل من يخالف القانون.. وإلا أصبحنا أمام تسيب وكل من أراد شيئا يفعله،وبالتالي نصبح في وضع أشبه بالغابة. لقد ضاق سكان مدينة الجديدة ذرعا من هذه الاختناقات والروائح والفضلات المتروكة جراء الشوي العشوائي للسردين ويطالبون السلطات أن تكون عملية محاربة وقطع دابر هؤلاء أولوية الأولويات دون التفاتة إلى كل من يمارس أو يساند الفوضى.